علينــــا الخروج هيلا بيلا .. في جمعة الغضب 9 / 9 ..!!
بقلم: نبيل المقدس
نحن كمسيحيين لا نستغل الوقت على أفضل وجه... أي أن أوقاتنا غير مُروّضة, وننشغل في الأحاديث فقط, غير مُدركين أن الأحاديث تستنفذ الفكر... مشكلتنا أننا لا نتناول مهماتنا ومشاكلنا بعزم القلب, ولا نحاول أن نقطعها نهائيًا وعمليًا... تعلمنا نحن المسيحيون أن نحلم أحلام اليقظة بدلا من التفكير والعمل الجاد... ونتلهى في أمور روحية كتابية بدلًا من أن نترجم هذه الكلمات الرائعة إلى أعمال في واقعنا الحياتية... ونقضي الساعات العديدة والليالي الطويلة ونحن نقص ونتحاكى ونتحادث في أمور الخوف والرعب وعن المجهول الذي ينتظرنا وراء هذا الطوفان من الأحداث السياسية التي ما زالت تنهمر ضد آمالنا ولا نعلم نهايتها.. حتى أصبح أغلبنا يردد الآية التي حفظناها عن ظهر قلب والموجودة في خروج 14: 14 "يدافع عنكم وأنتم تصمتون"... واتخذنا من هذا الوعد تبريرًا للتقاعس... ركزنا على هذه الآية بعمق, بل جعلناها ركيزة من ركائز إيماننا, وإعتمدنا عليها كلية.. لكن عندما نقرأ النص بالكامل بتأني وبفكر روحي صادق نكتشف أولا أن طلبة موسي إلي الرب لإيجاد مخرج كانت صامتة, كان يرددها في فِكرهِ, لكنها كانت مشحونة حرارة ومملوءة إيمان عظيم حتي ان الرب صورها صرخة قوية فقال له: "ما لك تصرخ إليّ.. قـٌل لبني اسرائيل أن يرحلوا, وأرفع أنت عصاك ومُد يدك علي البحر وشُقه."... هذا ما يجب أن نعمله, فقد حان الوقت لنا أن نصرخ [في] قلوبنا للرب, وأيضا نصرخ [مِنْ] قلوبنا وبصوت عال.. لكي يسمع كُل من له اذنان من الذين يشاركوننا الوطن اننا قوة عظيمة.
والقول الثاني الذي أردت أن اقف أمامه من هذه الاية هو: "قل لبني إسرائيل أن يرحلوا" أي أن الرب لم يقتصر قوله على أنه يدافع عنا ونحن صامتون بل أكمل القول بأنه يجب علينا أن نرتحل إلى محلة أخرى أو إلى أسلوب آخر في التعامل مع كل من ينبذنا أو كل من يضطهدنا, فعندما يري الرب أننا بدأنا نتعامل بجدية فسوف يرفع عصا موسي لكي يشق طريق التحرير لنا.. سوف يجعلنا نمر من وادي الظلمة إلى وادي النور.. سوف يرد لنا حقوقنا المنزوعة منذ زمن طويل... سوف يجعلنا نعيش بلا خوف ولا رعب من الذين يفزعوننا.. سوف يعطينا قوة الكلام والحجة لكي نوقف أي ازدراء علينا... سيعطينا سلامًا.
ها عصا موسي ترتفع, ويعطينا الرب فرصة مثل الفرص التي أهدرناها من قبل سُدى... أمامنا الآن جمعة الغضب الثانية في 9/ 9... لتصحيح المسار... نحن لا نركز على تصحيح المسار وحسب, ولا حتى على توبيخ المجلس العسكري على بطئه في تطهير مؤسسات الدولة كما يُشاع, ولا علي عدم رضانا بأن تكون الانتخابات أولا أو ثانيا كما يروجون, ولا على عدم ارتياحنا بمشاركة السلفيين أو الأخوان المسلمين في العمل السياسي... ولا على تطبيق القوانين فوق الدستورية, بل هدف خروجنا هو وضع خطوط حمراء لنا ... فقد كثر التخطي والاعتداء علينا فكريًا وجسديا وماليا... كثرت ظاهرة هدم الكنائس... كثر التحكم في حريات الفرد المسيحي.. إنتشرت محاولات فرض الشريعة علينا.. إزداد تطاول الشيوخ السلفيين علي معتقداتنا.. وضح الميل والإتجاه إلي تدمير رجال اعمالنا بتبريرات لا ترتقي إلي مستوي دينهم طبقا لإيمانهم ولا حتي إلي المنطق العقلي... وأخيرًا امتنعت أصوات المسيحيين أن تُسمع من بعد حركة ونشاط ماسبيرو المبهرة, والتي مازالت تشق طريقها بنفسها.
نحن لا نطالب بعدم شرعية السلفيين والإسلاميين والصوفيين والجماعات الجهادية في ممارسة حياتهم السياسية... و لا نخاف أن يأتي علينا واحد منهم ليصير رئيسا للبلاد... و لا نرتعب بان تحتل هذه المجموعات مقاعد الأكثرية في المجالس النيابية او المحلية أو الجامعات أو في جميع المؤسسات الحكومية الأخري... كل ما يهمنا أولا أن نتساوي معهم في الحقوق والواجبات, وثانيا أن هناك خطوط حمراء كسياج لنا.. عليهم أن يدركوها من الان وهي تتمثل في الحياة الخاصة للمسيحيين... شريعتهم أهلا بها لكن يطبقوها علي أنفسهم لأنهم يؤمنون بها دينيا, أما بالنسبة لنا فهي لا تخصنا لا عن قريب أو من بعيد...!
اتمني مشاركة الكثير من المسيحيين في مظاهرة جمعة الغضب 9 - 9... وأأمل أن تقودهم جماعة ماسبيرو, والتي اعتبرها بذرة الكيان المسيحي و( هذا رأيي الشخصي ) والذي هو حُلم كل مسيحي مخلص لمصر.. ليس عيبا أن نكوّن وحدة واحدة تجمع جميع الطوائف والملل, وان نصير كيانا مسيحيا.. وبناء علي هذا الكيان سوف يكون هو جرس الإنذار لأي حكومة تجيء دينية أو مدنية بان مسيحي مصر لهم شان مساوي لشئونهم وأن هناك خطوط حمراء لا يصح أن يتعدوها... اتمني أن تتجمع جميع القوي المسيحية في هذا اليوم ... مع إحتفاظ كل مَنْ هو عضو في حزب آخر أن لا ينفصل عنه.. لكن الأهم بان يُظهر لهم أن هناك قوة غير سهلة... لها في الميراث والإمتلاك كشريك وكإبن من أبناء مصر, كما على كل مسيحي مُرتبط بحزب معين أن يتباهى ويزهو بمرجعيته المسيحية والتي تتركز في المحبة. ومن الملاحظ أن جميع الأحزاب الليبرالية بدأت لا تختشي الإعلان بأن دين الدولة هو الإسلام, حتى أحاديثهم في الفضائيات تميل إلي مسك العصا من المنتصف مما كانوا السبب في إضعاف معني كلمة المدنية, وجعلوها كلمة بلا معني, وجعلوا الأحزاب الأخرى تخترع وتبتكر دولة بمنظومة سياسية جديدة, أطلقوا عليها "دولة مدنية ذات المرجعية الدينية" عجبي...!!
الغرض من خروجنا في يوم الغضب هو إظهار قوتنا بالرغم من قلة أعدادنا.. كان من الخطأ ان توافق الرئاسات الدينية وبعض من ما يدعون انفسهم بالحركات القبطية علي وجود البند الثاني ملحقة بدستور البلاد.. لكن جاءت الفرصة لكي نصلح مسارنا و نعلن في هذه الجمعة رفضنا الكامل لهذا البند العنصري.. هذا التنازل الذي صدر مننا كمسيحيين عن قبول دولة لا هي مدنية أو دينية, جعلت الكثير من شيوخ السلفيين بل أعطتهم السماح أن يُعلنوا نواياهم في العلن غير مراعيين شعورنا, هذه النوايا ربما تجر مصر إلي حرب شعواء تأكل الأخضر واليابس..
علينا الخروج يوم الجمعة 9 – 9 بكل قوة وحماس... لكي لا يتجرأ احد من شيوخ السلفيين مثل من يسمونه ( أبو شادي وابو يحيي وغيرهم... ) أن يعلنوا: (نحن لا نعادى النصارى، ولكن يجب عليهم أن يدفعوا الجزية أو اعتناق الإسلام أو الحرب... وغيرها الكثير من التصريحات التي تثير الفتن )... خروجنا يوم الجمعة 9 – 9 وبكثرة سوف يوقف هذا الهراء, فقد تخطي هذا الشيخ ومن معه الخطوط الحمراء اتجاه المسيحيين. نحن نريد أن يتعودوا علي أن لا يتطاولوا علي إخوتهم في ارض الوطن... نحن نريد أن يعتادوا علي ان هناك قوة مسيحية صعبة المراس تشاركه الوطن .. لا تلين أبدا ولا تقبل أن تضع نفسها في مستوي أدني من مستوي أي مسلم حتي لا يأتي مثل هذا السلفي ويقول كلاما كان لا بُد من المجلس العسكري محاسبته.
فعلًا نحن انخدعنا حتي في الأحزاب التي تطلق علي نفسها احزاب ديموقراطية أو ليبرالية أو إشتراكية أو غيرها, فهي تُطالب بالدولة المدنية.. لكن ارتضت بوجود البند الثاني من الدستور... اي انها احزاب "مائعة". كان المفروض نحن المسيحيين أن نخرج مظاهرة مليونية أو حتى ألفية على "قدنا" ننادي فيها بعدم دستورية قيام الأحزاب التي خرجت بمرجعيات دينية... كثيرا نادينا ودعونا إلى حزب مدني صافٍ بدون أي مرجعية دينية.. لكننا فشلنا.. وما اتعجب له أننا إلتجأنا أخيرا إلي مؤسسة الأزهر لكي نعلن أننا في حماها.. وكأننا أخذنا الآمان والسلام منها, بالرغم هي نفسها ( المؤسسة الأزهرية) تعاني من هؤلاء الفئات التي خرجت علينا فجأة لكي تصل بالبلاد إلي الخراب.
فلنخرج يوم 9 – 9 ليس بهدف طلبات الاحزاب الأخري والمُعلن عنها في مواقعهم الإلكترونية... بل بهدف وضع خطوط حمراء ثابتة حولنا... لا يقترب منها أي نظام كان... ليبراليا أو دينيا... اشتراكيا أو راسماليا... شعبيا أو ملكيا... أو كان حتي بالوراثة أو بالخلافة...! لذلك اتمني أن ننزل إلي مكان التظاهر لكي يبدا الرب يرفع عصا موسي.. ويعمل الله كل ما فيه خير لنا ولمصــــر. لكن أرجع وأقول:
لابـــد من تكوين الكيــــان المسيحي... !
وأذكّرْ كل من المشير طنطاوي وأركان حربه عنان بأقوالهما:
"لا للدولة الخومينية, وأن مدنية مصر هي أمن قومي".....!!!
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :