بقلم: سحر غريب
انتهى موسم التسول على خير ولله الحمد، ونحن في انتظار الموسم القادم، يحيينا ويحييكم ربنا. هذا التسوُّل الذي أصبح عادة وثيقة الصلة بشهر الصوم. تفتح التلفاز فتجد سباق حميم على صدقاتك، وحث مباشر وغير مباشر للحصول على تعاطفك، والأهم نقودك.. دُش يومي من التسول المقيت! تجلس سعادتك لتنتظر المسلسل الكوميدي لتُصاب بغممان نفس وحزن شديد، وتتساقط دموعك رغمًا عنك لمنظر المرضى في المستشفيات وهم يطالبون قلبك الرحيم بأن يساهم في توفير علاج لأوجاعهم. تتخيَّل بسذاجة أن جميع دول العالم تستغل عرض مرضاها في التليفزيون لتوفير العلاج للفقراء فيها، فهذا هو الفكر الجديد الذي خلفه عصر "مبارك"..

استغلوا المرضى والمعوزين، تسوَّلوا بهم، وهم لا حول لهم ولا قوة. ستتهمونني قطعًا بقسوة القلب والرفاهية التي ترفض رؤية الواقع المهبب، وهنا يجب أن نتساءل ويتساءل معنا كل لبيب بالإشارة يفهم: ألا توجد وسيلة أكثر كرامة لجمع الأموال من الشعب لتوفير العلاج للجميع؟!! جزءٌ من الضرائب مثلًا والعياذ بالله!! العلاج حق لنا جميعًا كمواطنين، فلماذا نتسوَّله ونهين الكرامات من أجل توفيره؟ ألا تشفق على هذا المواطن البسيط الذي يتحدث عن رحلة علاج طفله الصغير من مرض السرطان دون حاجته إلي واسطة أو محسوبية، وكأنه من الطبيعي توافر واسطة للحصول على علاج؟!!

لقد انتظرنا جميعًا نتيجة استفتاء بيبسي، لتذهب تبرعات الشركة لما يختاره المصريون، الذين اختاروا الفساتين البمبي!! يافرحتي.. والمفروض إن بيبسي هي شركة عالمية على أرض مصرية، حتى تبرعاتها ذهبت للتسوُّل، فعلى ما يبدوا أن الشركة درست طبيعة المصريين جيدًا وعلمت عنهم أنهم شعب يقدِّرون التسول حق تقدير، ويعرفون جيدًا أن التسوُّل كنز لا يفنى.

أنا في انتظار رمضان جديد بلا تسوُّل، فهلا تنتظر معي؟

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :