الأقباط متحدون | أزمة شباب الثورة والخروج منها
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٥٩ | الأحد ١٨ سبتمبر ٢٠١١ | ٧ توت ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٢٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

أزمة شباب الثورة والخروج منها

بقلم: رامي حافظ | الأحد ١٨ سبتمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: رامي حافظ


وصف المشكلة
أعتقد أن شباب الثورة الآن يعانون من عدة أزمات، أهمها: فقدان العمق الإستراتيجي، بمعنى غياب التأثير المعنوي على الجماهير المؤمنة بهم، نتيجة عوامل عديدة. ويعلم شباب الثورة، وخاصةً النشطاء منهم، أن أهم سبب لتلك الأزمة هي الهجمة الإعلامية القذرة التي وُجِّهت ضدهم، فبدل الترحيب بهم في وسائل الإعلام، أصبح الظهور محل استهجان.. إن نصائح "وائل غنيم" لشباب الثورة في مسألة الظهور الإعلامي، هي واحدة من أشكال الإدراك بحجم الأزمة. فضرب العلاقة بين الشعب والثوار هو النجاح الحقيقي للثورة المضادة، وإذا وضعنا مقالات "عبد الرحمن يوسف" التي تتحدث عن العمق الاستراتيجي– التي كُتبت بعد الخلع مباشرة في "المصري اليوم"– بجانب نصائح "وائل غنيم" الـ 12، يتضح لنا إدراك شباب الثورة للخطة الجهنمية، وهي استخدام الإعلام في قطع جسر التواصل بين شباب الثورة- رأس الحربة- مع الشعب- العمق الإستراتيجي.

 

إن إعلام الفلول الذي نجح في إعادة نفسه بعد الثورة، وأصبح يحظى بمتابعة كبيرة، يشعرنا جميعًا بحجم الخطورة، بل ويكشف حجم الأموال التي تُنفق على الثورة المضادة.. ضف إلى ذلك أخطاء وسائل الإعلام المتعاطفة مع الثورة أو المؤيدة لها. وبتوسيع الصورة قليلًا، ستجد أن الفلول بدأت في تأسيس أحزاب حتى يتمكنوا من العمل السياسي الشرعي والمنظم، بالإضافة لإنضمام كوادر الحزب الوطني على قوائم أحزاب ما بعد الثورة، في ظل عدم ممانعتها لترشيحهم في الانتخابات القادمة. إذن، الأمر يحتاج للعمل بشكل مختلف. فلكل مرحلة أساليبها في التواصل مع العمق الإستراتيجي، فمرحلة الثورة لهدم النظام السابق كانت تحتاج لمليونيات، بينما مرحلة البناء لنظام جديد يحتاج للبناء التنظيمي المدعوم شعبيًا.

 

ما نعيشه الآن
إن الصورة الذهنية توحي بأنها جاءت في مصلحة المجلس العسكري، وتم تدعيمها بما يحدث في الدول العربية المجاورة: "ليبيا"، و"اليمن"، و"سوريا". بالإضافة لتحركات المجلس العسكري في صناعة البلبلة بإتهام هذا وذاك، مستغلًا إعلام الدولة والفلول لإبراز تلك الإتهامات، مما جعل شباب الثورة في خندق الدفاع. ضف إلى ذلك الشرعية التي يتمتع بها المجلس العسكري باعتباره هو الجيش، وهي تختلف تمامًا عن شرعية نظام "مبارك"، مما يستلزم تغيير الأسلوب والأهداف في التعامل معه.

 

نعلم جميعًا أن المجلس العسكري أجبر البلاد على مرحلة بناء عكس ما تريده القوى الثورية، ودون تحديد لجدول زمني، وهو القلق المزمن الذي نعاني منه جميعًا نتيجة لتاريخنا معه. كذلك تصرفات أعضائه غير المسئولة في بعض الأحيان.. إن المرحلة التي نعيشها هي واحدة من أهم مراحل الثورة، فالحزب الوطني- وبتشجيع من المجلس العسكري- صنع الآلاف من الكيانات التي تدَّعي انتمائها لميدان "التحرير"، مستغلًا إعلامه المضلِّل، فأصبح الوعي الشعبي أن شباب الثورة عبارة عن ظاهرة صوتية على عكس الحقيقة تمامًا!!.

 

بناء الإدراك
إن إعادة تقييم إدراك شباب الثورة لنفسه، وطريقة تأثيره على عمقه الإستراتيجي، هي البداية الصحيحة لمواجهة الخطط القذرة لعودة النظام السابق ونجاح الثورة المضادة. فهناك شباب نشطاء في أحزاب ما قبل الثورة، وبالتالي لديهم الخلفية والمقومات لتلك البداية، وخاصة أن الرغبة والقدرة على ذلك متوفرة. فقد خرج الشباب من كافة القواعد التنظيمية والفكرية في السابق وحقَّق ما عجزت عنه الأجيال السابقة. لذا، فعلى الكيانات الثورية البدء في الانخراط داخل أحزاب جادة تسعى للوصول للسلطة، وتشاركنا أو شاركتنا في صناعة حلمنا الذي صنعناه جميعًا على الـ"فيس بوك".

 

إن حالة الإدراك الذي صنعها إعلام الدولة والفلول هو الخطر الحقيقي، والأزمة التي تواجه شباب الثورة. فالتشويه المتعمد لـ"البرادعي" وحملات ترشيحه، وحركة "6 أبريل"، وغيرها من الحركات والشخصيات التي دعت وساندت ثورة يناير، بالإضافة إلى تحركات المجلس العسكري غير البريئة، تتطلب إعادة النظر في أسلوب العمل وأهدافه، حتى يتمكن شباب الثورة من الوصول للسلطة، لإصدار القرارات أو صياغتها أو المشاركة فيها. فالانتخابات القادمة سيتوفر لها العديد من مقومات النزاهة، وإن كانت هناك بوادر معروفة لذوي الخبرة الانتخابية بأن الانتخابات القادمة لن تكون نزيهة تمامًا.

 

الخروج من الأزمة
أعتقد أن البداية هي الضغط على المجلس العسكري للدخول في الانتخابات، فأي تغيير في الظرف الدولي من الممكن أن يستغله المجلس للبقاء، بما يعني أن تتحوَّل المرحلة الانتقالية إلى حكم عسكري دائم. وقد برزت خطابات وشخصيات في الإعلام للدعوة لذلك، على رأسهم الكاتب الكبير "حسنين هيكل"، فيما يعد خطيئة، والكاتب "محسن محمد"، وغيره من السياسيين الفلول. لكن- والحمد لله- الوعي الذي حقَّقته 18 يومًا من أيام الثورة أفشلت تلك الدعوات والرغبة الكامنة والمجنونة لتحقيقها. لذا، أقترح أن تكون الخطوات هي:


- الضغط على المجلس العسكري للإسراع بالانتخابات البرلمانية، وتشكيل حكومة تمثل إرادة الشارع المصري.
- البدء في طرح البرامج الانتخابية التي سيدخلون بها الانتخابات القادمة، وإحراج التحالفات والأحزاب القائمة لطرح برامجهم وتحديد رؤيتهم في شكل الدولة المصرية. وتتضمن البرنامج رؤية اجتماعية تمثل وجه الاستفادة للمواطن من تأييده لشباب الثورة في وصولهم للسلطة.
- إعداد الكوادر التي ستدخل الانتخابات القادمة، وعلى كافة المستويات، بدءًا من المحليات ثم البرلمانية. وهنا لابد من الإشارة إلى حزبي "العدل" و"المصري الديمقراطي الاجتماعي"، فالأمل كبير فيهم، فالحزبان يجمعان رموزًا وطنية وثورية حقيقية كانت معنا في ميدان "التحرير"، بغض النظر عن وجودهم في تحالفات انتخابية مختلفة.
- فضح أي تحالف أو حزب يكون على قائمته أي من رموز النظام السابق.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :