وصفت جماعة الإخوان المسلمين ما يتردد عن عقدها صفقة مع المجلس العسكري بأنه كذبة كبيرة يروج لها خصوم الجماعة‏,‏ الذين اتهموها من قبل بعقد صفقات مماثلة مع نظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك‏.

واستنكر الدكتور محمود غزلان المتحدث الرسمي للإخوان الاتهامات الموجهة للجماعة بدون أدلة ولا براهين, بل إن الواقع نفسه ينفيها, لأن الإخوان هم أول من نزلوا الشوارع ونظموا مظاهرات حاشدة في انحاء الجمهورية للضغط علي المجلس العسكري والحكومة لتنفيذ مطالب الشعب المشروعة, وعلي رأسها البيان الذي أصدرته الجماعة أخيرا ودعت فيه لإلغاء المحاكمات العسكرية للمدنيين, ومن قبلها المطالبة باحترام ارادة الشعب في الاستفتاء الدستوري الأخير ورفض أية مواد حاكمة للدستور.

وأضاف غزلان ـ في تصريحات لـالأهرام ـ أن هناك من يتربص بالإخوان وكأن مصر لا يوجد فيها سواهم, فلماذا لا يتحدثون عن أحزاب الوفد والناصري وغيرها, ومهما فعلت الجماعة فلن يرضي عنها هؤلاء, لكن هذا قدرها فهي تحملت الكثير من الظلم والاتهامات, وستظل تتحمل.
وأكد المتحدث الرسمي للجماعة أنه في فجر يوم الخميس الموافق27 يناير اليوم الثالث للثورة, قبضت الأجهزة الأمنية علي34 قياديا اخوانيا بينهم6 أعضاء بمكتب الارشاد ـ البالغ عدده16 عضوا ـ وعلي رأسهم الدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة ـ المنبثق من الجماعة ـ والدكتور عصام العريان نائب رئيس الحزب والدكتور سعد الكتاتني الأمين العام للحزب.

ونفي غزلان أي لقاء سري جمع بين المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام, رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة والدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان, مؤكدا أنه بعد اندلاع الثورة, استدعي المجلس العسكري بديع لحضور اجتماع مع بقية رؤساء الأحزاب, الذي قال فيه المرشد ـ علي الملأ ـ موجها كلامه للمجلس العسكري انه إذا أحسن المجلس إدارة البلاد فان الإخوان سيساندونه مثل بقية القوي الوطنية, وإذا اساء أو أبطأ فلن تسكت الجماعة عن قول الحق.

وأضاف غزلان أن أعضاء من المجلس العسكري يجرون اتصالات ـ أحيانا ـ بقيادات في الجماعة لبحث بعض الأمور الملحة, كبقية الأحزاب والحركات الأخري, موضحا ان الاتصالات أغلبها كان يجريها المجلس مع الدكتور محمد مرسي والمهندس خيرت الشاطر نائب المرشد.
وتساءل المتحدث باسم الجماعة: لماذا نعقد صفقة مع المجلس العسكري؟! وما المقابل؟! مؤكدا ان الإخوان هم أول من طالبوا بتسليم السلطة للمدنيين وعودة الجيش لمهمته المقدسة في حماية البلاد بعد انتهاء الفترة الانتقالية وذلك في الوقت الذي يلهث فيه البعض ـ من المنادين بالدولة المدنية ـ وراء المجلس لاقناعه بالبقاء طويلا.

كما تساءل غزلان متعجبا: هل من المفترض أن تظل الجماعة توجه الشتائم والسباب للمجلس وتتظاهر طوال الوقت حتي يتأكد الجميع أنها لا تعقد صفقات معه؟

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها