لابد الآن من كيــــان .... قبل فوات الأوان ..!!
بقلم :نبيل المقدس
لا أعرف ما هو تفسير هذا التقاعس , والتخاذل , والامبالاة بتكوين كيـــان خاص للمسيحيين , مثل أي كيانات أخري نجدها تطفو يوميا بأسماء مختلفة علي السطح السياسي , وكلها كيانات تحمل اسماء دينية اسلامية , ثم نجدها بقدرة قادر وفي يوم وليلة تحتل مكانة علي الساحة السياسية , وتلعب دورا رئيسيا علي المسرح السياسي , وفي خلال اشهر قليلة يخرج منها نجوم شابة تتكلم في السياسة كأبرع السياسيين الكبار ... يوميا يطلون علينا من خلال الشاشات ووسائل الميديا الأخري , متكلمين وكأنهم هم أصحاب القرار وأن لهم القدرة في تسيير الأمور والتي تكون علي هواهم واهدافهم ... اين نحن من هذا الزخم الكبير ... اين اولادنا الذين نعلق عليهم امل بناء الشخصية المسيحية ... اين بناتنا اللاتي يقتحمن المؤتمرات والإجتماعات الخاصة بالمرأة , لكي تُطالب بحقوق المرأة المسيحية , والتي تختلف في قليل او كثير من حقوق اختها المسلمة ... أين الكيان المسيحي الذي يوجه ابنائه إلي كيفية الحياة مع اخوتنا في الوطن . علينا أن نعلم أن الكنيسة اصبحت بعيدة كل البعد عن تدبير الحياة المدنية لشعبها .. وهذا ما ننشده ونسعي إليه .
هللتُ يوم ما تظاهر المسيحيون امام ماسبيرو .. وكم كان فرحي وسروري عندما أجد عائلات بأكملها واقفين متحديين كل الصعاب التي تواجه اي تظاهر .. وكم كانت سعادتي أن أسمع ولأول مرة عن بزوغ شباب أطلقوا علي أنفسهم " شباب ماسبيرو " .. وسمعت عن تحدياتهم .. لكن صبحان ما تغلبت عليهم قوي داخلية والتي تركزت في المطالبة فقط بإعادة هدم الكنيسة وفك حرية المحبوسين الذين اشتركوا في هذا التظاهر , وكأن إعادة بناء الكنيسة والإفراج عن ابنائنا حوت جميع مشاكل المسيحيين وتطلعاتهم في المستقبل .. نظروا فقط في ما تحت أرجلهم .. ولم ينظروا إلي المستقبل , فتركوا هذا التحالف وإكتفوا به وأعتبروه ذكري نصر وغلبة .. وذاب البعض منهم في بعض التحالفات الليبرالية , وأنا لست ضد أن يتوحدوا في تحالفات أخري , لكن كان بودي أن يتحدوا معها مع الإحتفاظ بأنهم قادة تحالف مستقل يُدعي " شباب ماسبيرو " منبثق من كيان مدني مسيحي .. صحيح بين الحين والحين يادوب نسمع سمع عابر سريع عن اشتراك " شباب ماسبيرو " في عمل ما , لكن لم نسمع أبدا عن تأثير او عمل فعال قام به هذا التحالف , لا اريد أن اطلق عليه " تحالف كرتوني " لكن اتمني أن يقوم باعمال منفصلة وإتخاذ قرارات خاصة وأن يكون مستقلا غير تابع للتحالفات الأخري.
وهناك قوي خارج نطاق هؤلاء الشباب سعت إلي عدم تمكين أو تعضيد أو مساندة هؤلاء الشباب , لأن وجودهم علي الساحة ونموهم سوف تعرقل مصالح هذه القوي والتي تتمثل أغلبها في المراكز الحقوقية القبطية .. وجود هذا الكيان المسيحي سوف يُوقف عمل هذه المراكز , فالكيان سوف يضم فطاحل المتخصصين في هذه الأعمال .. سوف يعملون من منطلق محبتهم لديانتهم .. وهذا ليس عيب ولا غير قانوني . سوف يضعون مصلحة كيانهم اولا بدون مقابل .. بل سوف يقومون به عن واجب نحو ذويهم .
بعد تراخي " شباب ماسبيرو " هللنا وفرحنا بإعلان أحدهم في قليل من الصحف بأنه سوف يقوم بإنشاء "هيئة قبطية" ترعي مصالح الأقباط .. وارسل إليه الكثير منا رسائل من خلال جميع وسائل الإتصالات ومنهم انا .. اننا مستعدون أن نبذل الوقت والمادة لكي نشارك في هذا العمل الوطني الجميل .. لكن فرحتنا لم تكتمل ., فنفاجيء أن هذه الهيئة قد تم تشكيلها قبل الإعلان عنها والدعوة للمشاركة بشهر تقريبا .. حتي انهم أقاموا إجتماعا موحدا مع بعض من المراكز الحقوقية , وبعض الشخصيات المسيحية والإسلامية في احد الفنادق . وقد ضمت هذه الهيئة رئيسها وبعض الشخصيات القليلة والتي علي ما اتصور انهم من اعالي القوم مركزا وجاه .. وإنتهي الأمر عند هذا الحد ...... يافرحتي بكم ... كنت أود أن اقرأ او حتي اسمع بيانا عن موقفكم في وثيقة الأزهر والتي تخلو تماما من أن الدولة دولة مدنية . علي الأقل كنا نريد ان نعرف توجهاتكم نحو الأقباط .. ومن انتم ؟ وما هي اهدافكم ؟؟ هذا لو اعتبرتمونا شركاء معكم علي الهامش .. اما في حالة ان هيئتكم هذه هي هيئة خاصة فليكن شأنكم .. لكن حذاري زج باقي المسيحيين معكم ... أو إعتباركم أنكم ممثلون عنا .
نحن نريد كيان يحمي كل قبطي مهما إختلف في ملته .. نريد كيان يتولي مسئولية تخريج دفعات من الشباب تعمل في العمل السياسي , ولها الإمكانية ان تناطح الكيانات الأخري في الأمور التي نختلف معهم فيها. نريد كيان مسيحي ينضم إلي التحالفات الأخري أو يشترك افراد منها في احزاب ليس ممثلا كفرد بل ممثلا ككيان مسيحي . اي يصير مندوبا عنا في اي حزب أو تحالف . فقد فشلت نصيحة الإنغماس في التحالفات والأحزاب الليبرالية كافراد... نحن نريد انغماس قوة مسيحية مع قوة ليبرالية ... من الخطأ ان يندمج فرد مع قوي تحالفية ايا كان هذا التحالف .. بل الصحيح :هو اندماج كيان مع كيان آخر في قيام تحالف .. له نفس القوة , وله نفس الحق في اعطاء الراي , ولا نصبح تابعين لهذا الحلف أو ذاك الحزب .. وتتوه متطلباتنا واهدافنا وحقوقنا .. وسوف لا نستطيع أن نعيد هذه الطلبات .
أخيرا خرج علينا المهندس الشاب مايكل منير بإعلانه عن إنشاء حزب .. وهرعنا جميعنا لمراسلته .. لكن لم يستجيب .. وواضح أن حزبه هذا هو نسخة طبق الأصل من هيئة الأقباط التي تم ذكرها من قبل من حيث تجميع وتشكيل افرادها . فواضح إنها أيضا قاصرة علي المعارف .... خســــــارة !!
كل هذه الأحزاب او الهيئات لا اعترض عليها إذا كانت تسير في الطريق السليم "الشعبي" , وليس طريق الأصدقاء والخلان .. بل اتحدي لو احدي هذه الأحزاب أو الهيئات سوف تلقي نجاحا وقبولا في الوسط المسيحي خاصة وفي الوسط الشعبي المصري عامة , وان يكون لها التاثير القوي علي تغيير مجري الأحداث إن لم تكن منطلقة من كيـــــــــان مسيحي , له رئيس ونواب ومكاتب في اهم المحافظات والأحيـــــــاء .
أخيرا وما أحزنني أن اشاهد هذا المحامي السلفي الذي سب البابا علنا .. أصبح من ضمن هؤلاء الذين يلعبون السياسة بحرفنة .. فأصبح هو لسان حال جماعة اسلامية يتكلم عن لسانهم , بعد ان تعلم صنعة الكلام في السياسة .... !
ان لم نقيم الآن كيانـــــــــــــا ... سوف نندم زماننـــــــــــا ...............!!!
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :