عندما بالصمت يتآمر شعب ضد وطنه
بقلم شريف منصور
جريمة التآمر ضد الوطن جريمة عقوبتها الإعدام. ويا لسخرية الأقدار أن يتآمر شعب برمته ضد وطنه.
عندما يقال أن إسرائيل تتآمر ضد مصر لا أجد أن هذا خبر غير عادي و أن كنت أري أن المتطرفين السلفيين و الأخوان الخونة أكثر شرا وخطرا علي مصر من إسرائيل في الوقت الراهن.
مهما حاولت إسرائيل أن تخرب العلاقة بين أبناء الوطن الواحد فلن تجد إسرائيل أكثر خطورة من السلفيين و الأخوان الخونة لكي تهدم مصر من قلبها.
وكما قال السيد المسيح "فإنى الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل" (مت5: 18). وأيضاً "السماء والأرض تزولان ولكن كلامى لا يزول" (مر13: 31).. وقال القديس يوحنا الرسول في كتابته لسفر الرؤيا آخر أسفار العهد الجديد "إن كان أحد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب. وإن كان أحد يحذف من أقوال كتاب هذه النبوة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة ومن المدينة المقدسة ومن المكتوب في هذا الكتاب" (رؤ22: 18-19).
ومن أقوال السيد المسيح كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب، وكل مدينة وبيت منقسم على ذاته لا يثبت. فإن كان الشيطان يُخرج الشيطان، فقد انقسم على ذاته فكيف تثبت مملكته؟ وإن كنتُ أنا ببعلزبول أُخرج الشيّاطين، فأبناؤكم بمن يُخرِجون؟ لذلك هم يكونون قضاتكم. ولكن إن كنتُ أنا بروح الله أُخرج الشيّاطين، فقد أقبل عليكم ملكوت الله. أم كيف يستطيع أحد أن يدخل بيت القوي وينهب أمتعته إن لم يربط القوي أولاً، وحينئذ ينهب بيته؟ من ليس معي فهو عليّ، ومن لا يجمع معي فهو يفرِّق. لذلك أقول لكم كل خطيّة وتجديف يُغفر للناس. وأما التجديف على الروح فلن يُغفر للناس. ومن قال قال كلمة على ابن الإنسان يُغفر له، وأما من قال على الروح القدس فلن يُغفر له، لا في هذا العالم ولا في العالم الآتي. اجعلوا الشجرة جيّدة وثمرها جيد... "
ها نحن نري أن كلمة الحق قالت أن البيت المنقسم يخرب وها نري مصر تصير خرابا لأنها أصبحت بيت منقسم. ومن قسم البيت المصري غير أهل البيت نفسه.
أن أهل البيت صاروا منغمسين في خطية الكراهية لبعضهم البعض و يخدرون ضمائرهم بأن يقولوا ان الله هو من أمرهم بكل هذه الكراهية. وهذه أيضا قال عنها السيد المسيح له كل المجد :
"وسوف تسمعون بحروب وأخبار حروب.
انظروا لا ترتاعوا، لأنه لابد أن تكون هذه كلها،
ولكن ليس المنتهى بعد.
لأنه تقوم أُمَّة على أُمَّة، ومملكة على مملكة،
وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل في أماكن.
ولكن هذه كلها مبتدأ الأوجاع" [6-8].
وايضا قال الحق السيد المسيح له كل المجد :
حينئذ يسلّمونكم إلى ضيق، ويقتلونكم،
وتكونون مبغضين من جميع الأمم لأجل اسمي.
وحينئذ يعثر كثيرون، ويسلّمون بعضهم بعضًا،
ويبغضون بعضهم بعضًا" [9-10].
و الحق ربنا يسوع المسيح قال
ولكن الذي يصير إلى المنتهى فهذا يخلّص.
ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الأمم،
ثم يأتي المنتهى" [11-14].
نعم سياتي المنتهي و من سيصبر و يصير في طريق الحق يخلص و الخلاص هو أقصي المشتهي في حياة كل من يؤمن بالحق ربنا ومخلصنا يسوع المسيح.
أحبائي حياتنا وزنة من الوازنات التي أعطاها لنا رب المجد فهل ننميها او نقتلها . ومصر وطننا هو وزنة كبيرة أعطاها لنا الرب لنا جميعا ، فهل نتركها تخرب و تموت أم نتعب و نكد و نعرق و نموت من اجل نهوضها لكي تستحق أن تعود مصر و يكون في وسطها مذبح الرب و يتبارك شعب مصر بعمله و جهده و تقواه؟
ما كتبته مسبقا ليس نوع من التبشير لغير المسيحيين ولا هو وعظ بل هو تعليم و تنبيه لي ولكم . لا نريد ان نوعظ اخوتنا المسلمين بقدر ما نريد أن نعرفهم كيف نفكر وكيف نري مصر . فنحن نحب مصر و نحب شعب مصر ولا نفرق بين مصري ومصري بسبب من الأسباب المبنية علي تعاليم السيد المسيح . بل بالعكس تعاليم الحق السيد المسيح له كل المجد تقول لنا ان من لا يحب من يعاديه ويحب من يحبونه لا يفعل شيء يستحق عليه أجر. أنما الاجر الحقيقي في خلاص النفس هو عندما يستطيع الانسان ان يسمو فوق نواقص الجسد بالروح . و روح الحق المعزي المعلم المرشد تطلب مننا ان نفتح قلوبنا بحب الآخرين وليس ببغضهم. نعم انه شيء صعب ان نري كل هذا البغض و الكراهية الموجة لنا في وطننا و نظل محتفظين بهدوئنا و سلامنا الداخلي ولا نقابل الكراهية بالكراهية . ولكن انظروا يا اخوتي الي اخوتنا المسلمين الرافضين للكراهية و المحبين لمصر مثلنا مثلهم. أنهم ليسوا بأقلية بالعكس عددهم يفوق عدد الكارهين الحاقدين منغلقين العقل و القلب . ولكنهم مثلنا لا يبادلون الكراهية بالكراهية ولا القتل بالقتل و السبب ان مصر الحضارة فيهم متأصلة و متمكنه. ولكن يعبنا جميعا أننا صامتين سلبيين نعرف الصحيح من الأفعال ولا نفعل ! نعرف الطريق ولا نمشي فيه!. بيننا فجوات و هواة سحيقة من عدم الثقة خلقتها بيننا عقود من الحكم الديكتاتوري الذي كان يترعرع وتمتد جذوره العفنة معتمدا علي تهيئة تربة الكراهية و الحقد و الطبقية البغيضة.
لا السلفيين ولا الأخوان الخونة يستطيعوا تغيير مصير مصر وتاريخها طالما فيها مصريين يحبونها و يعملوا من أجلها. حبوا بعضكم بعض يا مصريين قبل فوات الأوان. انني ارفض مظاهر الفتنة الطائفية ورافض فكرة ان المسلمين ضد المسيحيين ورافض ان المصري يكره أخوه المصري ورافض أن يتدخل بيننا لحل مشاكلنا أي قوة علي وجه الأرض. ولن نسمح لحاكم مهما كان أن يبذر الشقاق بيننا مرة اخري . و اذكر أشقائنا في الوطن أن كل مظاهر التعدي التي حدثت ضد أخونكم المصريين المسيحيين هي سبه و تعدي عليكم وعلي أخلاقكم و في وجوهكم قبل أن يكون تعدي علينا. هناك من يريد ان يلطخ وجوهكم بعار النذالة و انعدام النخوة لنصرة المظلوم. وهذا مالم نراه من السواد الأعظم منكم فلا تتركوا عدونا يفرق بيننا ويحرق مصرنا وطننا الحبيب. أنني أحب مصر بمصريها لأنهم أهلي وناسي و عشيرتي وأخواتي و أصدقائي. مصر ليست مصر بدوننا جميعا ، نحن كما نحن باختلاف إشكالنا و عقائدنا ولكننا في الطبع واحد و في النخوة واحد و في الرجولة واحد و الشهامة واحد وفي المصير واحد.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :