الأقباط متحدون | فنجان قهوة مع العرضحالجي.. البيضة أم الكتكوت الأول..؟؟!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٢:٢٩ | الجمعة ٢٣ سبتمبر ٢٠١١ | ١٢ توت ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٢٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

فنجان قهوة مع العرضحالجي.. البيضة أم الكتكوت الأول..؟؟!!

الجمعة ٢٣ سبتمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم: نبيل المقدس
تمتعت كثيرًا بمقال الدكتور "ميشيل فهمي"، والمنشور في موقع "الأقباط المتحدون" تحت عنوان "الضحك علي الدقون.. بالدقون". وما جذبني أكثر هو ما عبَّر عنه في بداية المقال، والذي تركَّز في "ضرورة وأهمية وحتمية ووجوبية وجود حزب سياسي مسـيحي".

منذ فترة "أنا عن نفسي" كنت ضد تكوين أو قيام حزب مسيحي سياسي، ليس عن اقتناع داخلي، بل نتيجة أن ثورة 25 يناير أطلت علينا بمفهوم أنها ثورة بعيدة كل البعد عن النعرة الدينية، وأن من أول مبادئها هو القيام بدولة مدنية بحتة.. لكن بعدما بدأت قُوى أخرى تسحب البساط تدريجيًا من أقدام أصحاب الثورة الحقيقيين، وتحاول تحجيب الثورة المدنية إلي دينية، أصبحت على وشك تغيير رأيي والموافقة على قيام أحزاب مسيحية بحتة.

لكن عندما فكَّرت في تغيير رأيي، وهذا من حقي في مجال السياسة، والتي يجب أن أغيِّر في أسلوبها وليس في الأهداف، وذلك طبقًا لمجريات الأمور المستحدثة.. أخذت أتلفت يمينًا وشمالًا أين الشخصية المسيحية (الكيان المسيحي) التي بها وعليها تقوم الأحزاب المسيحية؟.. كذلك بدأت أبحث عن الحماية السياسية التي تصبح بمثابة العمق الإستراتيجي الذي يحتمي فيه أي حزب مسيحي... أنا ضد تسمية هذا الكيان بالمرجعية؛ لأن المسيحية هي أسلوب حياة مع الله ومع النفس ومع الآخرين، وهي تضم جميع نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.. إلخ. لكن سألت نفسي.. وأرجو من سيادتكم أن تساعدني في إيجاد الإجابة الصحيحة عليه: هل نحن كمسيحيين موجودون على الطريق الصحيح أو اللاطريق..؟

عرّف أحدهم الفلسفة مازحـًــا بقوله: "إن الفلسفة مثل الأعمى يبحث في غرفة مُظلمة عن قطة سوداء لا أثر لها"!.. هل نحن المسيحيين نقوم بمثل هذا الأعمى عندما نحاول إيجاد الطريق الصحيح في عالم السياسة؟ أم نحن نحاول أن نفرض على الحقيقة طريقًا ما بحيث يبدو لنـا أنه الطريق الحقيقي؟؟.. ولنا في ذلك مثالًا واضحًا هو أننا فرضنا على أنفسنا الاندماج في أحزاب تجمع بين مسلمين معتدلين.. وتوهمنا أن رؤوسنا سوف تتساوى مع الآخرين في مثل هذه الأحزاب.. لكن حتى الآن لم نجد شخصية واحدة برزت من وسط هذا الزخم من السياسيين الموجودين في هذا الكم الهائل من الأحزاب الجديدة الليبرالية، كما لم نرَ أو نسمع أن هذه الأحزاب والمُطعمة ببعض المسيحيين قد أصدرت تصريحًا علنيًا تشجب فيه أعمال العنف التي تتم على مسيحيي "مصر" من شمالها إلي جنويها، مثل: الاضطهادات، وحرق الكنائس، ومنع رفع رمز الكنيسة (الصليب) على أعلاها.. وغيره الكثير والكثير.

السير في عالم السياسة إما في "طريق" أو "لاطريق". ففي علم الكيمياء مثال حي لكي نتفهم ما أقصده من "الطريق" و"اللاطريق".. فالرمز H2.Oهو رمز تكوين ذرة المياه، أي أن مكونات هذا الرمز يعطي ماءًا.. وربما تتعمد أن لا تقر بهذه الصيغة وتحاول جاهدًا أن تجد صيغة أخرى تُعطي لك مياه، لكنك أكيد ستفشل؛ لأن الحقيقة تقول أن جزئين من الهيدروجين وجزء من الأكسجين هو "الطريق الوحيد" لكي يعطي لك "ماء".. وكل ما عدا ذلك هو "اللاطريق"، وبناء عليه سوف لا تتحصل على مياه.

هكذا نحن نفعل.. فالأحزاب عامةً منبثقة من كيانات حقيقية، لها دور وكلمة مؤثرة في المجتمع.. ومهما حاولنا أن نقيم حزبًا من غير كيان فسوف نخسر.. لأن من مقومات الحزب هو أن يكون منبثقًا من كيان حقيقي.. فوجود الكيان أولًا هو "الطريق الوحيد" لكي يُعطي لنا حزبًا، بل حزبين وأكثر .. وكل ما عدا ذلك هو "اللاطريق".. أي أننا نسير في غرفة مظلمة كالعميان لكي نبحث عن قطة سوداء هي أصلًا ليست موجودة!!.

أحببت أن أبسِّط فكرتي التي تكلمت عنها سابقًا.. وهي وجوب وجود كيان مسيحي قوي أولًا.. يكتسب الخبرة في أعمال السياسية، والتي تضم النواحي الأخري، مثل: الاقتصاد، والنواحي الاجتماعية، وغيرها.. نحن افتقدنا الشخصية المسيحية طوال الستين عامًا الماضية.. وبصراحة، من بعد ثورة 23 يوليو.. حيث تم فيها الإقصاء السياسي لكثير من العائلات المسيحية التي كان لها نشاط فعَّال في الأمور الحياتية بـ"مصر"؛ إرضاءً لجماعة الإخوان في وقتها، التي كانت تُعتبر اللقمة في الزور بالنسبة لرجال الثورة في حينها.

يلزمنا أولًا بناء صرح مسيحي كبير يضم جميع الطوائف، ويعمل بعيدًا عن الكنائس، بل يصبح كيانًا علمانيًا مسيحيًا؛ لكي يكون سندًا لأي حزب في المستقبل. الكيان المسيحي هو أمل كل مسيحي في "مصر".. نحن الآن بدون كيان أو شخصية.. غير فعالين.. غير مؤثرين.. نحن مازلنا تابعين.. مطالبنا تخرج عن طريق سماسرة من الأصدقاء المسلمين.. مطالبنا لم تصل إلي صاحب القرار مباشرة.. مطالبنا مازالت مُدرجة في آواخر الأجندات.

نحن نتوق أن يكون لنا كيان مسيحي أولًا.. فهناك كيانات كثيرة موجودة على أرض "مصر"، لها كلمتها وتأثيرها في تحويل مجرى الأمور.. فلماذا لا نمتلك كيانًا مثل هذه الكيانات الأخرى؟؟.. نريد شبابًا من الجنسين يقود جموع الشعب المسيحي.. وأن يكون لنا قيادات مسيحية علمانية أو مدنية تتبنى متطلبات المسيحيين، إما من خلال أحزابهم التي ينتمون إليها أو عن طريق وجود شخصيات لها قيمة وفاعلية على الساحة الاقتصادية أو الاجتماعية أو المراكز العليا.. بل أطمع أكثر من هذا أن هؤلاء الشباب يشتركون مشاركة حقيقية في صناعة القرار المصري. نحن نريد ميليشيات تحمل غصن الزيتون في يد، وتحمل في اليد الأخرى أفكارًا تشارك بها في نهضة "مصر". هذا لا يعني أننا نسعى إلي التفرقة.. بل بالعكس، نحن نحاول جاهدين- وبصوت عال مسموع- أن نشارك إخوتنا في حل المشاكل العامة لـ"مصر"، وأن نقف صفًا واحدًا أمام جميع القوى التي تريد أن تأتي بـ"مصر" إلى العهود السالفة.

هذا الكيان المسيحي سوف يحمينا كثيرًا من تعاملات الإسلاميين السلفيين في حالة سقوط "مصر" بين أيديهم، وتصبح "مصر" بمن فيهم تحت سيطرتهم.. هذا الكيان سوف يكون أقوى من أي كيان ليبرالي موجود في شكل حزب؛ لأنه الوحيد الذي يستطيع أن يقف ضد هذه القوى الرجعية في أي قانون خارج من شريعتهم يعمل على كتم الحريات، أو يؤول إلى نزع الشخصية المصرية المدنية وتحويلها إلي شخصية دينية بحته. لأن في هذه الحالة سوف يهب هذا الكيان لكي يدافع عن عقيدته، ويمنع أية قوة أخرى خارجة عن المسار المدني، تريد أن تجبر أبناء هذا الكيان على تنفيذ ما يخالف عقيدتنا أو حريتنا. وهذا لا يستطيع القيام به حزب مسيحي؛ لأنه مرتبط بقوانين أحزاب، وبمبدأ الرضوخ بالواقع.

وجودنا على الطريق الصحيح هو إقامة الكيان المسيحي أولًا، ثم تأتي الأحزاب المسيحية من أرضية راسخة قوية ذات خبرة في جميع نواحي الحياة.

شكرًا أخي الفاضل الدكتور "ميشيل" على قهوتك المُحوّجة.. وربنا يديمها عن قريب على جميع الشعب المصري بشربات.. لكن عندما ندرك أولًا:

أيهما الأول: الكيان المسيحي؟ أم الحزب المسيحي؟.. ولا نجعل كلامنا بالبلدي: "البيضة ولا الكتكوت الأول"..؟؟!!
مع عظيم تحياتي..!

ملحوظة : لعلم الدكتور ميشيل فهمي .. عندما نزلت من منزلكم , قابلني القهوجي اللي تحت المنزل وقال لي : حساب فنجانين القهوة يا بيــــــــه ...!!!!!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :