يقول حضرة المسيح
بقلم: راندا الحمامصى
يقول حضرة المسيح ( اني أنا الخبز الذي نزل من السماء إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد)- فما المقصود من هذا البيان؟
(الجواب)
المقصود من هذا الخبز هو المائدة السماوية والكمالات الإلهية يعني أن كل من يتناول من هذه المائدة أي يكتسب من الفيوضات الإلهية ويقتبس من الانوار الرحمانية ويأخذ نصيباً من كمالاتي يحيا حياة أبدية .
والمقصود من الدم أيضا هو روح الحياة وتلك هي الكمالات الإلهية والجلوة الربانية والفيض الصمداني لأن جميع اجزاء بدن الانسان بواسطة جريان دورته تكتسب المادة الحيوية من الدم. يقول في آية 26 من الاصحاح6من انجيل يوحنا(اقول لكم انتم تطلبونني ليس لانكم رأيت ايات بل لانكم اكلتم من الخبز فشبعتم )ومن الواضح ان الخبز الذي اكله الحواريون فشبعوا منه هو الفيوضات السماوية لانه يقول في اية 33 من الفصل المذكور(لان خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم) ومعلوم أن جسد المسيح لم ينزل من السماء بل نزل من رحم مريم وكل ما نزل من السماء الالهية هو روح المسيح ،
ولما ظن اليهود ان حضرته يقصد الجسد اعترضوا عليه كما ورد في الآية42 من الاصحاح المذكور اذ قالوا(أليس هذا هو يسوع ابن يوسف الذي كنا عارفون بابيه وأمه فكيف يقول هذا اني نزلت من السماء) فانظروا كيف اتضح أن مقصد حضرة المسيح من الخبر السماوي هو روح حضرته وفيوضاته وكمالاته وتعاليمه كما يبين في اية 63 من الفصل المذكور(الروح هو الذي يحيا أما الجسد فلا يفيد شيئاً) إذاً اتضح أن روح المسيح كانت نعمة سماوية نازلة من السماء وكل من يستفيض من هذه الروح يعني يأخذ من التعاليم السماوية يجد حياة أبدية لذا يقول في الآية 35 منه(فقال لهم يسوع أنا هو خبز الحياة من يقبل إلي فلا يجوع ومن يؤمن بي فلا يعطش أبداً) فلاحظوا كيف أنه يوضح الأكل بالاقبال والشرب بالايمان.
اذا صار من الواضح المحقق أن المائدة السماوية والفيوضات الرحمانية والتجليات الروحية والتعاليم السماوية والمعاني الكلية هي حضرة المسيح. وإلا كل عبارة عن الاقبال والشرب كناية عن الايمان حيث كان لحضرته جسد عنصري وهيكل سماوي فالجسد العنصري صلب وأما الهيكل السماوي فحي باق وسبب الحياة الابدية الجسد العنصري كان طبيعة بشرية والعنصر السماوي كان طبيعة رحمانية:سبحان الله قد يتصور البعض بأن خبز القربان هو حقيقة حضرة المسيح حل فيه اللاهوت وروح القدس مع أنه عندما يتناول القربان يصير فاسداً ويتغير بالكلية بعد عدة دقائق فكيف يمكن اذاً تصورهم كهذا، استغفر الله عن هذا الوهم العظيم.
وخلاصة المقال : أن بظهور حضرة المسيح انتشرت تعاليمه المقدسة التي هي الفيض الأبدي وسطعت انوار الهداية وبذلت روح الحياة للحقائق الإنسانية فكل من اهتدى صار حياً ومن ضل مات موتاً ابدياً . وذلك الخبز النازل من السماء هو الهيكل الملكوتي لحضرة المسيح وعنصره الروحاني هو الذي تناول منه الحواريون ففازوا بالحياة الابدية وقد تناول الحواريون من يد حضرة المسيح اطعمة كثيرة فلماذا امتاز العشاء الرباني .اذاً صار من المعلوم أنه ليس المراد من الخبز السماوي الخبز العنصري بل المقصود منه المائدة الإلهية والهيكل الروحاني لحضرة المسيح وهي تلك الفيوضات الربانية والكمالات الرحمانية التي اخذ الحواريون منها نصيباً حتى شبعوا وكذلك لاحظوا لما أن بارك حضرة المسيح الخبز وقال هذا جسدي ووهبه للحواريين كان حضرته موجوداً بينهم بشخصه وذاته وما استحال إلى خبز وخمر ولو استحال إلى خبز وخمر لوجب بعد هذا ان لا يكون حضرة المسيح مجسماً ولا مشخصاً ولا معيناً عند الحواريين في ذلك الوقت.
إذاً اتضح أن الخبز والخمر رمزان أرادا بهما أن يقول اعطيت لكم فيوضاتي وكمالاتي وحيث أنكم استفضتم منها فقد وجدتم حياة أبدية وفزتم بحظ من المائدة السماوية.(من مفاوضات عبدالبهاء)
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :