بقلم: جرجس وهيب

هناك فرق كبير بين شباب الثورة وائتلافاته المختلفة وجماعة الإخوان المسلمون المدعومة من كافة التيارات الدينية فى ممارسة العمل السياسى

فشباب الثورة صاحب الفضل الأول بعد الله فى نجاح الثورة فهما من أطلقوا الشرارة الأولى للثورة يوم 25 يناير دون مشاركة الإخوان ، وعدد كبير من الاحزاب وضحى عدد كبير منهم بحياتهم من اجل نجاح هذه الثورة .

فمنذ تنحى الرئيس وحتى الان اصبح يقضى شباب الثورة اغلب وقتهم فى التظاهر والاعتصام فى ميدان التحرير للمطالبة ايضا بمطالب غاية فى العدل سواء سرعة محاكمة رموز النظام السابق ومحاكمة كل من ساهم فى افساد الحياة السياسية والاقتصادية وقتل الثوار وان تطول المحاكمات كل من ساهم فى هذا الفساد من الصغار .

إلا أن كل هذه المطالب رغم مشروعيتها لا يجب ان تأخذ كل الوقت لانه سيتم الانتهاء منها فى يوم الايام ولكن سيكون قد فات الاوان واجريت الانتخابات التشريعية ورئاسة الجمهورية وما زال شباب الثورة فى ميدان التحرير.

عدد كبير من شباب الثورة يمارسون السياسة ببساطة وصدق ومحبة لمصر وليسوا لهم دراية بدهاليز ومكر وخبس السياسة .

ويفوتهم ان هناك جماعة غاية فى الدهاء والذكاء وهى جماعة الاخوان المسلمون التى استغلت هذه الثورة افضل استغلال منذ اللحظة الاولى فخلال وجود مبارك حصلت على الشرعية بعد اشتراكها فى جلسة الحوار الوطنى مع نائب الرئيس الاسبق اللواء عمر سليمان ثم قامت بتاسيس حزب الحرية والعدالة والذى يجوب المحافظات ليل نهار للحصول على دعم ومساندة المواطنين وشرح برنامج الحزب كما تحالفت الجماعة مع 28 حزبا سياسيا فيما يعرف بالتحالف الديمقراطى الذى يضم عدد كبير من الاحزاب والقوى الوطنية لو استمر التحالف حتى اجراء الانتخابات وفى غياب احزاب شباب الثورة سيحصل هذا التحالف للاسف على غالبية مقاعد مجلسى الشعب والشورى.

كما تحصل الجماعة يوميا على مكاسب سياسية حيث حصلت خلال الايام الماضية على اغلب مقاعد نوادى هيئة التدريس بمختلف الجامعات فحصلت فى جماعة بنى سويف على 14 مقعد من بين 15 مقعد كما اكتسحت انتخابات نقابة الصيادلة وحصلت على غالبية المقاعد على مستوى الجمهورية بما فيها نقيب الصيادلة كما حصلت على الغالبية العظمى من مقاعد نقابة المعلمين ونفس الوضوع سيتكرر فى انتخابات جميع النقابات المهنية والمجالس الشعبية التى تأتى على راس اولويات جماعة الاخوان.

جماعة الإخوان المسلمون تعمل جاهدة من أجل تحقيق هدفها التى تسعى من خلاله للوصول إلى الحكم منذ 75 عاما وتركز الان فى العمل السياسى والملاحظ ان الجماعة امتنعت عن المشاركة فى عدد كبير من المظاهرات والاعتصامات لان لديها الان ما هو اهم وهو الوصول للحكم جماعة الاخوان تلعب سياسية بخبرة ونظام وذكاء وحنكة ووعى وخبس ومكر مدعومة بعدد كبير من كبار السياسين المهرة

ففى الوقت الذى حصدت جماعة الاخوان كل هذه المكاسب.

ما هى المكاسب التى حصدها شباب الثورة منذ تنحى الرئيس مبارك؟!! ولواستمرت سياسة شباب الثورة على هذه المنوال سوف ينتهى دور شباب الثورة مع انتهاء انتخابات مجلسى الشعب والشورى ورئاسة الجمهورية وسوف يكونون مجرد ذكرى فالمفترض ان تتحرك ائتلافات شباب الثورة والاحزاب اللبيرالية بغاية السرعة وتتحد مع بعضها لتشكيل تحالف قوي يخوض الانتخابات القادمة فما زالت الفرصة قائمة حتى الان وعلى شباب الثورة والاحزاب اللبيرالية استغلالها باقصى سرعة حتى لا يكونوا مجرد ذكرى فلا يجب ان يضيع شباب الثورة وقت كبير فى النظر للخلف بل يجب الآن وفورا النظر للأمام

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :