الأقباط متحدون | تصحيح أم "تعويج" المسار؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٦:٤٩ | الأحد ١١ سبتمبر ٢٠١١ | ٦ نسئ ١٧٢٧ ش | العدد ٢٥١٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

تصحيح أم "تعويج" المسار؟

الأحد ١١ سبتمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم:يحيي الوكيل
فى ذكرى قيام أحمد عرابى بوقفته الشهيرة فى ميدان عابدين أمام الخديو توفيق، قام الشعب المصرى بإعادة المشهد و لنفس الأسباب – و يبدو بنفس النتائج أيضا؛ فقد تمكنت القوى الليبرالية بحشد مليونى من التأكيد على قوتها و وجودها فى الشارع السياسى و دحض مقولة ان المليونيات لا تتحقق إلا بمشاركة تيار الإسلام السياسى، و قامت تلك القوى بإرسال نفس رسائل أحمد عرابى لأبواب مصر العالية:
فللمجلس العسكرى الحاكم حاليا، الرسالة كانت أننا لن نورث بعد اليوم، و لن يجثم على صدر مصر حكم ديكتاتورى عسكرى يرى نفسه وريث إنقلاب 1952 أو ديكتاتورى دينى يرى نفسه وريث خلافة عثمانية.
و للمماليك من جهاز الشرطة، الرسالة كانت أننا لن نستعبد بعد اليوم، و لن نقبل منكم معاملة الأسياد الذين ليس من حقنا نقدهم بل و لا حتى مهاجمة الخونة منهم، و أن التصعيد الذى قامت به الشرطة ضد مجموعة ألتراس النادى الأهلى لمجرد أنهم هاجموا خائنا نعلم مدى خيانته هو و مماليكه هو تصعيد غير مقبول و لا يمكن السكوت عليه و كأحرار سنرد و سنقاوم حتى تعلموا مكاننا منكم و تعلموا مكانكم منا.
لكن، و كما حدث لثورة أحمد عرابى، تحركت ضده عدة قوى فى آن واحد و أخطرها القوى الدينية لإفشال الثورة و تحقيق أكبر المكاسب للعمائم و كالعادة على حساب الشعب.
 
كانت الأمور تسير بيسر لدرجة كبيرة حتى بعد العصر فى جمعة "تصحيح المسار"، و كانت الضغوط المتولدة عن الحشد قد أفلحت حتى قبل أن يبدأ اليوم و ذلك بسحب قوات "حفظ الصينية" و عدم رفع حالة الطوارئ بالجيش و حتى عن الإعلان باحتمال إعادة النظر فى بعض الأحكام العسكرية ضد المدنيين، و كان واضحا أن نجاح اليوم سيعنى تحريكا لقضايا الدستور أولا و منع الأحزاب الدينية العنصرية.
فقررت قوى الظلام التدخل بكل ما تقدر عليه من مكر و دهاء و حتى بالخيانة لإفشال اليوم.
لفهم السطور القادمة، علينا ان نستحضر أحد مبادئ علم البحث الجنائى و هو البحث عن المستفيد من فعل ما أو جريمة ما؛ و لأن ما حدث فى يوم الجمعة 9-9 هو جريمة كاملة الأركان فنستعين بهذا المبدأ فى فهم الأحداث الأخيرة من اليوم.
المستفيد الوحيد من فشل جمعة تصحيح المسار بل و التسبب فى اعوجاجه هم الخونة من أتباع الإظلاميين و التلفيين و جناحهم العسكرى الممثل فى المجلس. و لما كان الإظلاميون قد أعلنوا عدم مشاركتهم فى أحداث جمعة تصحيح المسار عز عليهم نجاح اليوم و تدخلوا لإفشاله – هذه المرة ليس بارسال أعداد كبيرة تركب النجاح و تنسبه لنفسها، فهذه اللعبة صارت مكشوفة و مستهلكة و الإصرار عليها سيفقدهم تعاطف العديدين معهم، لكن بإرسال أعداد قليلة لتسخين الشباب الأسهل تأثرا و دفعهم لتخريب اليوم بالعنف و البلطجة.
فى رابط الفيديو الآتى:
http://www.youtube.com/watch?v=sgiL5stPX1Q&feature=share
 
 
ستشاهدون بوضوح عدد قليل من السلفيين يقومون بتسخين الشباب لمهاجمة "سور السفارة الإسرائيلية" – و كان من السهل عند الوصول للسفارة التسخين بدرجة أكبر للهجوم على السفارة نفسها و توريط مصر فى أزمة ديبلوماسية تلغى تماما الآثار الدولية الرائعة لما حدث فى يناير و ما بعده و تفتح الباب لعقوبات على مصر ينجم عنها ازدياد فى الكراهية الشعبية للغرب و المجتمع الدولى و ساعتها يتقدم الإظلاميون ببرنامج متصادم مع الحضارة الإنسانية يقبله الشعب لعدائه المكتسب للحضارة الغربية حسب خطة الإظلاميين.
نفس سيناريو الثورة الإيرانية..
فى نفس الفيديو ستشاهدون مشهدا عجيبا – و هو الجزئية الثانية فى التحقيقات: سلاح الجريمة، و هو فى هذه الحالة مطرقة قوية يمسك بها سلفى لهدم السور. لا يمكن لهذه المطرقة الدخول من نقاط التفتيش المكلفة بتامين ميدان التحرير، و من معرفتى الجيدة بالمكان لأننى تربيت فيه فهذه اللقطة تم تصويرها خارج الطوق الأمنى للميدان مما يعنى أن هناك استعدادات مدبرة للسير إلى الجدار الأمنى بكوبرى الجامعة و تحطيمه؛ و من نافلة القول أن من يستعد لهدم السور يستعد أيضا لاقتحام السفارة الإسرائيلية.
إذن لدينا جريمة و فاعل و له دافع و سلاح جريمة؛ و لكن ليس هذا هو كل شيئ.
الشرطة أيضا كانت تدبر لأمر، ففى حالتى الهجوم على وزارة الداخلية – التى لم يتمكن أحد من اقتحامها و لن يتمكن أحد أبدا من ذلك – و مجرد التواجد بالقرب من مديرية أمن الجيزة تطورت الأمور إلى حرائق من داخل المبنيين؛ و لما كان كلا المبنيين لم يتم اقتحامه كان من الضرورة استنتاج أن الحرائق أشعلها من هم بداخل المبنى فعلا.
و الهدف؟
 
 
الهدف التخلص من أية وثائق يرغبون الخلاص منها فى مبنى الداخلية، و استعداء العالم على الثائرين بدعوى همجيتهم و تخريبهم للمال العام فيكون لهم الحق فى استعمال العنف المطلق ضدهم و بتأييد من الرأى العام هذه المرة بعد أن خسروه فى قضية ألتراس النادى الأهلى.
يبقى الضلع الثالث للمثلث الذى أطبق على الثورة لخنقها و القضاء عليها.
عندما ألقى مستوطن بحجر على قنصلية مصر فى إيلات قامت الشرطة الإسرائيلية بتوقيفه و وجهت له تهمة "الإضرار بدولة صديقة"، و كثفت من تأمين بعثتنا الديبلوماسية فى إسرائيل لأنها تعلم أن الفشل فى تأمين البعثة الديبلوماسية هو فشل للدولة المضيفة و لا يمس الضيوف فى شيئ. الغريب انه حتى لو كانت الجموع الجاهلة على غير علم بهذا و تفرح لإنزال علم إسرائيل و اقتحام السفارة فالمفروض أن المجلس على علم بذلك و كذلك قائد القوة المناط به حماية السفارة؛ فكيف قبل هذا القائد التقصير فى حماية السفارة و ليس مرة واحدة بل عدة مرات؟ و لماذا كان قائد القوة المناط بها حماية السفارة السعودية و هى قريبة جدا من السفارة الإسرائيلية أقدر على تنفيذ مهمته؟
لقد بلغ عدد المصابين فى أحداث "المثلث" – و هو الشكل الهندسى الذى يرسمه توصيل مواقع سفارة إسرائيل و سفارة السعودية و مديرية أمن الجيزة – حتى لحظة كتابة هذه السطور حوالى 900 مصاب منهم قتلى، مما يعنى أنه قد تم استخدام العنف؛ فلماذا لم يستخدم العنف لتحقيق التزام مصر بمعاهداتها الدولية و منع اقتحام السفارة الإسرائيلية؟
هناك إذا جريمة شارك فيها فعلة و متواطئون و محرضون؛ و الدليل موجود.
لقد كانت أكبر ضربة وجهت لأحمد عرابى هو إعلان المشايخ أنه خارج عن الملة لخروجه على الحاكم المسلم ممثل الخلافة، فانفض الناس عنه و تعرض لخيانات لا أول لها و لا آخر انتهت بهزيمته و تسليم مصر لاحتلال طويل.
الإسلام السياسى خان عرابى بالأمس و الإسلام السياسى يخون أحفاده اليوم؛ لكن الاحتلال الإنجليزى الذى نجم عن هزيمة عرابى هو بكل المقايس أقل وطأة من الاحتلال الوهابى الذى تنويه لما قوى الإظلام و التلفيون.
و أنا رافض للاحتلال بكل أشكاله – و سأقاوم الخونة الذين يسعون إليه و يحاولون تحقيق إعوجاج مسار الحراك السياسى فى مصر حتى و نحن نحاول تصحيحه. 

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :