الأقباط متحدون | الأب متى المسكين ولحظة الوداع الأخير 8 يونيو 2006م (24)
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:٢٣ | الخميس ٤ اغسطس ٢٠١١ | ٢٨ أبيب ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٧٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الأب متى المسكين ولحظة الوداع الأخير 8 يونيو 2006م (24)

الخميس ٤ اغسطس ٢٠١١ - ٣٣: ١١ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: د. ماجد عزت إسرائيل
رحل الأب متى المسكين عن عالمنا الفاني في الساعة الواحدة فجر الخميس الموافق 8 يونيو عام 2006م، وقد فاضت روحه الطاهرة وهو بالمستشفى بالقاهرة عن جسده الذي أرهقه المرض، صاعدة بتهليل إلى السماء، بعد رحلة كفاح على الأرض؛ مليئة بالأحداث عبر سنوات عمره، التى بلغت نحو 87 عامًا (1919-2006م).
ومن الطريف أن الأب القديس "متى المسكين" وصف يوم نياحته في إحدى العظات على كلام المسيح وهو عند قبر لعازر، يوم سبت "لعازر" بعنوان: "القيامة والحياة" عام 1974م: "من آمن بي ولو مات فسيحيا. وكل من كان حيًا وآمن بى فلن يموت إلى الأبد" (يوحنا الإصحاح 11 آية: 25 :26)، وعلَّق الأب متى المسكين قائلًا: "أنا وصفتها مرة وقلت: هييجي يوم وأموت ويكون الرهبان حزانى عليَّ ويضعون الجسد في المغارة، ويأخذون في البكاء، أما أنا فسأكون معهم وماشي معهم، وواقف معهم وهم يقرأون المزامير، وإلى أن يضعوا الجسد فى القبر، لأن النفس المخلوقة على صورة الله تظل حية ولو مات الجسد، لأن النفس ليس لها علاقة بظلمة القبر، «سيروا في النور... أنا هو النور الحقيقى، والظلمة لم تدركه...».


على أية حال، وكما وصف الأب القديس متى المسكين يوم نياحته فقد حدث هذا بالفعل، إذ حمله رهبان دير القديس أنبا مقار وودَّعوه في جنازة عادية في طقوسها العميقة في روحانيتها. وفي ذات اللحظة التي فاضت فيها روحه في القاهرة، كان مجمع رهبان الدير مجتمعًا بداخل الكنيسة الأثرية يصلون التسبحة السنوية كالمعتاد كل ليلة ثم يعقبونها بالقداس الإلهي، وفى وسط تسابيح الفرح وصلوات الخماسين المقدسة، وفي حوالي الساعة الثالثة بعد منتصف ليلة الخميس 8 يونية سنة 2006، دخل جثمان الأب القديس في صندوق خشبي من صُنع رهبان الدير بسيطًا فى شكله. وعندما تمت مراسم صلاة الجناز على الجثمان الطاهر، انتقل مجمع رهبان الدير يتقدمهم أقدم الرهبان سنًا بذات الدير وهو قمص الدير، إلى منطقة المغائر القديمة لدفن الجسد بجوار الآباء الأولين لبرية شيهيت. ولم يكن معظم الرهبان يعلمون المكان الذى سيُدفَن فيه جسده الطاهر، حيث كان الأب متى المسكين قد أشار قبل نياحته بثلاث سنوات لأحد أقدم تلاميذه إلى مكان دفنه وبحفر مغارة في صخرة في صحراء الدير حدَّد مكانها هو لتكون المدفن الذي يُدفن فيه بجوار مدافن الرهبان الذين سبقوه. ومدفن الراهب عبارة عن مكان لا يتسع إلا للصندوق الذى سيودع فيه فقط، وقد تم حفر المغارة وتقويتها بطبقة من المصيص وخرسانة بسيطة، ثم تم وضع ورقة تحمل اسم الأب متى المسكين مع الجثمان الطاهر، ثم تم سدُّ المدفن بالحجارة، ثم أهالوا عليه الرمال، ولم يظهر من المدفن على السطح سوى صليب خشبي عادي. وبعد نياحته ودفنه بأيام تم التسوير بالطوب الجيري الأبيض ذي الحجم الكبير حول المكان، وإقامة بعض المصاطب البلدي لاستراحة كبار السن عند زيارتهم للمدفن.


وقد علَّقت مجلة الكرازة على رحيل الأب متى المسكين قائلة: "إنه قد نشرت بعض الجرائد أنه ترك وصية أن لا يُصلي عليه قيادات كنسية ولكن الرهبان فقط"، ولكن وللأمانة التاريخية لم توجد بالدير أية وثيقة تؤكد صدق هذه المقولة، ولكن الأب متى المسكين كان يريد أن يودِّع عالمنا الفاني بهدوء مثل أي راهب في هذا الدير سبق أن انتقل ودُفن في رماله بهدوء أيضًا، وبهذا فقد تحققت رؤيته ومقولته القائلة: "الإنسان الروحاني يعيش ويعمل بالروح لمجد الله فقط، لذلك فهو يعيش فوق الدنيا. وحتى بعد أن يموت فهو لا يذوق الموت أبدًا حسب قول المسيح".




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :