الكاتب
- غريب سليمان مدير مؤسسة حقوقى لذوى الإعاقة: الدولة تجرم التمييز على الجميع وتبيحه بسبب الإعاقة
- 48% من قراء الأهرام يرون أن القوات المسلحة مسئولة بشكل أساسي عن أحداث ماسبيرو
- "المصرية للنهوض بأوضاع الطفولة" تنتقد العدالة البطيئة في قضية اغتصاب وقتل طفلة
- المسئولون محتارون: ننفي ولا نشجب..؟!!
- "كمال زاخر": الأديان جاءت لتنظم الزواج في إطار إنساني راقي لكنه سابق عن نشأتها
جديد الموقع
منارات الكنائس بين التفاوض والتنازل...!!!
* القس "إسطفانوس شحاتة": نحن في فترة تحتاج منا جميعًا أن نتحلى بالحكمة.
* "ثابت كامل"- أحد أهالي قرية "المريناب" بـ"أسوان": الاهتمام بالفخامة الزائدة في المباني أمر غير مقبول حاليًا.
* "فريد زهران"- مدير مركز المحروسة للنشر-: الاعتراض على بناء منارات الكنائس لا معنى له.
* مجموعة "مصريون ضد التمييز الديني": يوجد متشددون متأثرون بأفكار تحريضية يبثها مفكرون يدَّعون كذبًا حرصهم على هوية "مصر" الإسلامية..
تحقيق: مادلين نادر
شهدت الشهور الأخيرة عدة أحداث عنف طائفي ضد الأقباط والكنائس بشكل واضح، وكان اللافت للانتباه اندلاع بعض هذه الأحداث لسبب رئيسي هو مطالبة البعض بعدم بناء الكنائس للمنارات أو عدم وضع صلبان أو أجراس عليها.. تكرَّر هذا الأمر في كنيسة "مار يوحنا" بقرية "القمادير" بـ"سمالوط" بـ"المنيا" في شهر أبريل الماضي، وبالفعل تم بناء الكنيسة في مكان آخر ولم تُبنى منارة بها. وعاد الأمر إلى الظهور مرة أخرى بشكل أكثر تشدُّدًا في قرية "المريناب" بـ"إدفو" بمحافظة "أسوان"، حيث تجمهر بعض مسلمي القرية أمام الكنيسة، مطالبين أيضًا بعدم إقامة "منارة" أو "جرس" أو "صلبان" على المبنى الجديد الذي يتم بنائه بتصاريح رسمية، وبقرار من المحافظ في يونيو 2010، لتهالك مبنى الكنيسة القديم. وبعد مفاوضات وجلسات طويلة للمناقشة حول المشكلة، اشترط كبار العائلات بالقرية ألا يتم تركيب "صلبان" على القبة، أو أجراس، أو ميكروفونات خارجية!!!.. فهل بناء منارات الكنائس، ووجود أجراس بها، أصبح أمرًا محل جدل وصراع، ويتسبَّب في إحداث عنف طائفي؟ وهل حينما تتغاضى بعض الكنائس الجديدة عن ذلك، يعد هذا تنازلًا من جانبها؟
تساؤلات عديدة طرحناها على بعض ممن تعرضوا لأحداث العنف الطائفي من هذا النوع، سواء في "أسوان" أو "المنيا"، وكذلك آراء لحقوقيين حول هذا الموضوع، رصدناها في هذا التحقيق..
التحلي بالحكمة
بدايةً، قال القس "اسطفانوس شحاتة"– كاهن بمطرانية "سمالوط": "اهتمامنا في الوقت الحالي ببناء الكنيسة لتكون معدة للصلاة، وإقامة القداسات والشعائر الدينية، أكثر من اهتمامنا بوجود منارة أو أجراس للكنيسة، رغم أننا نفخر بوجود منارة للكنيسة، وصليب، وأجراس". مشيرًا إلى أنهم في حالة وجود ضمانة في الوقت الحالي لإقامة مبنى للكنيسة بتراخيص وأوراق رسمية، يمكنهم أن يتغاضوا- في هذه المرحلة- عن وجود المنارة ووضع الصليب والجرس، لافتًا إلى أنهم سيهتمون في هذه الحالة بأبنائهم وبخدمتهم في المقام الأول بوجود مبنى يخدمهم وتُقام فيه الصلوات والشعائر الدينية بكافة طقوسها. وأضاف: "التغاضي عن بناء منارة للكنيسة في الوقت الحالي يُعد أفضل الحلول المتاحة لإقامة مبنى نصلي فيه، خاصةً ونحن في فترة تحتاج منا جميعًا أن نتحلى بالحكمة".
أفضل الحلول المتاحة
واتفق معه في الرأي "ثابت كامل"- أحد أهالي قرية "المريناب" بـ"أسوان"، مؤكِّدًا أن عدم وضع منارة على كنيستهم بـ"أسوان" يُعد أفضل الحلول المتاحة في الوقت الحالي، نظرًا للأحداث التي تعيشها البلد، والانفلات الأمني الواضح. موضحًا أنهم من المفترض أن يتأقلموا مع ظروف البيئة الموجودة حولهم، أما الاهتمام بالفخامة الزائدة في المباني فهو أمر غير مقبول حاليًا، فالله هو أهم شىء بالنسبة لهم، وبالتالي يجب أن يتجهوا لبناء النفوس والاهتمام بها أولًا قبل الاهتمام بالمباني.
وأشار "كامل" إلى أن المتشددين الذين أحاطوا بكنيسة الشهيد "مار جرجس" بـ"أسوان"، قالوا في البداية إنهم لا يريدون وجود صليب على الكنيسة، ثم إحتجوا على وجود جرس، وأخيرًا على الميكروفون..!! وبعد جلسات طويلة تنازل المسيحيون عنها على مضض. ولكن أحد المشايخ الذين حضروا هذه الجلسات قال أيضًا أنه يريد إزالة قباب الكنيسة، ورغم انتهاء الجلسة بعدم الإتفاق على إزالتها، ظلت هذه الفكرة داخل قلوبهم، فأتوا في اليوم التالي أمام الكنيسة بعصي وشوم واستخدموا العنف. وقال: الآن يفرضون شرطين جدد: إزالة قباب الكنيسة، وإعادة تسميتها، بكتابة لافتة جديدة باسم "مضيفة لإقامة الشعائر الدينية"، بدلًا من اللافتة المكتوب عليها "كنيسة الشهيد مار جرجس"..!!!
لا يوجد توجه عام ضد منارات الكنائس
واختلف معهم في الرأي "فريد زهران"- مدير مركز "المحروسة للنشر"، وعضو الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي- حيث رأى أن الاعتراض على بناء منارات الكنائس يُعد أمرًا لا معنى له، فلا يوجد ما يفيد بأن عدم بناء منارات للكنائس أمرًا مطلوبًا. مشيرًا إلى أنه في "سويسرا" عندما كان هناك توجهًا لعدم وجود مآذن، كان الأمر محسومًا من قبل الرأي العام من خلال استفتاء، بغض النظر عن موافقتهم أو معارضتهم على ذلك، لكن كان هناك إجماعًا شعبيًا موثقًا عليه. أما في "مصر" فلا يوجد أي توجُّه حقيقي من قبل الرأي العام ضد منارات الكنائس، على حد قوله.
وأضاف: "بالتأكيد هذا الأمر به تعسف شديد، ولا يوجد ما يؤكده. فحينما يقول أحدهم: "الناس عايزه كده"، كيف علم أن هذه هي إرادة الناس ورغبتهم دون وجود استفتاء أو أي دليل واضح على ذلك؟؟".
أعمال إجرامية
وفي ذات السياق، أصدرت مجموعة "مصريون ضد التمييز الدينى" بيانًا أدان بشدة استخدام القوة من قبل المتشددين في "أسوان" لإزالة قباب كنيسة "مار جرجس" بقرية "المريناب"، رغم أن الأجراس والصلبان متضمنة في الرسومات الهندسية لمبنى الكنيسة، التي وافقت عليها الجهات المختصة، ومنحتها التصاريح اللازمة بالإحلال والتجديد. واصفةً هذه الأعمال بأنها "إجرام".
وأكّدت المجموعة، أن هؤلاء المتشددون متأثرون بكتابات وأفكار ودعايات تحريضية يبثها مفكرون وكتاب يدَّعون كذبًا حرصهم على هوية "مصر" الإسلامية، ويحرِّضون البسطاء على عدم السماح بارتفاع القباب والمنارات والصلبان فوق الكنائس، بحجة الحفاظ على الطابع الإسلامي لـ"مصر"..
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :