الأقباط متحدون | وراء سراب...!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٥١ | الاثنين ٢٩ اغسطس ٢٠١١ | ٢٣ مسرى ١٧٢٧ ش | العدد ٢٥٠٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

وراء سراب...!

الاثنين ٢٩ اغسطس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم / نوري إيشوع

أنا إنسانٌ من تراب خلقني العلي على صورته البهية و ألبسني أزهى الأثواب, طهارة, نقاء, طاعة, عبادة دون شك أو إرتياب.
أنا إنسانٌ أمين أمتثل لأوامر الرب في كل حين, خضوع, قداسة, دعاء, خاشعاً للرب في محبة و حنين. أنا إنسانٌ من ترب, خلق لي الرب أنيساً من ضلوعي وأصبح لي شريكاً و من أعز الأحباب, أغراها إبليس فأخطائنا نحن الإثنين وأصبحنا تحت نير العبودية الى يوم الحساب, شقيين في الأرض, ضائعيين في عالم الغياب, جنينا على أنفسنا و على أولادنا و حتى على أحفاد الأحفاد, حملنا أعظم الخطايا و غيرنا في النوايا فرأينا صورنا البشعة في المرايا : إثم, زنى, كذب, نفاق, سرقة, قتل, إضطهاد, طمع, أنانية, غرور وغدرنا بأقرب الأصحاب, فحصدنا من كل ذلك المرارة و العذاب و التيه في عالمنا الأرضي و مارسنا أعمالنا الوحشية ضد أخوتنا و أبناء جلدتنا و مزقنا أجساد بعضنا كوحوش الغاب!


الرب عادلٌ و أمين, و محبٌ و معين, فأرسل الفادي الأمين لخلاص العالمين, بعد ضياع السنين عدنا الى أحضان المسيح بمحبته منعمين!


بعد فداء الأنسان, لا زال الملايين تعيش في عالم النسيان, لم تقبل الرب كإله و ديان, تصوم و تركع و تنادي من فوق الجبال و من أسفل الوديان: نحن المختارون للجنان, عدونا اللدود هو أخونا الأنسان الذي لا يشاركنا الإيمان! وإي إيمان؟ أيمان القتل و الذل و الأضطهاد, شعارنا الجهاد ضد العباد, إيمان البطش و فرض الإرادة والرضوخ دون سؤال أو جواب, إيمان الظلم و السلب و الأغتصاب.


بعد فداء الإنسان, , تستطيع البشرية العيش بأمان لكن لا زال الملايين تركع لإله ضعيف و جبان, يستغيث و يطلب العون و ينادي القوم لمحاربة الكفار طالبي السلام ليحرقوا بيوت عبادتهم و على أصوات الأنفجار و صراخ الأطفال والثكلى من النساء يرتح الجبار و عيونه تنام!


بعد فداء الأنسان, ظهر من جديد السلفيين و الأخوان فشنوا على الهواء عنان التهديد و العدوان على أصحاب الأرض و على كل إنسان, متناسين بانهم غزاة و غاصبين للأوطانّ, آخذوا مكان الديان الذي لا حول و لا قوة له دون المجاهدين و الأعوان الذين أعطاهم الترخيص بعقد المحاكم و أصدار الأحكام : قطع الإيادي, أغلاق النوافذ و إسدال البرادي (الستائر), السوق للصلاة عند المنادات و إلا السوط فوق الرقاب!


بعد فداء الفادي, و دعوته للصلاة حتى للأعادي لا زال السياف ينادي : نحن وحوش البوادي أعداء الخراف التي للمحبة تنادي, لا مساواة, لا أمان, لا تسامح لا عبادة, نحن ضد الخراف التي تتبع الفادي!


بعد فداء العالمين, لا زالت الملايين ترنو للقتل بحنين و لا تتوانى عن قتل الطفولة و حتى عن قتل الجنين نزولاُ عند رغبة ربهم الأمين! لا زالت الملايين تتبع سراب, نهايته عتمة و ضباب, و لن يروا الفادي قادماً فوق السحاب!


أعزائي, يطبق على تلك الذئاب التي تدعي الإيمان و أعلنت الحرب على العباد ولإرادة اللاهي تنقاد, ما جاء في الكتاب المقدس مت 34:12 :
((34 يا اولاد الافاعي كيف تقدرون ان تتكلموا بالصالحات وانتم اشرار.فانه من فضلة القلب يتكلم الفم.))




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :