الأقباط متحدون | "فؤاد بليبل"... شاعرٌ لم يُمْهلــهُ الـقـدَر!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٠٣ | السبت ١ اكتوبر ٢٠١١ | ٢٠ توت ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٣٣ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

"فؤاد بليبل"... شاعرٌ لم يُمْهلــهُ الـقـدَر!!

السبت ١ اكتوبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

(((الشاعرُ المصريُّ/ اللبنانيُّ المبدع فؤاد بليبل عاش تسعة وعشرين ربيعًا فقط... وهو بروحه الوثـّابة وشعره المتدفق يذكـِّرُنـا بفحول الشعراء، لكنه لم يحظَ باهتمام الناقدين والباحثين...)))
بقلم: شفيـــق حبيـــب
لقد نـُكبَ شعرُنا العربي على مرّ العصور بسقوط عدد من فرسانه في أول أو منتصف الطريق، مثل: "طرفة بن العبد"، و"ابن هانئ"، و"أبي فراس الحمداني"، و"الشابي"، و"مطلق عبد الخالق"، و"راشد حسين"، و"فوزي جريس عبدالله"، و"فؤاد بليبل" الذي لم يتجاوز الثلاثين ربيعًا عند وفاته، وكذلك العشرات ممن قتلهم شعرُهم وهم في ربيع العمر..

وُلد "فؤاد بليبل" في تشرين الثاني سنة 1911 في "كوم حمادة" بمديرية "البحيرةـ مصر" لأسرة من أصل لبناني، نزحت إليها قبل خمسين سنة من ولادة الشاعر، ولقد تربَّى شاعرنا على البذخ حتى السّرف، وفي عام 1922 التحق بكلية الآباء اليسوعيين في "بيروت"، ثم بمدرسة الفرير في "بكفيا" عام 1929، وهنا تفجرت مواهبه الشعرية، حيث بدأ بنظم الشعر، ونشره في الصحف والمجلات اللبنانية.

عمل شاعرنا مدرِّسا للغة العربية والترجمة في سان مارك "للفرير" بالشاطئ في "الإسكندرية"، ثم تركها وعمل في جريدة "الأهرام"، حيث اتصل بالكثيرين من أدباء "القاهرة" البارزين، ونشر قصائده في كبريات الصحف والمجلات المصرية، وقد وافته المنية في 22 آذار عام 1941 وهو في التاسعة والعشرين من عمره.

عرفه أصدقاؤه سخيّا حتى السّرف، وكان لا يُعنى بأعماله الأدبية، لذلك لاقى أقاربُه صعوبات كثيرة في جمع شعره من المجلات والصحف والمسودات التي خلـّفها بخط يده.

لقد كتب مقدمة ديوانه "أغاريد ربيع" شاعر القطرين "خليل مطران" عام 1941، ومما قاله فيه:
"ربيعٌ مداه ثلاثون عامًا تغنى به ذلك الشاعر النضير، تغنى بما أوحاه نزقُ الصِّبا وما صوّرته له أوهامُه وأحلامُه، ثم تغنى بما أجْرته من دموعه مِحَنُ الحياة وقد بكـّرت في إيذائه ودكـّت حالًا بعد حال ما شاد من صروح آماله وأمانيـــه، ثم مرَّ بالحوادث فآنـًا يبكي وآنـًا يضحك، وآنــًا يرضى وآنـًا يثور، وبين وحي الرؤية ووحي السماع ما يحرك في فؤاده الوتر الحساس فيرده شعرًا، ويصوغ ذلك الشعر، بقدر ما تتمكن فيه الملكة، صوغ الماهر الذي كان في طريق العبقرية لو فـُسح له في الأجل."

ثم يضيف شاعر القطرين "خليل مطران":
"كان فؤاد بليبل من المجدِّدين، ولكنه لم يعمد إلى التجديد إلا عن طريق وصفه للحوادث التي شهدها والأناس الذين اتصل بهم، وعن طريق تعبيره عن شعوره الصادق كما تلقاه من تلك المصادر، وأما أن يُحدث انقلابًا في السماء والأرض وأن يُخرج الأسماءَ عن معانيها والمسمّيات عن طبائعها ليقولَ ما يندُّ عنك فهمُـه، فهذا مذهب لم يـَضرب فيه بسهم."

كتب "فؤاد بليبل" في معرض الحديث عن التجديد في شعره:
حرّرتُ ربقتــَـــهُ من كل شائبـة ٍ
فمــا فـُتِــنـْـتُ بمعنىً غيــــر ِ مُبتكــَــــــــر ِ
ولا دعَوْتُ إلى التجديد مُعتصِمـًا
منـــه بكل بغيــض السّبـْــك ِ والصـُّــــــوَر ِ
ولا اعتديتُ على الأنغام أشنقــُهـا
ولا صـَلـَبـْـــتُ الدّجى في دوحــــةِ القـَــدَر ِ
ولا شربت ُ شعاعَ الفجر ِفي قـدَح ٍ
من اللهيبِ، ونحــوَ الشـّمــس ِ لم أطِــــــر ِ

أما "إلياس خليل زكريا"، الذي كتب مقدمة الطبعة الثانية سنة 1963، فقد قال في شعر "فؤاد بليبل":
"يلفُّ الصورة َ بردائه ِ لفـًّا... قد يتفتقُ على أصابعه الرداءُ ولكنه لا يتمزق... وقد تنقطع العروةُ لكن لا تتشقـق... وقد يخمد لونـُه أو بعضُ لونه، ولكنه لا ينطفئُ انطفاءً... على لونه من المعرفة المشرقية والمغربية لونٌ وفير... ترفعتْ نفسُه ُ عن التقليد ولم تعفَّ عن الاقتباس- قبَسٌ من قبس يضطرمُ من الشعاع- وأ ُرِّخَ الشعرُ فتجاهل المؤرخُ أغرودتـَه!!.. وله في المجرد والعقدة الشعرية فضلٌ متقدِّم"...

بعد أن فرغتُ من قراءة ديوان "أغاريد ربيع"، تساءلتُ وتساءلت:
ــ لماذا لم نعرف عن هذا الشاعر ولم نسمع عنه كما عرفنا وسمعنا عن "أبي القاسم الشابي"، حيث عاش كلا الشاعرين في فترة زمنية واحدة؟؟؟

إن وطنية "فؤاد بليبل" لا تقـِلُّ اتـِّقادًا عن وطنية "الشابي"، فلماذا أُرِّخَ للثاني وتـُنوسيَ الأول؟؟ عِلمًا بأن شاعرية "بليبل" شاعرية فـذة متفجِّرة قلما وصل إليها الشعراء وهم في مثل سنه.

لقد أجاد "فؤاد بليبل" حين كتب في شتى المواضيع الإنسانية، فهذه قصيدة "ثائـــرة" التي قدّم لها "حسن الشريف"، قال:
"الفاجرةُ منبوذة ٌملعونة ٌ من كل الناس، من جميع الناس... وهذه المعاني يجلوها الشاعر في قصيدته أحسن جلاء، وليس ينقص هذه القصيدة إلا أن يوضعَ تحتها اسم أحد أمراء الشعر لتـُنعَتَ بما هي جديرة به من نعوت، ولتضفي عليها صفات التمجيد والتعظيم، وهي والله كذلك، وإن لم تحمِل غيرَ اسم ناظمها المتواضع: فؤاد بليبل".

يعالج شاعرنا هذه المأساة الإنسانية بأن يدين المجتمع الذي تعيش فيه المومس، لأنه شريكٌ لها في الفجور، فيقول:

أسألت ِ مَن نبذوك ِ نبذ َ المُنـكـَر ِ
كــم بينهـــم مـــن فــاجــِــر ٍ مُتـَسَـــــتـِّر ِ؟؟؟
الخيِّـرونَ وهم أشـَــرُّ بني الورى
الأبريــــاءُ وليــــس فيهـِـــــم مــــن بـــــري
الصّائِمونَ المُفطِرون َ على الدِّمـا
الظـــامئون َ إلى النـّجــــيع ِ الأحـمـــــــــــرِ

حتى يقول:
أنا لستُ أعجبُ من فجورك ِحائرًا
إني لأعجَــــبُ منـــك ِ إن لــــم تفجُـــــــري
فتـّشت ُ عن مترفـِّـق ٍ بكِ لم أجــِـــدْ
غيــرَ الحَقــــــود ِ الشـــــانئِ المـُتـَهَـــــوِّر ِ

لقد عالج هذا الموضوع كثيرون من شعراء العربية، ولكن "فؤاد بليبل" بـزّهم جميعًا بقصيدته العصماء هذه، التي تجاوزت المئة بيت من الشعر الإنساني، قوي السّبك ِ والحبك إذ وصل القمة حين قال:

ولرُبَّ عاهرة ٍ إذا ما أ ُصْـلِحَتْ
كانــــت أعَـــــفَّ مِـــنَ العفـتــاف ِ الأطهــر ِ..

وكأني بـ"فؤاد بليبل"، الذي غادر الدنيا قبل حوالي سبعين عامًا، كأني به مازال يعيش مآسي "لبنان" اليوم، فاسمعهُ يقول:
لا تبـْك ِ قتـْلاهُ ولا تترحَّــــم ِ
أحيــــاؤه ُ أولى بدمعـِـــك َ فاعْـلـــم ِ
وطنٌ توطـَّنـَهُ الشقاءُ فلم يدَع ْ
دارًا من العَيش ِ الرغيـــــد ِ بمغـْنـَم ِ
لا مثــّلـَتْ رأيَ البلاد ِولا انتمى
فيهـا إلى غــير ِ الخيانــة ِ مـُنـْتـَـــــم ِ
ولتـَتـَّسِعْ للأجنبيِّ سهولـُهـــــا
وعلــى بنيهــا فـَلـْتـَضِِــق ْ ولـْتـَنـْقــُم ِ
لبنان! حسْبُك َ ذِلـّة ً وغضاضة ً
إني لـَيـُــؤلِمـُنــي شقـــاؤك َ فاســلـَــم ِ

ولا يختلف منا اثنان في أن العلم نعمة، ولكنه إذا استـُخدِمَ لمصلحة أعداء الإنسانية يصبحُ نقمة على البشرية، وهذا الموضوع عالجه شاعرُنـا فأجــاد:

أبى العِلمُ إلا أن يضرَّ بنا العِلم ُ
فأعـــذبـــُه ُ مُـــرٌّ وبلسَمُـــــــه ُ سُــــــــم ُّ
تنـازعَه ُ ضِدّان ِ: عاد ٍ وعادل ٌ
فـــذاك َ بــه ِ يهـــوي وهـــذا بــه يسْمـو
وللعِلم ِ فاعلـمْ شوكـُهُ وزهورُه ُ
فأزهـــارُهُ تـــذوي وأشــــواكـُه ُ تنمــــو

وهكذا يسترسلُ شاعرُنا حتى يقول:
فقـُلْ لعدُاة ِ السلم ِ رفقا ًبعهده ِ
فمـــا عهـــدُه ُ إلا التـّـســـامحُ والحِلـــــمُ
إذا ما جعلتـُم علمَكـُم ونبـوغكمْ
شـقــاءً،.. فلا كـان َ النـُّبـــوغ ُ ولا العِلـمُ

وقبل سبعة عقود حذر الشاعر "فؤاد بليبل" شرقــَنا من الغـــرب وما يُضمرُه ُ له من خبْث ٍ وغدر ٍ ولؤم، فكتب قصيدته "بين الشرق ِ والغرب"، وهي من القصائد الواعية سياسيًا، إذ تنم ّعن وطنية ٍ صادقـةٍ ونظرٍ ثاقب ووعيٍ شامل:

أيـُّهذا الشـرق ُ!! يكفيك َ عمى ً
فـــاتــَّق ِ الغـــرْب َ ... وكـــن ْ في حـَــذر ِ
فهْــوَ لـم يعشـَقـْك َ إلا مثــلمـــا
يعشـــــق ُ الجــزّار ُ سِــــــرْبَ البقــــــــر ِ
* * * *
سائل ِالسكينَ عن هذا الوَلاءِ
وسَــــل ِ المسلــــخَ عـــــن ذاك الــــــوداد ِ
واحْذر ِ السُّـمَّ بمعسول ِ الطـِّلاءِ
واجتنِــــبْ في وردِهِ شـَــــــــوْكَ القتـــــاد ِ
* * * *
لا تظنَّ الغربَ صَبـّـا ً مفتـَتـِـن ْ
بـِكَ،... فالغــربُ وَلــــوع ٌ بـفـَنـــاكـــــــا
أو تـَخـَلـْهُ خِدنكَ الكاسي المَرِِنْ
فهْوَ مــن جـِلـدِكَ يـا شــــرقُ كـســـاكــــا
وهو مــن لحـْمِــكَ غـَذاك َ ومن
دمـِـــكَ المسفــوك ِ عدوانـا ً سـَـــقاكـــــا
* * * *
مُسـتبدّا ً جائرا ً باسم الإخاءِ
شائـِق َ الأقوال ِ شِــــــــريرَ المـُـــــــــراد ِ
قدّسَ الغدرَ ونادى بالوفـــاءِ
ويـْــــل ُ هذا الشـّرق ِ مـِن ذاك َ المُنــادي!

لقد نظم "فؤاد بليبل" في الكثير من المناسبات الوطنية، فقد قال في الذكرى الثالثة لوفاة الزعيم الخالد "سعـــد زغـــلول":
قـُمْ حَيِّ في ذكراهُ خيـرَ مُجـاهِد ِ
وقـُل ِ السّــلامَ على الزعيـــم ِ الخــالِــد ِ
أمُحَرِّرَ الوادي ومُـنـْقِذ َ شعبـِـه ِ
ألنـّيــــل ُ بعـــدك َ لا يطيـــــبُ لـِــــوارد ِ

في هذه العُجالة لابدّ أن نذكرَ أنه وردت في ديوان "أغـاريــد ربيـــع" قصيدة تحت عنوان "يا أخي!!" تتناول نفس الموضوع الذي تناوله الشاعر المهجري "إيليــّا أبو ماضي" في قصيدته الشهيرة "الطـّين".. فلنقرأ لـ"أبي ماضي":

نسِيَ الطين ُ ساعـة ً أنه طيــنٌ
حقيـــرٌ، فصــالَ تيهـــا ً وعـَــرْبَـــــــد ْ
وكســا الخـَــز ُّ جسمَـهُ فتباهى
وحـــــوى المــالَ كيسـُــــــه ُ فـتمـــرّد ْ
يا أخي!! لا تـَمِـلْ بوجهِك َعني
مــا أنــا فحمــــة، ولا أنـــتَ فرقـــــد ْ
أنتَ مثلي من الثرى وإليـْــــه ِ
فلمـاذا يا صاحبي التـّــيهُ والصـَّـــد ْ؟؟

أما "فؤاد بليبل" فيقــول:
يا أخي!! لا تـَتـِه ْ لوَفـْـرَة ِ مالـِـكْ
وَدَع ِ الكِبْـــرَ واقتصِــــدْ في خيــالِـــــك ْ
أنتَ مَن أنتَ؟؟ حفنة ٌ من تراب ٍ
فبــمــاذا تــــزهو على أمثــــالـِـــــــك؟؟
يا أخي!! لا تـُشِحْ بوجْهِكَ عنـي
أيُّ فــرق ٍ ما بيــن َ حالي وحــالِـــك ْ؟؟
جمـَـعَ الطيـــنُ بيننـا وافترقنــا
شِـيَـعا ً فــي الحياة ِ شــتـّى المســــالـِك

وهنا لكلمة الحقّ أن تـُقال، وهي أن قصيدة "فؤاد بليبل" لا تقلّ جودةً وشاعريّــة عن قصيدة "الطين" لـ"إيليـّا أبي ماضي"، والتي دُرِّسَت في المراحل الثانوية، بينما قصيدة "بليبل" تقبع في أدراج النسيان ولا يعرفها إلا القليلون..

* * * *
وكأني بالشاعر أحسَّ بدنوّ أجله ففاض بيانه بقصيدة تحت عنوان "أنـــا..."، يقول فيها:
أنـا مَن أنـا؟ يا للتـّعـــــا
ســَة ِ! مَن أنــا؟؟ شــبَحُ الشــّقـــاءْ
بل زهـــرة ٌ فـَـــوّاحــة ٌ
عصـَفــتْ بهــا أيـــدي القضـــــــاءْ
عند َ الصباح ِ تـَفـَتـَّحَـتْ
وذوَتْ ولــم يــــــأت ِ المَســـــــــاءْ
وطغى الفـَناءُ على الشـّبا
بِفغالــَـهُ قبـْـــــــــلَ الفنــــــــــاءْ

وهكذا، هوى نجمُ هذا الشاعر الشاب، واحتـُفلَ بتشييع جنازته بعد ظهر 23 آذار 1941 في "القاهرة" في حفل حاشد مضى به إلى المدافن في "مصر القديمة"، حيث ووريَ التراب ذلك الشبابُ الغض ّ، وقد أبَّنـَــهُ على الضريح صديقـُه المحرِّر في الأهرام "محمــد الحـنـّاوي":

أعددت ُ من دمعي السّخين ِ مِدادي
وجعلــــتُ من شِعـــري شِعــارَ حِــــدادي
ما كنـــتُ أحســَبُ أنني مُتخلـِّــفٌ
حتى تـــــرى عينــــايَ نعْـــــــشَ فــــؤاد ِ

لقد كتبتْ عنه إثر وفاتِهِ مجلة "الثقافة"، وكذلك كتب عنه "أحمد حسن الزيات" في مجلة "الرســالة" في 14/4/1941.

وأقيمت للفقيد حفلة تأبين في "نادي لبنان" بـ"القاهرة" مساء 11/5/1941 بمناسبة مرور الأربعين على وفاته، تكلم فيها: الكاتب "أنطون الجميِّل"، والشاعر الدكتور "إبراهيم ناجي"، والشاعر "علي محمود طــه"، و"محمد أمين جمال الدين"، ثم أنشدَ "محمود غنيم" مرثيـَّة ً في صديقه الشاعر الراحل، وكذلك تكلم "فؤاد كامل" و"محمود السيد شعبان" و"عبد الرحمن الخميسي" و"صلاح ذهني"..

ولبعض الأدباءـ علاوة على ما ذكرناـ مرثيات ٌ في شاعرنا نثرًا وشعرًا، منهم: "محمود تيمور"، و"خليل شيبوب"، و"سنيّه قراعــه"، و"منيرة توفيق".

وبعد وفاة الشاعر، أبدت "هدى هانم شعراوي" استعدادها لطبع ديوانــه على نفقتها الخاصـّــة، ولكن لم تسمح الظروف بتحقيق ذلك، فقام صهره "ميشيل قسطندي" بإصدار الطبعة الأولى عام 1941، أما الطبعة الثانية فصدرت عام 1963 عن "دار الأندلس" بـ"لبنان"، حيث استهله الأستاذ "حسين عاصي" باسم الدار كاتبًا:
"هذا الديوان لشاعر ٍ لبنانيِّ الأصل، حاول النسيانُ أن يغمرَ ذكراه، فتمرّدَ إبداعُهُ وانتفض به من غبارِ الإهمال إلى سدرة ِ الخواطر وخلجات القلوب، ففؤاد بليبل في النهضة الشعرية الحديثة، شاعرٌ مبرِّز ٌ من شعراء الطليعة، يستحقُّ من وطنه، الذي غنـّاهُ على الزمن، التقديرَ، ومن قـُرّائهِ الذين أعطاهم من عصاراتِ نفسِهِ، الدرسَ والتحليل..."

قالوا في "فؤاد بليبل":
* "لم يهرف صاحبُنا بالشعر كما يهرف سواه حتى ينطق به، ولكنه نطق أول ما نطق، شعرًا مستقيما كامل المقوِّمات لا أثر فيه للكلفة والافتعال." (محمود غنيم)
* "ونـمَّ شعرُه عن مكانته حتى نـُشرت له عدة قصائد، قلَّ أن يُخطىء المُطـَّلع عليها في حكمه بأنها لشاعر بارع... وقد كان من مدرسة في الشعر تأخذ بالأسلوب الرصين، رصانةً تقرب إلى القديم على حداثة التفكير وطرافتــه." (مجلة الثقافة عدد 118)
* "فقد كان المتّصلون به والقارئون له يعتقدون أنْ سيكون له في الشعر الوجداني أثرٌ مذكور بفضل ما وهبه الله من صدق الشعور وصفاء النفس وعذوبة الروح واستكمال الأداة" (أحمد حسن الزيات- الرســـالة).
* "لقد كانت حياته قصةَ شاعرِ هبط إلى الأرض، حتى إذا جاءه الوحيُ غنى، وحتى إذا ما ارتفعت ألحانـُه، وأنصت الكون، وهدأت الكائناتُ لتسمع، شارف اللحنُ نهايتـَه، وإذا قصيدةٌ واحدة، قصة شاعر، زهرة من السماء تفتحت على نسمات الصباح، وذوت عند الغروب ... ما أقصرَ يومَهــا! وما أجلــَّهُ! وما أعظمَـــــه!! (صــلاح ذهنــي).




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :