- فى ختام معرض فيصل :اول معرض للكتاب يقام فى منطقة "شعبية وعشوائية" لتوصيل الثقافة والمعرفة الى الجمهور المحروم منهما
- فى معرض الكتاب : معدن المصرى الحقيقى ظهر فى الثورة دون أي فرق بين مسلم ومسيحى .. رجل وامرأة .. غنى وفقير
- الفنانة ليلى طاهر: نحتاج لأعمال فنية ترسخ للتسامح وقبول الآخر حتى تعود القيم الأخلاقية للمجتمع
- رفقًا بعقول المصريين
- أسماء محفوظ: الشعب المصري اكتشف في 25 يناير أنه يستطيع أن يدافع عن حقوقة المسلوبة
الزوجة الثانية
بقلم: ميرفت عياد
كنت أشاهد بالأمس فيلم الزوجة الثانية للعملاق "صلاح منصور" والفنانة القديرة "سناء جميل" وسندريلا الشاشة المصرية "سعاد حسني"، وكما تعلمون جميعًا قصة الفيلم، التي تحكي عن العمدة الظالم لأهل قريته الذي أجبر إحدى الزوجات على الطلاق من زوجها حتى يتزوجها على زوجته العاقر، وينجب منها وريث "التكية"، أقصد وريث العمودية. ومرت الأيام، وحدث انتقام القدر، وشُل هذا العمدة عندما علم بحمل زوجته من طليقها، ومات يوم ولادة الطفل..
وهنا أسمع أحد القراء الظرفاء يقول لي: زوجة تانية وتالتة إيه بس.. إحنا في إيه ولا إيه؟.. شكلك مالكيش في السياسة.. وآخر يضحك ويقول: لماذا قمنا بالثورة؟!.. أنا لا أعلم لماذا قمنا بالثورة.. أصل كنت ساعتها في الحمام، على رأي الزعيم "عادل إمام"..
والحقيقة، إن قصة هذا الفيلم ترمز بصورة عجيبة إلى ما حدث في "مصر" منذ عقود طويلة. فـ"مصر" بمثابة الزوجة الثانية التي صبرت وانتظرت على غدر وفساد وجشع نظام الحكم حتى استطاعت أن تنقض على من أساءوا إليها في اللحظة المناسبة، طارحةً إياهم على فراش الحسرة والندم، مثلما طرح العمدة مشلولًا عن الحركة أو القدرة على القيام بأي تصرُّف، بعد أن كان يطوي الأرض بطولها وعرضها، متحكمًا في مصائر الناس، سارقًا أراضيهم وقوت يومهم..
لم يع أي حاكم مستبد أن الظلم له نهاية، وأن الله يمهل ولا يهمل، وأن مهما طالت أزمنة الاستبداد لابد من نهاية سوداء على كل ظالم بيضاء على كل مظلوم..
ولعني أتعجب من السلطة التي تضع قيودًا من حديد على القلوب البشرية فتحجزها عن الشعور بالرحمة والرأفة على المواطنين الغلابة.. بل تتمعَّن في إذلاهم وسرقة قوت يومهم.. أين الضمير؟! لماذا تجعلون من "مصر" زوجة ثانية.. تتخيلون أنكم تستطيعون أن تغتصبون شرفها.. بدعوة أنها حلال لكم!
أي حلال تدعونه هذا في الظلم والجبروت؟؟ أي حلال في السرقة والنهب؟؟ أي حلال في الإجبار والذل؟؟ أي حلال هذا تسكِّنون به ضمائركم التي ماتت منذ زمن طويل، من كثرة سموم الشرور التي تنهلون منها؟؟؟..
وأخيرًا، أريد أن أقول لأي حاكم قادم: "مصر" لن تعود زوجة ثانية مرة أخرى.. لن تُغتصب أو تُجبر على فعل ما لا تريد.. لأن أبنائها كبروا ونضجوا واشتد عودهم.. ولن يسمحوا أن تُهدر كرامة أمهم مرة أخرى، حتى لو كان هذا تحت مسمَّى الزواج الشرعي..
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :