الأقباط متحدون | جاء "أردوغــــان".. ليعطي دروسًا.. للسادة والإخوان..!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٥٠ | الجمعة ١٦ سبتمبر ٢٠١١ | ٥ توت ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥١٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

جاء "أردوغــــان".. ليعطي دروسًا.. للسادة والإخوان..!!

الجمعة ١٦ سبتمبر ٢٠١١ - ٢٩: ٠٥ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

 بقلم: نبيل المقدس
هو سيادته تركي؟... آه. يعني مُسلم؟... آه. وأكيد سُني؟!.. آه. يعني ما شاء الله يؤمن بالقرآن ونبيه؟!.. آه. يعني هو سليل الدولة العثمانية؟.. آه. إللي هي كانت دولة خلافية إسلامية؟!.. آه. ده ياعم راح زار البابا!!.. آه. عجبي...!

هو سيادتك بتسأل ليه الأسئلة دي كلها؟؟؟؟!!!!
بسأل لأنني لم أسمع أو أرى تصريحًا مرئيًا أو مكتوبًا أو لفظيًا من أكبر زعماء البلاد تقدمًا ونهضة، يقر فيه أو يخاطبنا فيه نحن المصريين "إن مصر دولة فرعونية"، إلا من هذا الزعيم، الذي أتى لزيارة "مصر" ومعه خبرات سنوات عدة عن تجربة "أتاتورك" السياسية، والتي قفزت بالدولة العثمانية القديمة الإسلامية إلي دولة تركية حديثة علمانية، تناطح الدول الأوربية، وتُكابر وتكافح وتتنافس مع الدول الأسيوية في صناعاتها.. حتى وصل بها الحال إلى أن تصل من أكبر الدول جذبًا للسياحة، وأعظم الدول التي أصبحت مثالًا حيًا للعلمانية، ونمطًا حقيقيًا لكل دولة تريد أن تصبح من الدول المتقدِّمة.

عندما تم الإعلان عن زيارة رئيس وزراء "تركيا" لـ"مصر" في هذا الأسبوع، وجدنا تكبيرًا وتمجيدًا من بعض الفئات الإسلامية، وترحيبًا بهذه الزيارة، حتى أنهم جمعوا أنفسهم و"رهوان" إلي مطار القاهرة الدولي في وقت وصول طائرة الرئيس "أردوغان"، الذي اعتبروه الخليفة المنتظر.. وأخذوه بالأحضان والقبلات.. كل هذا بسبب مشكلة بينه وبين "إسرائيل"، وسحب سفيره منها. وبسرعة البرق اعتبر إخوتنا السادة والإخوان أن هذا الخصام هو دلالة رجوع أيام غزوات العرب في أوائل سنوات الهجرة.. لكن انهارت أحلامهم، وسقطت توقعاتهم، وفشلت أجنداتهم.. فقد فُوجئوا بأن ما توقَّعوه منه ما هو إلا "أوهام وخيالات".

وفي أثناء تجوُّل الزعيم "أردوغان" من مقابلات، واجتماعات، وزيارات للأزهر والمفتي، وزيارة للبابا بطريرك الأقباط الأرثوذكس- نجده يصرِّح بتصريحات عفوية على أساس أن كل كلمة خرجت من فمه ما هي إلا شيء عادي ليس فيها غرابة.. لكنها كانت بالنسبة للسادة والإخوان إياهم طلقات ومقذوفات نارية قتلت دواخلهم، وكشفت مدي رجعيتهم، وعدم قبولهم لكل جديد.. نعم، أعطى "أردوغــان" أربعة دروس قاسية لهؤلاء الذين تحولوا عنه بعد سماعهم إلي هذه الدروس.. حتى إننا نشبِّهم بمسرحية "محمد صبحي" التي تحكي وتقول: "انتهى الدرس ياااااااااااا........."

أول الدروس التي لقنها "أردوغان" لهم، هو التصريح الذي أطلقه في الاجتماع الذي تم بينه وبين عدد من ممثلي الأحزاب المصرية بأحد فنادق وسط القاهرة أمس.. كان اللقاء قد بدأ بكلمة وزير الخارجية التركي "أحمد أوغلو" حول العلاقات المصرية – التركية، وتلتها كلمة "أردوغان" حول الثورة المصرية، حيث قال:

"الثورة أثبتت أن مصر ستظل دولة "الفراعنة"، ولدينا إيمان أن الأمور ستستقر وتتحسن بعد مرحلة البناء" .. هنا يعترف الرئيس "أردوغان"- سليل الدولة العثمانية، والتي حكمت "مصر" زمانًا طويلًا- بأن "مصر" هي دولة الفراعنة. نعم.. كلمة الفراعنة كانت أول طلقة أصابت الجماعات الإسلامية والإخوان في مقتل، مما جعلهم يتراجعون بالترحيب به.


ثاني الدروس التي نزلت كالصاعقة على رؤوس السادة والإخوان، هو حديثه حول قلق القوى المدنية من صعود الإسلاميين في "مصر" للحكم، حيث قال له د. "محمد أبوالغار"- القيادي بالحزب المصري الديمقراطي: "نخشى من أفكارهم إزاء المرأة والأقباط". ورد "أردوغان" على ذلك قائلًا: "لابد أن يقف النظام القادم على مسافة واحدة بين جميع الأديان".. فعلًا، هذا الرد يفوق المستوى العقلي الخاص بالسادة والإخوان.. ولكي يدركه الفرد يحتاج إلى التحرُّر العقلي، والمرونة الفكرية التي تهدف إلى الأفضل.. لكن للأسف، هم لم يصلوا وسوف لا يصلون إلى عمق هذا الرد.. وذلك بحكم عقيدتهم. هذا الدرس جعلهم يندمون على تكلفتهم المادية ومجهودات ترحابهم به في المطـــار هو والوفد المرافق له..!

ثالث الدروس، هو تصريحه الواضح بأنه لا يقبل أبدًا أن يدعو حزبه "العدالة والتنمية" بأنه حزب إسلامي.. من يستطيع أن يصرِّح بهذا التصريح الجامد؟. والذي يدل دلالة قاطعة أنه يرفض تطبيق الدين بشريعته، حتى ولو كان هو دين الأغلبية... هذا التصريح من "أردوغان" كان بمثابة بداية عدم الارتياح من إخوتنا السادة والإخوان.

رابع الدروس، والذي جعلهم يحولون له ظهورهم، هو نصيحته بوضع نص دستوري بأن تصبح "مصر" دولة علمانية، على أن يكون كل فرد في هذه الدولة يحيا حياته الدينية الخاصة. وهنا انقلبت الدنيا ولم تقعد.. وإتهموه بأنه أتى بأجندة خاصة، وهي تطبيق التجربة التركية العلمانية على "مصر".. وبما أنهم يفهمون أن كلمة العلمانية ما هي إلا "الشذوذ" و"الجنس" و"الميسر" و"السُكْر" و"الكُفر"، رفضوا "أردوغان".. ولم يودِّعه أحد منهم.. بل تركوه يذهب وحيدًا إلى "تونس" محطته الثانية في الدول العربية.. فسقطت في نظرهم دولة "تركيا"، واعتبروها من الدول الكافرة، ولم تشفع مواقفها الأخيرة ضد "إسرائيل".

والغريب، في الوقت الذي يتم إعلان "أردوغان" هذه التصاريح القوية والجميلة والإنسانية، والتي جذبت أغلب الشعب المصري الأصيل، نجد في الطرف الآخر تصريحات تدل على عنجهية التفكير، فيعلن أحدهم هذا التصريح الباهت: "لن تغمض لنا عين حتى تُطبق الشريعة الإسلامية كاملة"!!!.

لكن علينا أن نقول له: نحن أيضًا، المسيحيون والمسلمون، لن تُغمض لنا عين حتى نجعل دولتنا دولة علمانية.. ويصبح كل فرد فيها يمارس دينه الذي يعتنقه...!!!!

إلى متى ياااارب يتوقف عرض مسرحية "انتهى الدرس يا غبي".. ونأتي إلى مسرحية "الزعيم" الذي نجد فيه أحلامنا وأهدافنـــا؟!!!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :