بقلم: صبحي فؤاد
كشفت الوثائق السرية التى سربها موقع "ويكيليكس" عن مناقشات دارت في عام 2006 بين وزير خارجية إسرائيل "ليبرمان" والسفير الأمريكي "ريتشارد جونز" لدى إسرائيل، اقترح خلالها الأول إعادة رسم الحدود وتنازل مصر عن بعض أراضيها لصالح سكان قطاع غزة.
وجاءت هذه التسريبات في نفس الوقت الذي كان ولا يزال يقود فيه الإسلاميون وفي مقدمتهم الإخوان والسلفيين مظاهرات ومسيرات ضخمة تطالب المجلس العسكري الحاكم في مصر بإلغاء اتفاقية السلام وقطع العلاقات مع إسرائيل وطرد سفيرها في القاهرة.. وبعد أيام قليلة على إعلان المتطرفين الجهاديين والسلفيين وأتباع القاعدة وغيرهم من المتاجرين بالإسلام بأن سيناء صارت "إمارة إسلامية".
وقبل كل هذا وجدنا الولايات المتحدة الأمريكية تعلن اكثر من مرة على لسان وزيرة خارجيتها "هلياري كلينتون" بأن أمريكا لا تمانع في تولي الإخوان حكم مصر، رغم أنهم يعلمون علم اليقين أنهم لو حكموا مصر سوف يكونون أكثر ديكتاتورية وبطشًا من مبارك، وأنهم سوف يلغون اتفاقية السلام ويجرون مصر في صراعات "دون كيشوتية" وحروب دموية ليس فقط ضد إسرائيل وإنما دول أخرى عربية وأفريقية.
وإذا ما ربطنا بين تسريبات ويكيليكس التي كشفت نية إسرائيل في حل مشاكلها مع الفلسطنيين على حساب مصر، وبين الوثائق السرية التي نشرتها "روزاليوسف" في شهر مايو الماضى والتى كشفت بالوثائق والمستندات الاتصالات السرية بين الإخوان والموساد الإسرائيلي والمخابرات الأمريكية قبل وبعد ثورة 25 يناير من هذا العام، فإننا لا نستبعد بأي حال من الأحوال أن يكون الأخوان المسلمين وأتباعهم من سلفيين وجهاديين وغيرهم تم تجنيدهم بطريقة غير مباشرة، من أجل تنفيذ المخطط الإسرائيلي الذى يسعى إلى ترحيل الفلسطنيين إلى سيناء وحل المشكلة الفلسطنية على حساب مصر، مقابل عدم رفض أو معارضة توليهم الحكم في مصر خلفًا لمبارك.

والحقيقة إذا ما تأملنا ما يحدث فى الشارع المصرى اليوم ودعوة الإخوان والسلفيون لقطع العلاقات مع إسرائيل، وطرد سفيرها فى القاهرة، وإلغاء اتفاقية السلام التى تعد الإنجاز الوحيد الذى نذكره بالخير للرئيس الراحل السادات، فإننا سوف نتأكد من أن ما يحدث وبصفة خاصة فى سيناء وعلى الحدود المصرية لا يحدث تلقائيًا أو عشوائيًا، وإنما مخطط ومدبر له بعناية فائقة لكى يؤدى إلى حدوث وقيعة وقطيعة ثم حرب بين إسرائيل ومصر، لن تسمح ظروفنا الاقتصادية أو أمريكا بأى حال من الأحوال بالنصر فيها للطرف المصري، ومن ثم يصبح ما نقرأ عنه اليوم فى موقع الويكيلكس عن حلم إسرائيل فى طرد الفلسطنيين إلى سيناء واقعًا مرًا ومؤلمًا لكل المصريين الشرفاء وأسر الشهداء الذين استشهدوا فى حرب أكتوبر 1973 لتحريرها من المحتل، وأيضًا اسر الشهداء الذين ضحوا بحياتهم عقب قيام ثورة 25 يناير من أجل استرداد حريتهم وكرامتهم وإنسانيتهم من النظام الديكتاتورى السابق.
وسؤالي هنا: إلى متى ينساق بعض المصريين وراء الإخوان المسلمين والسلفيين وأخوتهم من تجار الإسلام في مصر، رغم أنهم لو فكروا قليلًا وحسبوها بالعقل وليس بالعواطف والمشاعر الدينية، لأدركوا أنهم ينفذون بالحرف الواحد مخططات إسرائيل؟؟

sobhy@iprimus.com.au
الروابط التالية لتسريبات الويكيليكس فى صحيفة "الاهرام" والوثائق السرية لتعامل الاخوان مع الموساد فى "روزا اليوسف"
http://www.ahram.org.eg/World/News/97490.aspx
الأهرام
http://www.rosaonline.net/Daily/News.asp?id=112499
روزاليوسف يوم 20 مايو 2011
http://www.rosaonline.net/Daily/News.asp?id=112330
روزا اليوسف 19 مايو 2011

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :