الأقباط متحدون | تعاون المذاهب المسيحية فى التقاسم المشترك ( 3 )
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٦:٠٥ | الخميس ٨ سبتمبر ٢٠١١ | ٣ نسئ ١٧٢٧ ش | العدد ٢٥١٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

تعاون المذاهب المسيحية فى التقاسم المشترك ( 3 )

الخميس ٨ سبتمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بفلم : د. فكرى نجيب أسعد 

      لقد سبق أن أشرت فى مقالين سابقين تحت نفس العنوان عدد من المحاور المشتركة بين المذاهب المسيحية التى تستحق الوصول إلى قرار موحد بشأنها والعمل بها فى وحدة رأى وفكر وروح. فى هذا المقال وهو ما يعتبر الأخير فى الموضوع  أجمع المحاور السابقة وأضيف عليها محاور جدديدة لتناولها معاَ فى إتحاد، وأتركها لأجراء التعديلات اللازمة عليها لرفع من قيمتها والوصول بها إلى مستوى أفضل يعود على الكنيسة بمذاهبها المختلفة بالفائدة. حول أهمية  العمل بالفكر الواحد والرأى الواحد والروح الواحد وحفظ وحدانيتها، ورفض الإنقسامات والإنشقاقات يرشدنا الروح القدس العامل فى القديس العظيم بولس الرسول بالآتى : 
 
+  أن لا يكون بيننا انشقاقات وخصومات وأن نكون كاملين فى فكر واحد ورأى واحد ( 1 كو 1 : 10 – 12 ) .
+  أن نعرض عن الذين يصنعون الإنقسامات والإنشقاقات خلافا للتعليم الصحيح ( رو 16 : 17 – 18 ) .
+  أن نجتهد فى حفظ وحدانية الروح برباط الصلح الكامل محتملين بعضنا بعضاَ  فى المحبة ( أف 4 : 1 – 5 ) .
لتحقيق تعاون وتقارب بين المسيحيين فى المذاهب المسيحية المختلفة فى التقاسم المشترك بينها، ولتحقيق الرغبة الإلهية فى تحقيق كنيسة واحدة لا تعرف الإنقسامات والإنشقاقات الحالية فى ضوء ما أوصى به القديس العظيم بولس الرسول،  فأنه من الضرورى رفع الصلوات إلى الله الواحد ليحل بروحه القدوس فينا لنعمل بالفكر الواحد والرأى الواحد والروح لتوحيد الأعضاء المتفرقة فى جسد واحد. فإذا كانت الإنقسامات الكنيسية تمت فى غياب الفكر الواحد والرأى الواحد والروح الواحد الذى للرب عن بعض القيادات الكنيسية وعن الرعية التى تعانى من عطب روحى والمسئولة عن هذه الإنقسامات، فأن التعاون لتحقيق الوحدة الكنيسية لا يمكن أن يتم على الأطلاق إلا بدعوة الله بالعمل فينا بالفكر الواحد والرأى الواحد والروح الواحد لعودة الكنيسة إلى حالتها الأولى التى أبتعدنا كثيراَ فى إنحراف عنها. أننا فى أمس الحاجة أن يبكتنا الروح القدس على خطايانا فى إنقسام الكنيسة التى عملناها بمعرفة أو عدم معرفة بالتوبة الصادقة والرجوع إلى الوصايا الإلهية التى لا تعرف سوى التجمع ونبذ الفرقة لمراجعة ومحاسبة النفس فى ضوئها. وإذا كانت خطايانا أفقدتنا الكثير من البركات والنعم الإلهية التى تتمتع بها لكنيسة الأولى المجيدة ، فأن التوبة الصادقة ستعيدها بلا أدنى شك إلينا . 
 
  أن تعاون المذاهب المسيحية فى مصر فى الوصول إلى وحدة فى الرأى والفكر هو أمر ضرورى خاصة فى النقاط التى تتعلق بالتعامل مع الدولة. فمن الأفضل بالنسبة للكنيسة أن تعاملها الدولة على أنها كنيسة موحدة بإعتبار أن وحدة الكنيسة من وحدة الوطن وأن السعى لوحدة الكنيسة ورفض الإنقسام والإنشقاق بها هو مطلب إلهى مقدس يجب أن نسعى لتحقيقه. وأرى أنه لأمر طيب لو أجتمعت المذاهب المسيحية الثلاثة ( الأرثوذكسية والكاثولوكية والإنجيلية ) بصفة دورية للوصول إلى أتفاق موحد فيما يخصها من تقاسم مشترك نحو بعضها البعض وكذلك نحو تعاملها مع الدولة أيضاَ . ومن الأمور الهامة التى يجب تناولها للوصول إلى أتفاق بشأنها والتى قد تطلب أيضاَ بعرض ما يلزم منها على مجالس الكنائس على المستوى الأقليمى والدولى أذكر : 
-  المشاركة فى وضع قانون دور العبادة الموحد  الذى رفضته الكنائس الأرثوذكسية والكاثولوكية والإنجيلية فى اجتماعها بالكاتدرائية المرقسية بالقاهرة فى 15 يونية من هذا العام . 
-  الأشتراك فى بناء أدوار عبادة  للأسر المسيحية مختلطة الطوائف يتم ممارسة الشعائر الدينية بها فى نقاط الإتفاق وان تكون تعاليمها على أساس معالم الكنيسة الأولى ومن بينها العدالة الإجتماعية التى تعد مطلب عام بين المواطنين هذه الأيام يجب أن تسعى الكنيسة الموحدة فى تنسيق وتعاون بينها بالعمل بمبادئها على العاملين بها ثم التوعية بها فى قدوة صالحة بين الرعية خاصة بين رجال الأعمال والمحتاجين إلى عمل.
- القيام بأعمال مشتركة كوضع كتب مشتركة ليس فى نقاط الإتفاق فقط بما تتيح كل طائفة بالإستفادة بعمل الروح القدس بالطائفة الأخرى بل فى نقاط الإختلاف أيضاَ تتضمن الرأى والرأى الآخر.
 
- إقامة منتديات حوار حول تدعيم نقاط الإتفاق والوصول إلى أتفاق حول نقاط الأختلاف بين المذاهب المسيحية على أن تجيب تلك المنتديات على التساؤلات المختلفة فى حوار بناء يراعى الرأى والرأى الآخر وبقاء المحبة رغم الأختلاف. 
- إنشاء جمعيات مشتركة تضم الرعية بالمذاهب الثلاثة يتم تحديد عملها والتوعية بها بين الرعية كجمعيات خاصة بالتشغيل وإقامة الدورات التدريبية للتأهيل للعمل والقيام بالمشاريع الخدمية إالتى تحقق العدالة الإجتماعية وإعطاء قروض لإقامة المشاريع الإستثمارية والمزيد من المشاريع الخدمية التى تحقق العدالة الإجتماعية فى تعاون بلا تنافس والإستفادة من الأمكانيات التى تخصصها الدولة فى هذا الشأن. 
-  توحيد الخطاب الدينى فى كل طائفة وكذلك فى التقاسم المشترك بينها للنهوض بمستوى الكلمة الملقاه على المنابر، وهى ما يمكن تحقيقها بجمع الكلمات فى الموضوعات المشتركة ثم العمل على أجراء التعديلات اللازمة عليها بحذف ما هو مكرر منها وتوحيدها ثم إعادتها مرة أخرى قبل إلقائها . مع العمل على وضع المناهج الدينية المدرسية على هذا الأساس أيضاَ ومراعاه تدعيمها بالموضوعات التى تحث على حب الوطن والمواطنة وعدم التعصب والتطرف وقبول الآخر والتى تؤهل لبناء مواطن صالح . 
-  الإتفاق على الأحوال الشخصية للرعية فى المذاهب المسيحية المختلفة، خاصة بالنسبة للطلاق وطلب الزواج الثانى، بما لا يتيح تغيير المذهب أو الطائفة أو الدين . 
 
- النهوض بالخدمات الكنيسية للفتيات تحت سن العشرين فى المذاهب المسيحية المختلفة  لمنع الإنزلاق فى تيار الإنحراف العاطفى الذى قد يؤدى إلى نتائج غير مرغوبة كتغيير الدين ، فالوقاية خير من العلاج. وأدعو هنا الذين يقفون فى مفترق الطرق بين الأديان بأن يهتموا بالتقاسم المشترك بين الأديان التى تؤمن بالله الواحد ثم الدخول بعد  ذلك فى حوار يتم مراعاه فيه أداب الحوار والرأى والرأى الآخر .
-  المشاركة فى إتحاد الإناجيل الأربعة فى إنجيل واحد يجمعها ولا يكون بديلاَ لها، وأن يضم الأحداث المتداولة التى حدثت أيام السيد المسيح والتى لم يتم تدوينها بعد فى إنجيل منفصل أو فى الأناجيل الأربعة .
-  التوعية بخطة الله الأقتصادية الأجتماعية التى تنادى بمحبة القريب كالنفس والموجودة بالكتاب المقدس والدعوة للعمل بها فى المشاريع الخدمية التى تقوم بها الكنبسة والعمل على إستثمارها على المستوى المحلى والأقليمى والدولى خاصة فى الدول التى تعانى من الفقر والجوع. وإذا أردنا أن نضع حداَ نهائياَ للمشاكل المتعلقة بتوزيع الثروات والموراد الطبيعية على أساس عادل لا يعرف المحاباه خاصة التى تتخطى الحدود الدولية كالمياه فعلينا بالعمل بخطة الله الإقتصادية الإجتماعية. 
- التوعية بعولمة عادلة لا تعرف الهيمنة وتضع الثروات والموراد الطبيعية ملكاَ مشتركا للأسرة البشرية على أساس من القيم والمبادىء المشتركة للأسرة البشرية، والعمل على توزيعها على أفرد الأسرة البشرية بما يحقق منها التنمية والمساواه للدول أو العدالة الإجتماعية للشعوب التى نسعى فى تجميعها فى قرية كونية صغيرة يذوب فيها الحدود الدولية وذلك على أساس من الحرية والعدالة فلا يكون هناك تنمية فى جهة على حساب جهة أو لفئة على حساب فئة أخرى .
- إعادة بناء مدينة "  بومينا " الأثرية بمريوط وهى ما سوف أتناولها فى مقال منفصل بمشيئة الله والعمل على بناء المزيد من الأديرة المسيحية فى صحارى مصر ( الغربية والشرقية وسيناء ) فى المناطق البعيدة عن التنمية والتعمير لمنع دخول العالم إليها . 
-  إنشاء صندوق دولى مشترك يلتقى عنده الغنى والفقير فى نقطة واحدة ويتساويان يعمل على توزيع الموارد الطبيعة والثروات على شعوب العالم لكل من يعتبرها ملكاَ مشتركاَ  " كان عندهم كل شيىء مشتركاَ " ، " لم يكن أحد يقول أن شيئاَ من أمواله له " ( أع : 4 ) وذلك على أساس من الحرية والمساواه وبلا تمييز بين إنسان وآخر على أساس اللون أو الجنس أو العقيدة أو النسب أو نوع العمل أو الوضع الإجتماعى لتحقيق منها التنمية والمساواه أو العدالة الإجتماعية  لكافة شعوب العالم. وأن توزيع الموارد الطبيعية والثروات على أساس عادل يمكن تحقيقه من خلال إقامة المشاريع التى تتخطى الحدود والتى تعطى دخول تحقق مستوى معيشة واحد كريم للأفراد والتى تقدم أيضاَ خدمات إنسانية متساوية فى التعليم والصحة والسكن وغيرها بلا تمييز بين فرد وآخر على أساس مادى. وأننا نتطلع دوماَ أفراداَ وجماعات فى إحتياج وإشتياق أن نضع أقدامنا فى على تعاليم والمبادىء المسيحية التى للكنيسة الأولى التى أسسها أبائنا الرسل القديسين لنعمل بها فى تنسيق وتعاون وإتحاد. 
 
-  أعتبار الأزمات والكوارث الطبيعية والغير طبيعية  التى تعانى منها الشعوب محن مشتركة للأسرة البشرية، خاصة ممن يعملون  منها فى مخافة الرب على توزيع الثروات والموارد الطبيعية بالعدل والمساواه فى إعتبار أنها ملكاَ للرب صانع الخيرات وضابط الكل والذى من يده نعطى والذى يملك على غنى العالم . 
أن تعاون المذاهب المسيحية فى التقاسم المشترك بينها ككنيسة واحدة لا تعرف الإنقسام الحالى هو أمر بلا شك سيعود بالنفع عليها فى تحقيق تعاون مماثل فى التقاسم المشترك للأديان الأخرى فى محبة لا تعرف المحاباه أو التمييز أو الصراع وتضع الآخر كالنفس. وأن إنشاء ما يسمى ببيت العائلة المصرية للوصول إلى أتفاق فى نقاط الأختلاف والقيام بأعمال مشتركة فى التقاسم المشترك فى الجوانب العديدة هو أمر نشجع عليه. 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :