كنيسة مارجرجس بقرية (المريناب) مركز ادفو محافظة أسوان مقامة منذ سنوات كثيرة وتم تجديدها فى الفترة الاخيرة لأنها كانت آيلة للسقوط ، ومنذ حوالى

خمسة أيام تجمهر بعض أهالى القرية من المتشددين المسلمين وارادوا حرق الكنيسة ، إلا أن المعتدلين من أهالى البلدة إستطاعوا إحتواء الموقف ، وتم عمل جلسة صلح تم الاتفاق فيها على عدم رفع صلبان أو أجراس على الكنيسة . مع العلم أن الكنيسة مرخصة وجميع أوراقها سليمة وقانونية ، ولكن فؤجأ أهالى القرية اليوم الأربعاء بحشد المتشددين لجموع من كل أنحاء البلاد ومحاصرة أقباط هذه البلدة مطالبين بإزالة القباب التى تعلو الكنيسة وهى مقامة بالفعل ، وأقاموا الخيام فى مداخل القرية مانعين الخروج أو الدخول للأقباط ومهددين بهدم الكنيسة عقب صلاة الجمعة القادمة . يالها من قصة تكررت كثيرا بعد قيام الثورة فى غياب الأمن وحالة الإنفلات الأمنى الرهيب، المتشددين يحركون الجماهير فى لحظات ويحشدون الحشود طالما أن التحرك يكون نحو هدم كنيسة أو إحراق مساكن الأقباط . وفى هذا كله تتأمل مايحدث لتجد ما لا يصدقه عقل . هم يريدون الكنيسة بدون صلبان أو أجراس وليكن لهم مايريدوا لأن الأقباط يريدون الحفاظ على السلام العام ، ولا يرغبون فى إثارة المشكلات حتى ولو كانت الحلول تأتى عليهم وهى دائما كذلك ، وعندما يتنازل الأقباط نجد تماديا من الطرف الآخر كما فى حالة كنيسة مارجرجس .

 

فهم يريدون هدم القباب التى على الكنيسة لتصبح الكنيسة بلا معالم ، فمن الأفضل للأقباط بناء الكنائس تحت الأرض حتى لا يراها هؤلاء وتثير فيهم هذا الشعور . والسؤال المطروح هنا . ما الذى يثيره وجود الكنيسة بصلبان وقباب لهؤلاء ؟ أليست الكنيسة مثل المسجد ذو المآذن والميكروفانات الكثيرة ؟ أنا أرى أن وجود الكنيسة يمثل حساسية كبيرة للمتشددين من المسلمين . فهم لا يطيقون أن يروها أمامهم . أما السؤال الآخر أين دور الأمن من مثيرى مثل هذه الفتن الذين جمعوا الناس لهذا الأمر وهم معروفين بالإسم ؟ هل دور الأمن أصبح عقد جلسات الصلح العرفية فقط أم أنه يتفرج على الأحداث ليقيمها . بحثت كثيرا عن الخبر فى مواقع الصحف الكبرى فلم أجده الا فى المواقع القبطية . مع العلم أنه خبر صحيح ، لا أدرى لماذا هذا التجاهل الكبير من هذه الصحف لمثل هذه الأخبار ؟ هل تتلون هذه الصحف بالطائفية ؟ أم أنها لا تريد نشر البلبة بنشر مثل هذه الأخبار وهى التى تسارع بنشر أخبار كاذبة كثيرة فى نفس مستواها . وسؤالى الى المجتمع المصرى هل يصح أيها المجتمع الحضارى أن يتم بناء كنيسة بلا معالم . فى زمن العولمة وانتشار المساجد بمآذنها الفخمة فى كل دول أوربا وأمريكا بدون أى مضايقات .