الكاتب
جديد الموقع
الصومال والموت البطىء
بقلم :مدحت ناجى نجيب
لقارىء هذا المقال هذه ليست دعوة للتبشير بالمسيحية فى بلد مسلم واستغلال فقرهم ، فهذه ليست الكرازة بالمسيح الذى علمنا الحب للجميع دون شرط او قيد أو مساومة ، وانما دعوة للتكاتف وللتعاون بين كل الدول لانقاذ شعب يموت فقراً وجوعاً ، دعوة للعمل ولسماع صوت الله وسط كل ما يحدث الآن ولا تقسوا قلوبكم ...
يتركونها الآن تمر بالأزمة دون سند أو معين ، ولا منقذ لها ، هكذا جلست وحدها " الصومال " المدينة الكثيرة الشعب الفقير ... صارت كأرملة فقيرة بين البلدان تسأل الخير ولا يستجاب لها . لقد صارت تحت الجزية ، تبكى فى الليل بكاء ودموعها على خديها ...هكذا هو الحال فى دولة الصومال ذات التعداد الذى يصل الى 9.5 ملايين نسمة يدينون بالديانة الاسلامية . صارت بلا معز من كل الدول ، كلهم غدروا بها ، صاروا لها اعداء ..قد شبعت من المذلة والعبودية من الجوع ، وتشققت اراضيها من قلة المياه ، لا تجد واحة فى أراضيها ، كل أبوابها خربة ، شيوخها يتنهدون ويبكون ، نسائها مذللة وهى فى مرارة من أجل أولادها ، لا تظن ان الصومال تعاقب من أجل كثرة ذنوبها ، فكل الدول ليست أبر منها ، سقطت الصومال بيد اعدائها الفقر والجوع والحرب وليس من يساعدها ، رأتها الاعداء ضحكوا على هلاكها، لقد أظهر الجوع والفقر فيها عورتها ولذلك هى تتنهد وترجع الى الوراء ، لذلك أنظر يارب ولا تنسى شعب الصومال ، فكل شعبها يتنهدون ويطلبون خبزاً، أنظر يارب وتطلع لانها صارت محتقرة ومرذولة بين الدول ، لا تنظر لكونى سوداء ، فأنا سوداء وجميلة ، لا تنظرن الى لكونى سوداء ، هيا يارب ابسط ذيلك على وضمد كل جراحات الخطية والفقر والحرب .
قالت الام تريزا عن خدمة الفقراء " أنى أرى الله فى كل إنسان . عندما أغسل جراح مجذوم . أشعر أننى أداوى الله نفسه ، اليست هذه تجربة جميلة " ، كما قالت ايضاً عن الحروب التى تؤدى إلى الفقر والجوع فى بيروت عام 1982 أثناء المعارك التى دارت بين الجيش الاسرائيلى والفدائيين الفلسطنيين " لم يسبق لى أن عشت فى حرب من قبل . لكننى رأيت الجوع والموت . كنت دائما أسأل نفسى . ماذا يشعرون عندما يفعلون ذلك ؟ أنا لا أفهم ؟ كلهم ابناء الله . لا أفهم لماذا يفعلون ذلك ؟ ، اقول لك يا أمى : من اجل الطمع والجشع الفاحش ، من اجل حب اراقة الدماء .
ولذلك على هذه انا باكية ...
لصق لسان الراضع بحنكه ، صارت الصومال أضحوكة ورثاء لكل الشعوب حولها ، يرونها فيعبرون بلا تقديم أى مساعدة لشعب يموت جوعاً وعطشاً ، تحولت اجسادهم الى هيكل عظمى يمكن ان تعد فقراته وعظامه .
تبكى وتحزن لانك ترى بعض الدول الغنية تلقى بفائضها من القمح فى البحيرات والأنهار من أجل الحفاظ على سعره العالمى ، ولا تجدها تسعى لإنقاذ الذين يموتون جوعاً وعطشاً فى دول افريقيا من الجوع والفقر المدقع .
تبكى وتحزن لانك ترى موائد الطعام عليها أشهى المأكولات بملايين الجنيهات والدولارات ، ليأكل منها الاغنياء والعظماء ، فى الوقت الذى يبحث فيها الفقراء عن أقل الفتات من الأكل وسط أكوام الزبالة ، وقد لا يجدونها فى بعض الاحوال ...
تبكى وتحزن من أجل كثرة الثراء الفاحش والذى يستغله الاغنياء الاغبياء فى شراء الكماليات مثل السيارات الفارهة والتى يعبرون بها على جماجم الناس الفقراء ، والتى تكفى لانقاذ الأسر المشردة والفقيرة فى الاحياء الفقيرة فى كل دول العالم .
تبكى وتحزن لانك ترى الدول تنفق ميزانياتها الكبيرة على الحروب وتصنيع القنابل النووية وعلى رعاية بعض المنظمات الارهابية التى تخدم مصالحها الاستراتيجية فى كل دول العالم ، والتى لو استخدم جزء من هذه التريليونات التى تنفق لكانت ساهمت فى حل أزمة الفقر والغذاء فى دولة الصومال وكل الدول الفقيرة .
تبكى وتحزن لأنك تجد بعضاً من الناس يخلصون فى رعاية بعض الحيوانات الاليفة وينفقون عليها مبالغ طائلة ، ولا يمدون أيد المساعدة للدول التى تموت جوعاً وفقراً . فعندهم الحيوان أفضل من الانسان .
لذلك أختم برسالة الأم تريزا التى بعثتها إلى الرئيس الامريكى جورج بوش وإلى الرئيس العراقى صدام حسين فى يناير 1991 :
" أرجوكم اختاروا طريق السلام . فعلى المدى القصير فانه يمكن أن يكون بينكم رابح أو خاسر فى هذه الحرب النى كلنا نخافها . لكن هذا لا يمكن أن يبرر لاحدكما المعاناة والالم والخسائر فى الارواح التى سيتركها استعمال السلاح "
لذلك فإن طريق السلام هو الطريق الوحيد لإنقاذ دولة مثل الصومال من الفقر والنقص فى الغذاء ، السلام والحب هو الذى يجعل الانسان يقدم كل مالديه من مال ومساعدة دون سؤال عن ما دينه ؟ ما لونه ؟ ، ان الحب هو الرسالة الوحيدة القادرة على تغيير مسار وحياة البشرية من الشقاء والآلم الى الفرح والرحب . حقاً انها رسالة المسيح لكل البشرية .
أرجو من قارىء هذا المقال أن يحاول يرى بعض مقاطع الفيديو على اليوتيوب ليرى صدق ما اقوله عن فقر وموت ومعاناة شعب الصومال ، وان يبحث على جوجل عن بعض الصور لهم وهم يموتون ، سوف تتحقق من صدق كل ما ذكره المقال . كما لا تنسى ان تشكر الله على ما انت فيه ، فهذه هى الفضيلة الغائبة عن حياتنا .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :