الضحك علي الدقون.. بالدقون!! (1)
ضرورة وأهمية وحتمية ووجوبية وجود حزب سياسي مســـيحي
بقلم: العرضحالجي المصري * د. ميشيل فهمي
* في 1517 قام السلطان التركي "سليم الأول" بالغزوة العثمانية الأولى لـ"مصر"، ونودي عليه في الجوامع بخليفة المسلمين.. وفي عام 2011 قام الخليفة "الطيب رجب أردوغان" بالغزو الثاني لـ"مصر"، ونادته جماعة الإخوان المتأسلمين وحزبها الديني بخليفة المسلمين أيضًا..
* ما سر الاحتفاء الكبير والاحتفال غير العادي من جماعة الإخوان المتأسلمين بزيارة الخليفة التركي سيدنا "الطيب رجب أردوغان" رضي الله عنه وأرضاه؟ رئيس وزراء "تركيا" حاليًا، وخليفة دولة الخلافة الإسلامية المستقبلية؟؟ وما سر توديعه من ذات مستقبليه كأنه من الخـــوارج؟؟؟
* شـــارك في قتل القتيل (مصـــر) وجاء معزيًا، مُواسيًا، مُتعاونًا، مُحاولًا تسويق "تركيا" بالإقليم... حاول "أردوغان" إطعام "مصر" والمصريين "الأونطة"، و"الأونطة" كلمة تركية الأصل تُطلق على الكذب وعــــدم قول الحق، ويُسمَّى معتنقها "أونطجي"... على وزن "بلطجي"، وهي تركية الأصل أيضًا، وتعني العامل بالبلطة على تقطيع الأخشاب والأعناق..
* هل الشعب المصري شعب غبي سياسيًا ودينيـــًا، لكي يضحك على دقنه بالدقون، وباستمرار متكرِّر ومتواتر؟
* تم تكوين وجــاري تأسيس (23) حزبًا إسـلاميًا جديدًا بعد 25 يناير 2011؛ لأنهم يسعون للوصول إلى الكراسي باسم الدين، ويريدون هدم الإسلام باسم الإسلام، ويتحالفون سرًا مع أعداء الإسلام، وهم شر على الإسلام من أيٍ من أعدى أعدائه.
* أهمية وجود حزب مصري مسيحي الآن، وفي هذه الفترة تحديدًا، ليكون الصوت المسيحي سياسيًا واجتماعيًا.. لأنه لا يوجد بالدين المسيحي ما يُسمَّى بـ"المسيحية السياسية" على غرار الإســلام السياســـي.
* إنشاء وتأسيس أحزاب مسيحية تُهمــة يُشرف بالإنضمام إليها، لا العمل على نفيها ونكرانـها.
* من يرفض قانون الطـــوارىء هم الســادة البلطجـيـة بكافة أشــكالهم الإجرامية والسياسية والتخريبية والدينية، وهم الخاسرون من تفعيل مواد قانون الطوارىء وتطبيقه.
امتـلأت "مصر" بكثير من الأمراض السياسية والاجتماعية والسلوكية والدينية، وامتلأ وجه "مصر" (الذي كان مُشرقًا) بالكثير من البثور والدمامل القيحية الاقتصادية والانتاجية- المسكوت عنها عمدًا- التي أجهزت على جسد "مصر" المريض بفعل الإصرار والترصد من أبنائه المُباعين لأعداء "مصر"؛ لأن ولائهم للخلافة الإسلامية وليس لوطنهم الذي اكتنفهم ورباهم.. والذي أصبح بلا مقاومة، في انتظار المعونات العلاجية الخارجية لتنفيذ المُخطط الأكبر للإجهاز عليها من كل من هب ودَبّ، مثل: دويلة "قــطر" الأمريكية، والتي بها أهم بنية تحتية عسكرية أمريكية (قواعد) في عموم المنطقة، وفيها يوجد المقر الميداني للقيادة العسكرية المركزية للمنطقة الوسطى من العالم، و"قاعدة العديد الجوية"، و"قاعدة السيلية العسكرية"...، وأيضًا تمتلك الدويلة القطرية القناة الفضائية / الموسادية (الجزيرة)، التي كانت في مقدمة المحرضين ضد "مصر"– ومازالت- والصورة الغنية عن أي تعليق أهديها للسادة البلطجية المتظاهرين ضد السفارة الإسرائيلية في يوم الإجهاز على "مصر" في 9/9، ومثل المملكة الوهابية لـ"عبدالعزيز آل سعود"، والمُصَدِّرْ الأول للوهابية لـ"مصر"، بجلاليبها ودقونها وزبيبها، والتي بها العديد من القواعد العسكرية الأمريكية؛ كمدينة "الملك خالد" العسكرية، ومدينة "الملك عبد العزيز" العسكرية، ومدينة "الملك فيصل" العسكرية، ومدينة "أم الساهك" العسكرية لقوات الدفاع الجوي، ومدينة "أسد" العسكرية في الخرج، مركز قيادة قوات الدفاع الجوي ويقع بـ"الرياض"... الخ من الستة عشر الأخرى. ناهيك عن القواعد العسكرية الأخرى: الجوية، والبحرية، والبرية، والتسهيلات العسكرية في كل من دول "الإمارات" و"البحريــن" و"الكويت" و"الأردن" و"سلطنة عمان".. فكيف تهنأ "مصر" بدولتها القوية، وتتميّز عن بقية هؤلاء بأنه ليس بها قاعدة أجنبية عسكرية واحـدة؟
فاجتمع وأجمع العقل الغربي الأمريكي على التفكير في التدمير، مستخدمًا قـوات التكـفير، فاستحدث خطة "الربيع العربي"، التي – ويا سبحان الله- بعد أن كان كل العالم الإسلامي مُجمِعًا بلا استثناء على الكره العام لـ"أمريكا" والأمريكان الكفــار، أبناء القردة والخنازير؛ لعدائهم الشديد للإســلام والمسلمين، أصبح وبقدرة قادر كل العالم العربي- بدقونه وجلاليبه وزبيبه- يرفع أيديه وأنظاره إلى السماء، ويطلب المدد والغوث الأمريكي لتحريره من الطواغيث من حكامه الظالمين.. فهذا ما حدث بالجماهيرية التي كانت عُظمى.. وهب حلف الناتو الأمريكي/ الأوروبي (من أبناء الكفرة) ولبوا نداء أصحاب الدقون من المؤمنين، وساعدوهم على هدم العقيد وأذنابه، وحرروهم منه بأعلي فاتورة في تاريخ الكفاح وصلت إلى العشرات من المليــارات الدولارية، ستسدَّد من حساب النفط الليبي العالي الجودة.. و"ســـوريا" في الطريق ذاته، بعد أن تخلَّت عنها حليفتها الكـــبرى "تركيا"، ورئيس وزرائها الخليفة الإســلامي "الطيب رجب أردوغان"، ستليها "اليمن" لكي يتم تحريرها وتعود إلى سابق عهدها "المملكة اليمنية المتوكلية" أو "اليمن السعيد"، ثم "البحرين"، ثم "الأردن".. لتكتمل سلسلة بلاد "الربيع العربي"؛ انتقامـًا من أحداث "الخريف الغربي"، والذي لن تنساه "أمريكا" أبدًا ومعها كل البشرية، والذي حلَّت ذكراه العاشــرة منذ عدة أيام، وكانت أول بــلاد "الربيع العربي" الهامة هي "مصــر"، بعد أحداث ربيعية عربية أولية بـ"تونس" كانت على سبيل التجريب... والبقية معروفة لما حدث للقاصي والداني، حتى "داني شــمعون" في قبره؛ لأن الخطة كانت أمريكية/ إسرائيلية/ إخوانية...الخ.
وعلى هذا، جاءت "مصر" الأولـى في زيارة الخليفة الإسلامي "أردوغان" من بلدان "الربيع العربي"، حيث سيتبعها بزيارة البقية من بلدان الربيع: "تونس" و"ليبـــيا".. وفي انتظار إتمام إجراءات القضاء على حليفه السابق "بشــار الأســد" ليقوم بزيارة "ســوريا"!!.
جاء "أردوغان" يبحث في "القاهرة" عن دور جديد، يستعيد به أمجاد أسلافه العثمانيين، مثل السلطان "سليم الأول". وكان قد أُعِد لـ"أردوغان" قبل الزيارة عِدة مواقف بطولية مسرحية لتسبق صورته قبل وصوله لبلدان "الربيع العربي"، فقد طرد السفير الإسرائيلي في سبتمبر 2011 على ضوء ضرب "إسرائيل" للسفينة مرمرة في 31 مايو 2010، أي تم طرد السفير بعد 16 شهرًا!!.. ثم فجأة تبنى قضية عدم قانونية إحتلال "إسرائيل" لـ"فلسطين" بعد (63) عامًا.. وأيضًا بعد أن أعلن (3) مرات أنه سيزور قطاع "غزة" أثناء جولته هذه، ثم تراجع عن الزيارة..الخ.
الخلاصة، لتلك الأسباب أُستقبل كخليفة للمسلمين بحماس إخـواني منقطع النظير.. وعندما أعلن أثناء زيارته لـ"مصر" عن إيمانه بعلمانية "تركيا"- وليس مدنيتها فقط- وُدِّع من نـــفس المستقبلين.. وداع الخوارج.
وكالعادة.. ونظرًا لضيق المجال، سنستكمل بقية المقال عن بقية النقاط، وأهمية ووجوبية وضرورة وجود حزب يرفع شعار الدفـاع لنيل حقوق كافة الأقليات والمهمشين بـ"مصــر".. كحزب الحياة لـ"مايكل منير"، وحزب "الاستنارة" لـ"حنا منير"، وحزب "الشروق" لـ"جرجس منير"..الخ، على سبيل المثال؛ لأن الساحة القبطية المسيحية المصرية، المقدَّرة بخمسة عشرة مليون مصري، تتحمَّل ذلك وأكثر..
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :