ابتسامة الرجاء وسط امواج الخطية
بفلم مدحت ناجى نجيب
" هى ابتسامة هادئة تفوح بالرجاء موجهة من إنسان دائم السقوط فى الخطية ، لكنه يتوقع باستمرار ظهور شمس البر لتلوح بصباح هادىء مشرق ينتج عنها الانتصار على الخطية التى أصبحت عادة فيه مهما طال وقته ، فلا تجعل جذورك تمتد إلى باطن الأرض بل تمتد إلى السماء "
لا تحزن ولا تكتئب من نفسك ومن حياتك كلها لأن الذى وعد هو أمين وعادل وقادر أن يخلص الى التمام ، لا توجد خطية يصلى الانسان من اجل ان يتوبه الله منها تقف ضد عدل ورحمة الله ، كل خطية يتم مسحها بالتوبة النقية مهما كانت مدتها.
لا تخاف ولا ترتعب من توبة نفسك ، بل جاهد وقاوم فى حربك مع ابليس لان الله وعدك قائلاً لا اهملك ولا اتركك ، وان تركك الرب ، فهو لمنفعتك ، كالأم التى تدرب ابنها الصغير المشى ، يسقط ويقوم ، يبكى ويفرح ...، فترة تخلى لكنها لجلب المعونة الالهية .
لا تخاف من السقوط المتكرر فى الخطية ، حقاً انها ظاهرة صحية فى الحياة الروحية ، فلا تيأس من ذلك ، بل مهما أشتدت الخطية حرباً وسقوطاً متكرر فلا تترد فى القيام ، فالشيطان يسلبك أرادتك ويسقطك فى الخطية ، لكنه لا تجعله يسلبك رجاءك ، لأن الرجاء بالرب خير من الرجاء بالرؤساء .
لا ترتعب من ثقل خطيتك ، فالشيطان يحزنك ويلقيك فى اليأس لأن هذا هدفه ، لا تعطيه فرصة الأنتصار عليك ، بل عاود الاتصال بوعود الكتاب المقدس القائل غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله . فكل ما علينا أن نفعل الممكن وعلى الله المستحيل .
لا تتعب من نفسك ، وتقول لها بكلمات اليأس ليس لك رجاء فى التوبة ، هذا الكلام من الشيطان ، ولا يمكن ان يكون من الله لأن الهك إله الرجاء ، فهو إله الفتيلة المدخنة والدرهم المفقود والخروف الضال والساعة الحادية عشر والهزيع الرابع ، يأتيك فى أشد ساعات الخطية ظلاماُ ، إذا تعبت من ثقل خطيتك ، ألجأ الى الوعد الالهى القائل " تعالوا إلى يا جميع المتعبين والثقيلى الاحمال وأنا أريحكم " .
مهما كانت خطيتك ، ومهما كان وزنها وعددها ، فالله قادر أن يغفرها لك بشرط التوبة والرجوع إليه ، أريد منك عندما تتوب ان لا تيأس سريعاً ، فربما تعود إلى الخطية مرة أخرى ومن الممكن أن تكون أشد قسوة من الأول ، فإذا رجعت إلى الخطية إلجأ الى الحصن الحصين الذى يوصلك دائماً بالله وهو التوبة ، أصرخ إلى إلهك ، أسقط وقوم سريعاً ، أنفض غبار الخطية ، لا تجعل السقوط يطول ، غير حالتك الروحية كما تغير ملابسك باستمرار ، فإذا كنت لا تستطيع أن ترتدى ملابس متسخة لبضعة أيام ، فأشير عليك أن تغسل ملابسك الروحية بدموع التوبة التى تجددك فتبيض أكثر من الثلج .
لا تستسلم للخطية ، وحتى وان استسلمت وسقطت فى الخطية ، فان الله قادر ان يعبر اليك فى اخر اليوم فى الهزيع الربع وسط الامواج المضطربة واليأس ، وسط هذا اليأس لا تشك فى رحمة الله وفى وصوله إليك ،التلاميذ صرخوا والسفينة كانت معزبة من الامواج ، لكنهم لم يعرفوا ان المسيح كان يأتيهم مشياً على الامواج لتدل على انتصاره وسلطانه على كل الامواج الهائجة .
الرجاء بالرب خير من الرجاء بالبشر ، توكل على الرب ، مهما كانت خطيتك ، ومهما طال زمانها ،، فالله قادر ان يحولها الى سبب بركة لكثيرين ، وان ينقذك منها ، مهما احاطت بك الخطية فالله سوف يتدخل وينتصر معك ، يقول قداسة البابا : ان مريم القبطية كانت الخطية تجرى فى دمها الفاسد النجس وكانت الخطية ممتزجة بانسجتها وفكرها حتى انها ذهبت الى الاماكن المقدسة لتخطىء ، كتلة من الخطية كل من يمسها يخطىء ، يتنجس ، دمرتها الخطية مثل النار فى الشوك ، لكن بعدين مريم القبطية افتقدتها رحمة الله وصارت من السواح القديسين " هذه هى رحمة الله ، اقول لك ان ابتسامة الرجاء قادرة على الانتصار على كل نواحى الفشل والسقوط ، ابتسم ابتسامة هادئة عندما تسقط لتقوم سريعاً ، لابد وان يكون لك مخزون استراتيجى من الايات المعزية التى تسندك وقت الضيقة ، واقول لك " من ذا الذى يقول قيكون والرب لم يأمر " ... إلى هنا اعاننا الرب ...
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :