أقباط مصر رداً على بطريرك لبنان: الثورات تحمل الخير للمسيحيين
رفض أقباط مصر التصريحات التي صدرت مؤخراً من قبل البطريرك بشارة الراعي في لبنان والذي انتقد خلالها الثورات العربية، مطالباً بمساندة النظام السوري ضد الإحتجاجات المشتعلة ضده منذ منتصف مارس الماضي.
وإزاء تلك التصريحات الخطرة، توالت ردود الأفعال العالمية والعربية والإسلامية بانتقادات واسعة للبطريرك، ورفضت قيادات الكنيسة فى مصر اعتبار ثورة 25 يناير سبباً في ضياع حقوق الأقباط، بل أكدوا أن الثورة أعادت الكرامة والعزة للمصريين جميعًا.
يقول الأنبا أنطونيوس عزيز مطران الجيزة إن الكنيسة في مصر تؤيد الثورات العربية من أجل وجود وطن عربي يعيش على الحرية الحقيقية، ولكن نحن نطالب بقيام شعوب كل دولة في تحديد مصيرها وبالتأكيد سوف يعمّ الخير على الجميع في كل البلدان بمن فيهم المسيحيون.
وأكد الأنبا أنطونيوس أن الأقباط في مصر شاركوا منذ اليوم الأول في ثورة 25 فرغم تجنب الكنيسة على المستوى الرسمي الدخول في السياسة، إلا أنها تطلق يد الحرية للأقباط في المشاركة السياسية وتنظيم الوقفات الاحتجاجية والمليونيات كما حدث إبان الثورة.
نافيا أن تكون ثورة 25 يناير سببا في إلحاق أضرار بالأقباط "بل العكس فنحن مثل جميع فئات المجتمع المصري كانت الثورة وجه الخير علينا بالتخلص من نظام مبارك الذي تسبب في إهدار حقوق الأقباط وتدبير المكائد لنا".
غير أن أنطونيوس يرفض التعليق على تصريحات البطريرك الراعي، وقال إن الكنيسة تتجنب الدخول في السياسة وتفضل أن ينصب اهتمامها بالشأن الديني فقط، ولذلك نحن لن نعلق على تصريحات سياسية أطلقها البطريرك بشارة الراعي، وخاصة أننا لم نطلع عليها كما أنها لا تخص مصر. وأضاف: كما تطالب الكنيسة في مصر عدم التدخل في الشأن الداخلي، فنحن نرفض أيضا التعليق على تصريحات البطريرك في لبنان لأنها شأن داخلي.
ويتعجب جمال أسعد المفكر القبطي من تصريحات الراعي، متسائلاً: لماذا البكاء على النظام السوري ومهاجمة الثوار؟ وقال أسعد إن أي إنسان عاقل سيؤيد تحرر الشعوب من أنظمتها الفاسدة والتي قضت على الجميع دون تميز بين مسلمين و مسيحيين، وما يحدث في سوريا لا يرضي أحداً ومن غير المعقول مساندة نظام يرتكب كل هذه المجازر ضد شعبه.
وأضاف أسعد أن ثورة 25 يناير حررت الشعب والأقليات ومن بينهم الأقباط بعد أن قام النظام السابق بإلغاء الآخر وتهميشهم والتفرقة بين المواطنين فمن منا كان راضيا عن نظام مبارك حتى يذكر محاسنه ويبكي على رحيله.
لافتاً إلى أن الثورة لم تحقق الأهداف التي قامت من أجلها حتى الآن وهو بناء نظام ديمقراطي حقيقي يهتم بكل شيء وينهي الفتنة الطائفية والتمييز ضد الأقليات وليس المقصود هنا الأقباط فقط، ولكن هناك أقليات متمثلة في أهل النوبة وسيناء. مطالبا شباب الثورة بالتمسك بالثورة بحيث لا تكون الصراعات السياسية سببا لتجهيز نعش ثورة 25 يناير العظيمة.
ويقول القمص صليب متى ساويرس وكيل المجلس الملي إن أقباط مصر شاركوا في ثورة 25 يناير، وأضاف: نحن الأكثر استفادة بزوال نظام مبارك بسبب ما عانينا منه ويكفي تدبير حادث القديسين في الأسكندرية، مؤكدا أن الأنظمة الفاسدة لابد من القضاء عليها لأنها لم تكن في يوم من الأيام تعمل لصالح شعوبها ومن حق الشعوب تحديد مصيرها باختيار الأنظمة التي ترعى شؤونهم ومصالحهم.
وأكد متى أن تصريحات البطريرك لا يوافق عليها أحد في العالم وتحديدا الشعوب العربية التي عانت طيلة السنوات الماضية من أنظمة فاسدة دمرت البلدان العربية وكانت سببا مباشرا في التراجع في كل شيء على مختلف المستويات الاقتصادية والثقافية والعلمية.
ووفقا لحديث جمال زاخر المفكر القبطي ان هناك أناس كانت لهم مصلحة في وجود الأنظمة الفاسدة البائدة، بدليل وجود أصوات تنادى بعدم محاكمة نظام مبارك وهذه الشخصيات موجودة في جميع الدول. مشيرا إلى أنه ليس الأقباط فقط الذين باركوا الثورة في مصر بل الجميع والأمر نفسه فنحن نرفض ما يحدث من مجازر من قبل نظام بشار ضد شعبه الأعزل والشيء نفسه في اليمن. مشيراً إلى أن تصريحات البطريرك اللبناني تعبر عن رأيه الخاص ولا يجب تعميمها، داعياً إلى مراجعة البطريرك تصريحاته مرة أخرى.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :