يا حزب الكنبة انزل مدنية الدولة
بقلم: فادي يوسف
أعلم علم اليقين أن هناك 5 ملايين مصري يطالبون بدولة دينية ومنهم ما يقارب النصف، شارك في الجمعة 29 يوليو الشهيرة بجمعة "قندهار"، ولكني أعلم أيضًا علم اليقين أن هناك أكثر من 78 مليون مصري يطالبون بدولة علمانية أو بمعنى أقرب مدنية، متمثلين فيما يقارب 15 مليون قبطي وهم أكثر فئة تطالب بدولة مدنية ويأتي بعدها التيارات والأحزاب والحركات المدنية والليبرالية والعلمانية متمثلة في أكثر من 58 حزب وحركة وتيار، أضف عليهم الطرق الصوفية المختلفة وكل هذا جانب وحزب الكنبة جانب آخر وقوة أخرى.
حزب الكنبة ذاك الحزب الغير مهيكل أو محدد ملامحه، والذي يحيرني أعضائه كثيرًا فمنهم من يفضل الجلوس على الكنبة ليشاهد وينتقد كل ما يشاهده، ومنهم من يشاهد ولا يعنيه شيئًا مما يشاهده مثلما يشاهد مسلسل أو مسرحية، ومنهم ما يشاهد وينفعل ويثور ويعلوه صوته وتأخذه جلالته، ولكن سرعان ما يفتقد إحساسه الخاص بالكنبة فيسرع بالجلوس عليها لكي يكمل مشاهدة، وهكذا دون أن يفعل شيئًا إيجابيًا.
هذا هو حزب الكنبة الذي يحتوي على أعداد بالملايين من المصريين أن لم يكن لديهم كلهم فلدى معظمهم الرغبة أن تستمر مصر العظيمة مدنية علمانية، لا ترغم على شيء ولا يرغم شعبها على فروض أو أساليب تقمعهم وتجعلهم مثل الماشية لا صوت لهم ولا فكر، ومن يخالف تطبق عليه حدود وشرائع وتكفير، وكل ما طابت إليهم نفوسهم في الإذلال والقمع.
ولكن علينا أن نعرف في الأساس ما هي الدولة المدنية، ليس قلقًا من أن تقام دولة دينية هو ما يجعلنا نطالب بدولة مدنية ولكننا نرغب في دولة مدنية حديثة للأسباب التالية:
1- هي دولة المواطنة الكاملة
2- هي دولة تكافؤ الفرص
3- هي دولة القانون والمساواة في تطبيق القانون
4- دولة لا يحكمها العسكر أو الشرطة وإنما حكمها لشعبها المدني
5- يتم فصل اختصاص الدين بالسياسة، ولا يتم فيها فرض رأي باسم الدين ومن يخالف يتهم بأنه يخالف الدين.
6- يتم فيها فصل واضح بين السلطات، ولا يتم حكمها من قبل شخص بخلاف كان رئيسًا أو ملكًا أو سلطانًا أو رجل دين.
7- والنقطة الأهم أنها دولة ديمقراطية حديثة، لديها مبدأ تداول السلطة، وتساوي بين جميع المواطنين على اختلاف مذاهبهم أو عقائدهم أو بيئتهم أو ألوانهم أو أجناسهم أو عرقهم.
8- هي سلطة سياسية عليها حق النقد والتغيير وليست مفروضة أو فوق أي نقد.
9- تمنع أي تطرف أو تمييز بين أبناء شعب الوطن.
10- الحرية وكلمة الحرية هي أغلى كلمة في الحياة، ومن أجلها أيضًا قامت ثورتنا العظيمة.
تلك النقاط هل تكفي بنزول أعضاء حزب الكنبة المحترمين المبجلين معنا في مليونية الدولة المدنية، تحت شعار "في حب مصر"، وإن لم تكف تلك النقاط الهامة جدًا من أجل مصير وطن طالما حلمنا معًا من أجله أن تكون مصر هي الدولة المتقدمة المتطورة البعيدة عن كل جهل وتخلف، التي تقود شعوب ودول خلف نجاحها وريادتها بالأخص بمنطقة الشرق الأوسط.
فهناك نقاط كثيرة أيضًا إذا تحولت مصر إلى دولة دينية، وبكل بساطة هي عكس تمامًا نقاط الدولة المدنية سيكون بها من ديكتاتورية، وفرض آراء وتحجيم السلطة والمخالفة ستكون نتاجها التكفير والتهديد والقتل.
ليست هذه المقالة للنقد أو الهجوم على أي ديانة أو شريعة، وأكبر دليل على ذلك إني من أشد المعجبين بدولة عظيمة مثل "تركيا"، فهي دولة مدنية ودينها الإسلام، وهي من أنجح دول آسيا، وأتوقع لها التقدم الاقتصادي والسياحي في سنوات قليلة قادمة، وأتمنى أن تخطو مصر نفس خطوات تلك البلد.
أفيقوه يا أبناء هذا الحزب الممل، فأنتم لا تعلمون أنكم قوة لا يستهان بها، فعددكم كبير، ولكن تفاعلكم صفر على الشمال، فأين كنتم من الثورة وأين كنتم من استفتاء الدستور والذي أسماه البعض "غزوة الصناديق"، وأين ستكونوا من انتخابات البرلمان القادمة وانتخابات الرئاسة؟
واين ستكونوا من مصير دولة سيحدد خلال فترة قصيرة قادمة؟
هل ستظلون جالسين أمام "التليفزيون" و"الفيس بوك" تشاهدون، ومنكم من ينتقد ومن يتجاهل ومن ينفعل، ولكن النتيجة واحدة أنكم تظلون جالسين، ولا نتيجة ولا حياة لمن تنادي؟
تلك الرسالة ليست للأحزاب أو التيارات أو الحركات التي أقيمت قبل أو بعد الثورة، فهولاء يعلمون جيدًا أن عليهم دور إيجابي هام تجاه بلدهم ووطنهم الذي علينا جميعًا واجب نحوه، أن نحدد بأيدينا مصيره، وأن تظل مصر مدنية ولا يرفع فيها علم إلا علمهاـ ولا يبدل نسرها ولا يلبس أهلها غير ملابسهم، ولا يكفر أولادها بسبب إيمانهم بمدنيتها.
تلك الرسالة موجهة إليكم أنتم يا كوادر حزب الكنبة، تلك دعوة أن تشاركونا في هدف سامي وعظيم هو مصير دولتنا.
هل ستشاركون معنا في مليونية الدولة المدنية؟ هل ستكنون إيجابيين ولو لمرة هي الأهم والأخطر؟ هل ستظهر قوتكم الحقيقية؟ هل تحبون مصر؟!
السؤال أمامكم والإجابة لكم.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :