السيد المسيح يصلي ... أنا الحقير!!!
بقلم :أيهاب شاكر
صُدمت وفزعت وتضايقت واحتدت روحي فيّ حين رأيت المسيح في إحدى حلقات المسلسل الإيراني" السيد المسيح" في معجزة صيد السمك، وهو يدعو الله قائلا:" اللهم استجب دعاي أنا الصغير الحقير...."
هل وصل الأمر إلى هذا الحد؟؟!! هل وصلت السفاهة وتشويه الحقيقة إلى هذه المرحلة من الخزي والبجاحة والسماجة؟ وهل لا يعتبر هذا ازدراء بالأديان؟
لا أعتقد أنه في القرآن، على اعتبار أن المسيح فيه مجرد نبي، ورد ذكر أن المسيح صلى أو دعا نفسه بهذه الصفة، ولا أعتقد على الإطلاق أنه جاء فيه هذا الوصف لأي نبي من أنبياء الله، ولا أعتقد مطلقاً، أنه جاء في أي عمل تليفزيوني أو سينمائي وصف لأي نبي بهذا الوصف المشين، فما بالنا بالسيد المسيح، الذي يعرفه الإسلام بأنه روح الله، وأنه الوحيد الذي لم ينخسه الشيطان.
المسيح، له كل المجد،الذي وصفه الكتاب المقدس، كتاب الله عز وجل، والمنزه عن التحريف والتبديل والنسخ قائلا:" اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآباء بالأنبياء قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ، الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي، صَائِرًا أَعْظَمَ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ بِمِقْدَارِ مَا وَرِثَ اسْمًا أَفْضَلَ مِنْهُمْ".(عبرانيين 1 : 1-4).
المسيح، الذي انشقت السماوات وجاء صوت الله الآب قائلا:" وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ" ( متى 3 : 17 ). وأيضا،" وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً: «هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا"( متى 17 : 5 ).
المسيح، الذي قال عن نفسه:"أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي" (يوحنا 14 : 6 ).
المسيح، الذي قال:"أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ» يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.( رؤيا 1: 8 ) وأيضا، " قَدْ تَمَّ! أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ. أَنَا أُعْطِي الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّانًا." ( رؤيا 21 : 6 )
المسيح، ذاك الشخص الذي شغلَ كل عقول المفكرين سواء مؤمنين به أو غير مؤمنين، و سبى قلوب المحبين و أراح كل من أتى له من المتعبين و هو الذي قسم التاريخ بمولده وأعطى البشرية فداء وخلاصاً وأملاً بصلبه، الذي قهر الموت بقيامته، وأعطى رجاء لمن يؤمن به، وكسر شوكة الموت ورهبة الهاوية.
إن روعة و جمال وتفرد شخصية المسيح تتميز بكمال صفاته الأدبية المجيدة السامية، التي لم ولن توجد في شخص غيره، هذا الذي قال متسائلا مؤكدا ومستنكراً: من منكم يبكتني على خطية؟ فقد كان موضوع شبع و كل سرور الآب كما إنه أثر في قلوب كثيرة في عظمة محبته و عظمة نعمته و عظمة تعاليمه و لم ُيعلّم شيئاً إلا وكان يعيشه.
في تواضعه: وهو الله الظاهر في الجسد، الذي جاء لأرضنا في صورة إنسان" الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً للهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ.وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الأب.(فيلبي 2 : 6 – 11 )
في رقته: نرى قلبه الرقيق المليء بالحب للمتألمين إذ على قبر لعازر نراه يبكي كابن الإنسان، كما بكى أيضاً على أورشليم لأنها لم تعرف زمان افتقادها.
في حنانه: كان يَجول يصنع خيراً و يشفي جميع المتسلط عليهم إبليس.
في مرقس1 جاءه أبرص قائلاً له إن أردت تقدر أن تطهرني... يخبرنا مرقس عن مشاعر المسيح (فتحنن يسوع و مد يده و لمسه و قال له أريد فاطهر)..إنه يشفي من الداخل أي القلب والنفس، و من الخارج المرض، فهذا الأبرص ممنوع بحسب الشريعة اليهودية أن يلمسه أحد، حتى لا يتنجس مثله، المسيح تحنن عليه و لمسه بلمسة حنان شفى قلبه المكسور مع جسده المعلول. ولم يخشى المسيح أن يتنجس لأنه المُطهر، هو الشمس التي تدخل لمكان مظلم وتخرِج الظلام خارجا، ولكنها، أي الشمس، لا تتأثر من الظلام، بل تهزمه وتخرجه خارجاً.
في غفرانه: لما كان على الصليب قال:"يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون" يغفر لمن أهانوه وصلبوه وقتلوه، هذا هو المسيح المحب الغفور السميع العليم، المخلص الفادي العظيم المجيد، الموجود في كل مكان، الذي حير العقول والأذهان وهدى من آمن به وأعطاه السلام، السلام المفقود الآن في العالم بسبب البعد عن ملك السلام، المسيح له كل المجد...
قال عنه جبران خليل جبران:" إن إكليل الشوك على رأسك هو أجلّ وأجمل من تاج بهرام، والمسمار في كفّك أسمى وأفخم من صولجان المشتري، وقطرات الدماء على قدميك أسنى لمعانا من قلائد عشتروت .فسامح هؤلاء الضعفاء الذين ينوحون عليك لأنّهم لا يدرون كيف ينوحون على نفوسهم، واغفر لهم لأنّهم لا يعلمون أنّك صرعت الموت بالموت ووهبت الحياة لمن في القبور".
كما قال أحدهم عنه": في الكيمياء، حول الماء إلى شراب، في الإحياء لقد ولد بدون الحمل الطبيعي، في الفيزياء فانه دحض قانون الجاذبية عندما صعد إلى السماء، في الاقتصاد دحض قانون تقليل المادة بإطعام 5000 رجل بسمكتين و خمسة أرغفة خبز، في الطب شفى المرضى والعميان بدون استعمال جرعة واحدة من الأدوية، في التاريخ هو البداية و النهاية، في الحكومة قال أنه سيدعى المستشار الأعظم أمير السلام، في الدين قال لا يأتي أحد إلى الآب إلا من خلاله".
كما قال الكتاب المقدس، لو أردنا أن نتحدث عنه وعما قاله وفعله، لن تكفي كل كتب العالم، فهو الفريد في مولده، وفي حياته، وعطائه، في كلامه وتعاليمه، في موته وقيامته، في صعوده، وأيضا في مجيئه الثاني.
لذا، فهذا المسلسل المشوه لشخصية المسيح الحقيقية، والمزور للتاريخ ولدلائله، ما هو إلا أنفاس من الشيطان ومحاولات منه كما فعل من قبل وما يزال، ليشوه الخالق ومحبته وصورته في أعين البشر، ليبقيه في الظلام والظلمات، ليبعده عن الطريق والحق والحياة، وكل ما في المسلسل لهو كذب وغش وتزوير وتزييف للحق وللحقائق.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :