الأقباط متحدون | قصة حقيقية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٥٥ | الاثنين ٢٩ اغسطس ٢٠١١ | ٢٣ مسرى ١٧٢٧ ش | العدد ٢٥٠٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

قصة حقيقية

بقلم: جان وجدي | الاثنين ٢٩ اغسطس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: جان وجدي

لست أدري بالحقيقة من أين أبدأ قصتنا الجديدة هذه المرة؟؟؟
ولكنى سأتحدث جديدًا مرة أخرى عن الصدفة وهل هناك ما يسمى بالصدفة في حياتنا أم أنها قصص ورسائل يرسلها الله لنا كل يوم مع أشخاص حتى لم نعرفهم من قبل؟ دروسًا يلقنها لنا الله لعلنا نتعلم منها شيئًا في حياتنا هنا على الأرض، فالحديث عن إعلانات الله يطول شرحه، ولكني سأبدأ ماذا حدث معي من ساعات قليلة، إذ كنت في منزلي أفكر في أمور كثيرة وفي داخلي ضيق، وإذا صديقي العزيز يلح عليَّ في الخروج فقلت له ليس لي رغبة، ولكنه صمم فأتى إليَّ وكانت بعد الساعة الواحدة صباحًا، وبعد أن سرنا كثيرًا وأنا أتحدث معه عن مشاكلي وضيقي وتعبي وحينما قاربنا على منزله وإذا بشخص يجلس على عربة (مشلول) يطلب منا المساعدة لأن "عَجَلة" العربة لا تعمل فسرنا معه وأخدنا أطراف الحديث، تعرفنا عليه هو اسمه "إسلام" وهو وحيد لأمه وله اثنتين من الأخوات متزوجات وهو يبلغ من العمر 24عامًا، أصيب بشلل أطفال وهو صغير، وأجريت له عملية جراحية ولكنها فشلت، ووالدته الآن في مستشفى القصر العيني تعالج وهو لا يقطن في جوارنا أو بمنطقتنا فهو يقطن على مسافة ليست بالقريبة، سرنا معه أكثر من 45دقيقة ذهابًا.
سألناه عن سبب مجيئه هنا قال لنا أن شخصًا ما يعطيه مصروفًا "شهرية" بحسب تعبيره عشرون جنيهًا!! فذهب له ولم يجده وأن عربته -أي وسيلة مواصلاته الوحيدة- تحتاج "كاوتش" جديد ب25جنيهًا!! وهو ليس في طاقة يديه المبلغ!! هو شخص بسيط في داخله خير يجب العمل وكان يبيع المناديل، لكن لظروف والدته بالمستشفى، وزيادة سعر المناديل بسببها توقف عن بيعها، هو يقبل على الحياة ويشكر الله دومًا في كلامه ولا يريد أن يعيش وأحد يتحمل عبئه، وهو شخص مرح معه موبايل ويحب "النكت" فهو يعطينا مزحة ونحن وصديقي نعطيه أخرى، يريد الكفاف، ويحفظ الكثير من الأحاديث النبوية والقرآن وفي داخله إيمان وبساطة كبيرة.
صديقي قال له: لماذا لم تتزوج إلى الآن؟؟ ففوجئنا بالرد أنه تقدم لـ6 من قبل ولكن الظروف لم تسنح له!! فضحكنا أنا وصديقي لأننا نكبره، فقلنا له أنت شخص طموح ولديك أمل قد لا يكون لدينا نحن...!! فذهبنا به إلى حيث سكنه وهو عبارة عن غرفة في الدور الأرضي فى مسكن بسيط بل فقير للغاية، وأخذ منا أرقام تليفوناتنا ووعدنا حينما ينزل إلى منطقتنا التي تبعد عن مسكنه حوالى ساعة سيتصل بنا ليلقانا..
فرحنا جدا يا إسلام بلقائك وبصحبتك كثيرًا، وهنا انتهت القصة ولو أن هناك أشياء كثيرة لم أذكرها، ولكن هناك قصة وراء هذه القصة التي تحدث معنا كثيرًا، هي قصة تذمري، قصة ضيقي المستمر يا رب، قصة شكواي من ظروفي وآلامي وتجاربي التي أتحدث عنها ليلًا نهارًا، ولكن أنت يا إلهي الحنون تصبر عليَّ عامًا بعد عامٍ لعلى أرجع وأعود.
"إسلام" ليس لديه أرجل يسير عليها أما أنا!!
إأسلام" ليس لديه عملًا أما أنا!!!
"إسلام" ليس له من يعطيه ثمن إصلاح عربته 25جنيهًا أما أنا!!!
"إسلام" لم يجد الرجل الذي يعطي له مصرفه الشهري عشرون جنيها أما أنا!!!
والكثير والكثير.. ربي وإلهي أرجوك ارحمني واكشف عن عيني أنا تعبت من نفسى ومن تذمري الدائم والمستمر، اجعلني ولو متشبه بإسلام في بساطته وإيمانه وإقباله على الحياة واتكاله عليك. آمين.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :