- قصة حقيقية
- الصوفية تحصد بعد الثورة زراعة نظام مبارك للصراع داخلها
- الاقباط متحدون الان على موبايلك
- بالفيديو والصور : أشرف راضى: أى دستور يأتى بقيم ومبادئ تختلف عن المواثيق الدولية لحقوق الانسان يجب اخراجه من الدولة الحديثة.
- اشتباكات على الهواء حول من رفع العلم على سفارة إسرائيل.. "أحمد الشحات" أم "مصطفى كامل"؟!
رياح الصحراء
بقلم / زكريا رمزى زكى
دائما ما تهب الصحراء برياح مزعجة تاتى على الاماكن الخضراء والعامرة بما لا يحمد عقباه من خسائر , فالصحراء تذكرنا دائما بالجدب فى كل شىء فى الماء والهواء والنبات ويصل هذا الجدب الى التفكير فيعطبه ويصيبه بالتطرف . ونحن فى مصر ننعم دائما بما هو عكس ماذكرت سابقا ننعم بماء النيل والهواء العليل والنبات والتفكير المثمر والمتميز .
إستمر ذلك حتى فيما بعد ثورة 19 وقبل ثورة 52 كان لا يوجد ما يعكر صفو التفكير المصرى العقلانى المتميز القادر على الابداع والتدين فى نفس الوقت فظهر اعلام الفكر العالمى مثل طه حسين ونجيب محفوظ وغيرهم وابهروا العالم كله بروائعهم التى إن حكت كانت حكاياتها تغزلاً فى تراب مصر العظيمة . مصر التى هبت عليها رياح الصحراء الممزوجة برائحة البترول والدينارات فغيرت التفكير وبدلت اصالة وروعة الكيان المصرى المستقل .
حين ذهب ابناء مصر الأبرار الى هذه الدول البترولية عادوا وهم يحملون الاموال والرفاهية والتطرف فى نفس الوقت . نقلوا لنا أفكار غريبة على مجتمنا المتحضر افكار تحمل فى طياتها تعاليم وقوانين صحراوية بعيدة عن اى دين , افكار اذا انتشرت فى البلاد والعباد تستطيع أن تقف تقدم مصرنا الحبيبة . وهم بذلك نجحوا فى أن يزرعوا بذار صارت مع الوقت اشجار مثمرة تغذى التطرف والتعصب لكى يضمنوا أن تقف مصر كما هى لانهم لا يرغبون أن يروا مصر أعلى منهم .
فالمتابع لهذا الامر يلاحظ تدهوا خطيرا فى الفكر المصرى فما بعد ثورة 19 وقبل ثورة 52 كان من السهل أن يصير قبطى رئيسا للوزراء بدون وجود غضاضة من أحد أما الآن وصلنا الى الاعتراض على تعيين محافظ قبطى .
كانت الالفة والمحبة على اوجها اما الآن فكل شىء أصبح مصطنع , انتشرت فتاوى الفتن وصار كل طرف يتقوقع على نفسه وكأنه داخل دولة مستقلة منقطعة العلاقات مع الدولة الأخرى. فالتطرف صار فى داخل كل واحد فينا مسيحى أو مسلم .
أنا متطرف حينما أفضل أن أشترى من مسيحى مثلى ولا أشترى من مسلم , ونتداول هذه الأفعال فيما بيننا وكأننا فى جزر منعزلة . نعيش مع بعض ولكننا لا نندمج . نحيا فى وطن واحد ولكن لكل منا فى داخله وطنه .
نشرب من مياة واحدة مياة النيل ولكن لا يسرى فينا هذا الشريان الواحد . حتى ولو إجتمع الكل على عكس ما أقول فانا مقتنع بكلامى لأنه الواقع المعاش ودون ذلك هو النفاق و تجميل الصورة التى تشوهت على مدار عقود بفضل رياح الصحراء الحامية
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :