د.عمار على حسن : ما يحدث الآن هو خطة لشيطنة الثورة، فاجهاض الثورة منظم وليس عفويًا
كتب: عماد توماس
قدم الدكتور "عمار علي حسن"، تحليلا اجتماعيا للمجتمع المصرى بداية من تنامى النزعة الفردية، تقييد الجمعيات والنقابات بالقانون رقم 100، انهيار القوة الناعمة للمجتمع المصرى من تطرف وتزمت دينى على الجانبين، وامية ثقافية، ومن الأمراض الاجتماعية انتشار العنوسة وارتفاع سن الزواج للشباب، وسط كل هذا قامت الثورة، فالثورات كالبراكين تهيج وتلفظ همهما ثم ما تلبث ان تهدأ حتى تتحول الحمم الى تربة خصبة تستطيع ان نزرع فيها رياحين.
كل الثورات فى تاريخ الانسانية كان هناك ادراك لضرورة القضاء على النظام القديم ليس فقط فى القضاء على رموزة لكن على سلوكياي.
وأصاف المحلل السياسى الاجتماعى خلال ندوة " تحليل المجتمع المصري بعد ثورة 25 يناير
" مساء الأربعاء خلال مؤتمر "الحوالر الدينى والمجتمع المدنى الحديث"، أن اجهاض الثورة يتم عن طريق بناء جدار مادى عازل بين الطليعة والقاعدة الشعبية، وهو ما يحدث الان من اكراه الناس للثورة وهو شئ منظم وليس عفويا وهو الخنجر المسموم لطعن الثورة. فما يحدث الآن هو خطة لشيطنة الثورة-بحسب تعبيره
عملية انتاج النظام القديم
وأضاف "على "، بعد الثورة –بعد الموجة الأولى للثورة- أصبح الوضع المصرى تقابلة تحديات فى بناء الأقتصاد، فالثورة المصرية لا تزال مستمرة ويمكن ان نشهد فصولا جديدة لها غيرت بعض السمات الاجتماعية والنفسية للمصريين او اعادت بفضل الظلم الاجتماعة والفساد
علاوة على عودة الثقة الى المصريين جميعا، فأصبحنا اكثر ايمانا بالعمل الجماعى ، مشيرًا إلى أن التيار الرئيسى فى مصر الذى مازال متسامحًا أقوى من كل التيارات
وقالت الكاتب الصحفية "فاطمة ناعوت"، ان قوتنا كمصريين تكمن فى تعدادنا والاصرار على استكمال الثورة، فلو كانت الثورة لها رأس لربما الحاكم استطاع ان يقتطع هذه الرأس او التفاوض معها، فميزة هذه الثورة انها كانت بلا قائد او طليعه، مطالبة المجلس العسكرى ألا يرضى طرفا على حساب اخر بل يحقق القانون، فمن فرض العين على المثقفين ان يقوموا بحملات توعية للمجتمع المصرى.
من جانبه، قال الدكتور "اكرام لمعى"، مستشار رئيس مجلس الحوار والمتحدث الاعلامى للكنيسة الانجيلية بمصر، أن الفلاسفة اتفقوا على ان الثورة الفرنسية كان بها ثلاثة أنظمة
الأول نظام ديكتاتورى يقوم على خوف الشعب من الديكتاتور، والنظام الملكى الذى يقوم على اجلال الشعب للملك، والنظام الديمقراطى يقوم على وعى الجماهير.
موضحًا النظام الديكتاتورى كان مطبق فى مصر فى عهد مبارك، فالنظام الديكتاتورى يسيطر على الجماهير بنظام امنى، من انظمة امن متعددة مثل : امن الدولة والمباحث والمخابرات العسكرية والبوليس العادى والامن المركزى.
واشار "لمعى"، إلى أن النظام الديكتاتورى يترك للناس بعض الحرية، مثل كسر إشارة القوانين ومخالفة القانون والسماح بالرشوة، والسماح للوزراء والمديرين فى تكوين عائلاتهم داخل العمل واصحاب الثقة وليس اصحاب الخبرة، والتركيز على الفضائح مثل قضية طلعت مصطفى.
لكن عندما يسقط الخوف يسقط النظام، ففقد رئيس الجمهورية مصداقيته عند بداية التفكير فى التوريث، بالاضافة إلى أن القهر الامنى كان أحد أسباب قيام الثورة فى وفاة الشاب"خالد سعيد"
وتركيز السلطات فى ايدى رئيس الجمهورية، وتزوير انتخابات مجلس الشعب الاخيرة
والاهم مجموعة من الشباب التى استخدمت الانترنت رغم التسطيح والتعصب والفتنة الطائفية فتثقف الشباب من الانترنت بعقد حوارات مع أصدقاء لهم فى دول اخرى وتعرفو على الديمقراطية.
ونبر "لمعى"، على أن أسباب السقوط السريع لمبارك هو البطء الشديد فى اتخاذ القرار، فكان أقسى ما يتمناه البعض هو إقالة حبيب العادلى ، كما كان لديهم حالة ابداع جماعى، وظهرت فكرة ابداعية بالاعتصام فى الميدان
المرحلة الانتقالية
وقال "لمعى"، أن المجلس العسكرى حاول ان يرضى جميع الاطراف فلم يرضى اى طرف
أن كنيسة تهدم تبنى على حساب المجلس العسكرى رغم انهم معروفون بالاسم فلم يتم القبض على من هدم كنيسة اطفيح وحرق كنيسة امبابة، وانقسم المثقفين إلى قسمين الأول قال ان المجلس العسكرى يقصد ان يفعل ذلك حتى يطلب الناس الحكم العسكرى من أجل الامن، ووالثانى يقول ان المجلس العسكرى بعيد تمامًا خلال 30 عام عن العمل السياسى حياتهم اكثر قربا من المدنيين والرخاوة فهذه المجموعة لا تفهم العمل السياسى خصوصا اننا نعلم ان العسكرين غير مثقفين بسبب طبيعة عملهم
سيناريوهات للمستقبل
توقع "لمعى"، ثلاثة سيناريوهات مستقبلية : الأول " ان ياخذ الاخوان الاغلبية فى البرلمان، الثانى : عدد كبير من الاحزاب الجديدة وائتلافات الشباب يأخذ عدد من المقاعد وتصبح الحكومة ائتلافية. والثالث ان يحكم البلاد قائد عسكرى اعتزل العمل العسكرى منذ فترة ويكون لديه علم بطبيعة المجلس العسكرى
وفى مداخلة للدكتورة البهائية "باسمة موسى"، قالت انها كانت تتمنى ان يكون الحوار مع كل اطياف المجتمع المصرى فالغالبية العظمى من المصريين مسيحيين ومسليمن لكن هناك أديان اخرى.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :