- يوسف سيدهم : دور البابا شنوده الثالث غير مسبوقا فاصبح للكنيسة صوت لابد أن يسمع
- "جمال الغيطاني": جنازة البابا "شنودة" تماثل جنازة "سعد زغلول" و"عبد الناصر"
- "محمد سلماوي": البابا "شنودة" قامة وطنية شامخة، والتاريخ لن ينسى له مواقفه الوطنية
- يوسف سيدهم: البابا شنوده فى عهده خرجت الكنيسة القبطية من المحلية إلى العالمية
- رئيس رابطة المصريين فى اسرائيل : مصر تشهد مرحلة دقيقة وفى أمس الحاجة لحكمة البابا شنودة ورهافة حسه
من كام سنة وأنا أحايل فيك!!
كتبت: ميرفت عياد
في البداية أحب أن أهنئ جميع الإخوة المسلمين بحلول شهر رمضان الكريم، متمنيةً فيه الخير لجميع البشر، والصبر والسلوان لكل من فقد أحد من أفراد أسرته أو أحبائه.
وإنني اليوم أريد أن أستعيد معك عزيزي القارئ مشهد محاكمة الرئيس السابق.. وهذا ليس بهدف البحث عن التحليلات السياسية.. أو النظرة والكلمات الساخرة التي قالها البعض.. وبعيدًا عن روح الشماتة أيضًا.. فقد أحسست بالشفقة على هذا المسن، ولعل هذا ما جعلني أتذكر أغنية قديمة يقول مطلعها "من كام سنة وأنا أحايل فيك"..
وهذه هي الحقيقة منذ سنين عديدة، والمصريون صابرون على الجور والظلم والفساد واستباحة كل شئ.. وكانت الصحف جميعها تصرخ في وجه الظلم.. ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة تتكلم.. وأحاديث تدور بين ضيوف مهمين وشخصيات قيادية من الوزارات المختلفة..
ولكن للأسف، لا حياة لمن تنادي.. وكأن تلك الحكومة النظيفة تجلس في برج يرتفع إلى السحاب.. أو عاملة على رأي المثل "ودن من طين وودن من عجين"، ولم تُسمع تلك الصرخات التي تأتي من معظم أفراد الشعب..
لم تصل إلى أسماعهم.. أو أنها تصل ويصمون آذانهم عنها.. لأنها مجرد صرخات لا تقلق مضجعهم.. بل ويمكن التخلص من إزعاجها بوضع سماعات الأذن التي تخفي صوت ضجيج المظلومين.. وتذيع على الأذن صوت موسيقى السلطة والجشع وموت الضمير.. وهي موسيقى تذيعها إذاعة الشيطان طيلة اليوم.. وهي دائمًا متجددة لا تسبِّب الملل..
وهكذا مر ثلاثون عامًا على هذا المنوال.. حتى خرج الجميع يقول مع السيدة "أم كلثوم": "إنما للصبر حدود".. وهنا اندفع شلال الغضب ليطيح بكل شئ في طريقه.. فأطاح بالنظام السابق وأطاح بالطواغيت والجبابرة.. وهدم ذلك البرج العالي الذي يعيشون فيه.. واقتلع من آذانهم تلك السماعات التي كانت تصمهم عن صراخ المظلومين.. ومع دوي هدير الغضب صمت أسماعهم عن صوت العقل والضمير، فاندفعوا يدبرون المكائد الواحدة تلو الأخرى!!
وبلغ شلال الغضب ذروته، لدرجة أن اقتلع مع عصبة الطغاة الأمن والأمان.. وفتح المجال للفوضى والهمجية على مصراعيها، وانطلق عداد الجرائم يعد بصورة هستيرية آلاف من جرائم السرقة والقتل والاعتداء. ولعل هذا ما جعل المصريين يعجزون عن تذوق حلاوة الثورة في أفواههم، بل حلت محلها مرارة الحيرة والترقب لما سوف يكون عليه مستقبل "مصر".
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :