وسقط اللانظام الليبي
بقلم: مينا ملاك عازر
دعنا نعترف صديقي القارئ أنه لم يكن هناك نظام بـ"ليبيا" بل كان هناك رجل مختل يحكم الليبيين بالحديد والنار وأسقطوه. فلا يمكننا أن نقول إن النظام الليبي سقط لعدم وجود نظام، ولا يمكننا أن نقول "ليبيا" سقطت لأن سقوط "ليبيا" كدولة لا يكون إلا على يد محتل خارجي، ولم يسقط اللانظام الليبي على يد محتل خارجي رغم مساهمة حلف الناتو في إسقاطه، ومن ثم فـ"ليبيا" لم تسقط لكن قد تكون "مصر" سقطت، ليس لأن من أسقطها محتل خارجي، ولكن لأن مع سقوط النظام المصري سقطت الدولة؛ لأن النظام عمل نوعًا من التوحُّد بينه وبين الدولة، مما أسهم في الفوضى العظيمة التي نعيش فيها الآن.
وإن عاش الليبيون في فوضى مثلنا، سيكون هذا لبقاء "القذافي" ورجاله خارج قبضة الثوار الذين لم يحكموا قبضتهم على الأمور لوقتنا هذا، وأما نحن، رغم أننا أحكمنا قبضتنا على "مبارك"، إلا أنه لازال "صاحي وبيلعب بذيوله وفلوله"، ويكفيه إن لم يكن صاحي وبيلعب أن سقوطه أسقط الدولة معه لربطه بين الدولة وبين نظام حكمه.
ونعود للثوار الليبيين الذين لم يذوقوا طعم النصر، ولا أنصحهم أن يتذوقوه كما تذوقناه قبل الأوان فخسرنا المباراة والمعركة قبل الختام، ومن يضحك أخيرًا يضحك طويلًا. لذا لا تظن أنك إن فرضت رأيك عليَّ للحظة فأنت فرضته للعمر كله، فانتظر القلم القادم وستكون القاضية، فأنت خسرتني وخسرت نفسك، وليس أمامك إلا الثورة لتستعيد البلد من أيدي الرجعيين، فاهم حاجة؟؟ هذه الكلمات ليست للنشر وإنما للقراءة فقط، فإن كنت من الرجعيين والمتشددين فعليك بالعودة من أول المقالة، واذكر أن الحكم لن يصلك على طبق من فضة مهما فعل لك المسيطرون، وأخطاءكم كبدتكم الكثير. وانظروا لرمزيات إخراج السفير وحرق "إسرائيل" لتعرفوا أن شعبيتكم في الحضيض.
وأخيرًا، مبروك لليبيين، ولكن انتظروا لتنتصروا، ولا تفعلوا مثلنا، فقد انتصرنا قبل أن ننتظر، فلم ننتصر. ولكن أنتم يبقى لكم لحظات لتضحكوا طويلًا، فاصبروا واقبضوا على سلاحكم ولا تتفرقوا حول الدستور أولًا أم الانتخابات أولًا، وإلا ستحصلونا في أول طيارة جاية على مطار "القاهرة".
المختصر المفيد، من يضحك أخيرًا يضحك طويلًا.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :