الأقباط متحدون | الفترة الانتقالية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٠:١١ | الأحد ٢٥ سبتمبر ٢٠١١ | ١٤ توت ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٢٧ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار
طباعة الصفحة
فهرس لسعات
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
٢ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

الفترة الانتقالية

الأحد ٢٥ سبتمبر ٢٠١١ - ٣٢: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك عازر
اليوم يكون قد مرَّ حوالي ثلاثة أسابيع على زواجي، وهي فترة كافية على ما أظن للانتقال من حالة العزوبية إلى حالة الثنائية، أي أن تكون لازلت تشعر بأنك أعزب ولكنك صرت تعيش مع طرف آخر، فحتى بطاقتي الشخصية بطاقة شخصية وليست عائلية، وطريقة تعاملي في الحياة طريقة لذيذة متحرِّرة، وحضرتك لا تتعجب من هذا، فكلما سألني صديق لي ما أخبار الزواج؟ أقول له: لا تسألني الآن، فانتظر إلى أن تروح السكرة وتأتي الفكرة ونكتشف الحياة. فلازلت مسروقًا من السكينة، وأشعر وكأنني في فترة انتقالية..

تمام كتلك التي تعيشها "مصر"، تنتقل من حكم كانت تعرف فساده وظلمه وعيوبه لحكم مجهول الهوية، يتكهَّن الكثيرون بأنه سيكون "ديني مستبد إقصائي"، وحكمهم هذا أتى من خبرتهم السابقة، مثلهم في ذلك مثل باقي المتزوجين الذين نصحوني قبل الزواج بالتروي، وضحكوا عليَّ بعد الزواج وقالوا إن "المغفلون زادوا واحد"، وما إلى ذلك مما يقوله المتزوجون أصحاب الخبرات السيئة لحديثي الزواج، ولا أعرف إن كانوا صادقين أم لا، لكنني أعرف أنني منضم لأولئك الذين يتوقعون ذلك الحكم سيئ السجايا لـ"مصر"، ذلك الحكم الإقصائي المستبد المتكئ على عصا الدين، ويرفعها في وجه من لا يطيعهم.

وحضرتك، نحن لازلنا نتحدث بخصوص الفترة الانتقالية التي أمر بها أو التي تمر بها "مصر"، وأنا و"مصر" متفقين في مرورنا بفترة انتقالية، كلانا لا يعرف إلى أين يذهب؟.. كلانا يتمنى الأفضل لنفسه، ولمن معه من شعب أو زوجة، ومتفائل بالقادم.. كلانا يتوقع الآخرون له مستقبلًا حياتيًا غير ظريف، وطبعًا وكلانا علينا أن نعمل لإحباط أولئك المتشائمين لأكون أنا زوجًا سعيدًا، وتكون هي وطنًا حرًا ديمقراطيًا، غير مستعبد لأحد أبنائه، حتى لا تكن هي كمن استجار بالنار من الرمضاء..

لا طبعًا، أنا مش بساوي الرؤوس بيني وبين "مصر"، ما عاذ الله، لكن الفكرة كلها أن تلك الفترة الانتقالية التي نمر بها تغريني أن أجري مقارنة، لكن هناك فرقان جوهريان بيني وبينها: أولهما أنني لم أكن قبل الزواج أعيش تحت حكم طاغية ظالم مستبد فاسد، بل كنت أعيش في كنف أسرة أكن لها كل حب، كنت أعيش بين جدران بيت أنعم الله عليه بالمحبة والاستقرار، أما "مصر" فلم ترَ شيئًا من هذا مطلقًا. أما الفرق الأخير، فيتمثل في أنه بيدي وبيد زوجتي- وبمعونة إلهية- نستطيع أن نختار مستقبلنا السعيد بإذن الله، لكن "مصر" بيد الله وبيد حكامها أو مديريها وقلة من المنتفعين.. للأسف، اختيار مستقبلها بيد الذين يعملون على أن يكون مستقبلًا يصب في مصلحتهم، متغاضين عن مصلحتها. وهنا الفرق بين الفترتين الانتقاليتين بتاعتي وبتاعة "مصر"، أن فترتي الانتقالية مصيرها ومسارها لي دور فيه، أما "مصر" فلأبنائها فقط الدور في اختيارها، وعليهم ألا يسكتوا، وإلا يكونوا قد فرَّطوا في حقهم في مستقبل أفضل لهم ولوطنهم.

المختصر المفيد، لا تترك غيرك يختار لك مستقبلك، وإنما اختره أنت، وصر عليه، فالحرية لا تُوهب وإنما تُنتزع..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :