- في بيتنا ساعي بريد
- : القس "فيلوباتير جميل": الحاج محافظ "أسوان" أرسل تهديدًا إلى القيادات الكنسية بضرورة هدم الأعمدة لتصبح مضيفة
- معادلة الفتنة
- بالفيديو.. مسيرة للأقباط أمام "دوران شبرا"، والقمص "متياس نصر": أحمّل المسئولية كاملة لوزير الداخلية
- الأقباط متحدون تكشف بالمستندات الرسمية زيف إداعاءات محافظ أسوان حول كنيسة "المريناب"
الدف والرقص وكنيسة أسوان
بقلم: حليم إسكندر
يقول الشاعر العراقي سبط ابن التعاويذي في احدي قصائده هذا البيت الشعري الشهير :-
إذا كان رب البيت بالدف ضارباً ... فشيمة أهل البيت كلهم الرقص
وقد تذكرت هذا البيت الشعري علي الفور عند سماعي لمداخلة محافظ أسوان اللواء مصطفي السيد مع مذيعة قناة مودرن بخصوص أحداث قرية"المريناب " التابعة لمركز ادفو محافظة أسوان، وقد وقعت تلك الأحداث المأساوية عقب صلاة الجمعة الموافق 30 سبتمبر 2011. حيث قام المئات من المتشددين بمهاجمة الكنيسة وحرقها ومحاولة هدمها كما هاجموا منازل الأقباط وقذفوها بالحجارة ونهبوها وأحرقوها مرددين أنهم " مش عايزين نصاري في القرية"!!
والحق يقال أعجبتني صراحة هذا المحافظ وإعلانه عما بداخله بكل وضوح وشفافية ودون ارتداء قناع الدبلوماسية وترديد معسول الكلمات وشماعة القلة المندسة والأيادي الخارجية التي تعبث بأمن الوطن والمواطنين وهي الشماعات الجاهزة والمعدة مسبقاً لتبرير وتمرير أي اعتداء علي الأقباط وممتلكاتهم وكنائسهم وهي تبريرات ساذجة وواهية وضعيفة وسخيفة أدمنها المسئولين وسئمناها نحن الأقباط المسيحيين !
هذا المحافظ الهمام والبطل المغوار كشف عن نفسه بوضوح وشفافية وأعلنها بصراحة ووضوح ودون ادني مواربة أن الأقباط مخطئين ومن ثم وجب عقابهم!!
سيادة المحافظ لم يحتمل أن يكمل المداخلة مع مذيعة قناة مودرن المهذبة والتي كانت تسأله لماذا لا يتم تفعيل وتطبيق مبدأ سيادة القانون والابتعاد عن جلسات الصلح العرفية والتي أثبتت فشلها الذريع في القضاء علي الفتن الطائفية المتكررة بل بالعكس تسببت تلك الجلسات الكارثية في ازدياد تلك الأحداث وتواليها، فما كان من المحافظ الهمام الا انه انفعل عليها وانهي المكالمة غاضباً!!
يا سيادة المحافظ: هل تعلم أن من مسماك الوظيفي ينبغي عليك أن تحافظ علي الأمن والأمان وان تقوم بتطبيق القانون علي الجميع دون استثناء؟
لنفترض جدلاً أن الأقباط اخطأوا ولم يلتزموا بما هو منصوص عليه في رخصة البناء هل قامت المحافظة بإزالة كل المخالفات الاخري في رخص البناء سواء في المنازل أو المحال التجارية أو الفنادق أو....... أو ........ أو ........ ؟ الا توجد في المحافظة تعديات علي أراضي الدولة؟ هل تم إقرار الأمن والأمان وحل كل المشكلات والقضاء علي البطالة وحل أزمة الإسكان وتوفير رغيف العيش والمياه النقية وغيرها من الخدمات الضرورية ولم يتبق أمام سيادتكم سوي الاهتمام بشكل المباني وارتفاعها ومساحتها؟
أنا هنا لا أدافع عن من يخالف القانون ولا أدافع عن الأقباط لو كانوا خالفوا ما هو منصوص عليه في تصريح البناء ولكن هل حل المشكلة يكون عن طريق أجهزة الدولة المنوط بها هذا ؟ أم يكون عن طريق إثارة حفيظة الشباب المتحمس المتطرف لكي يقوم بتنفيذ ذلك بنفسه؟ لماذا يتكرر هذا المشهد المأساوي" عند بناء أو تجديد أي كنيسة أو دار مناسبات أو مبني خدمات يخدم جميع المصريين مسيحيين ومسلمين علي السواء" علي مستوي الجمهورية من إسكندرية شمالاً وحتى أسوان جنوباً؟ هل هو مجرد توارد خواطر بين هؤلاء المتعصبين والمتطرفين؟ هل يمكن أن نقول أنهم قلة مندسة ؟ هل سندفن رؤوسنا في الرمال ونقول انه حادث فردي نتيجة تهور بعض الشباب المتحمس؟ ونبقي في انتظار حلقات جديدة من المسلسل الطويل الممل الذي لا يمكن أن نتذكر أو نتوقع كم هي عدد حلقاته!!
للأسف سيادة المحافظ لقد تخطيت وتجاوزت كل هذه التبريرات الضعيفة والساذجة والتي اعتدنا سماعها عقب كل حادث مماثل وأضفت لنا تبريراً جديداً ساويت فيه ما بين الجاني والمجني عليه عملاً بسياسة التوازنات التي سئمناها حين قلت أن " الخطأ من الجانبين" !!
كلامك سيادة المحافظ أعطي الضوء الأخضر للمتعصبين والجهلة والمتطرفين لتكرار ما حدث ليس في أسوان وحدها بل في كل أنحاء مصر!! لما لا والمحافظ المسئول هو من يبرر أعمال الاعتداء والعنف وتغييب القانون وتطبيق شريعة الغاب والبقاء للاقوي!! كلامك سيادة المحافظ أعطي توكيلاً وتفويضاً لكل المتعصبين والمتطرفين لتنفيذ دور ليس من شأنهم تنفيذه أو القيام به!! بل هو دور الجهاز التنفيذي للدولة ويتم طبقاً لخطوات شرعية رسمها واقرها القانون!!
رسالة إلي مجلس العسكري والدكتور عصام شرف ووزير الداخلية اللواء منصور العيسوي: هل نطمع في كرم سيادتكم ونأمل في أن نري عقاب هؤلاء الجهلة والمتعصبين ومثيري الفتنه؟أم سنري نفس سيناريو كنيسة قرية صول مركز أطفيح؟ لو تم أيها السادة تطبيق نفس سيناريو كنيسة صول وترك المجرمين دون عقاب انتظروا مزيداً من حلقات هذا المسلسل الهابط الحزين ولا عزاء للمواطنة والمساواة وحرية العبادة وغيرها من الكلمات الرنانة التي نكررها كالببغاوات وهي ابعد ما تكون عن التفعيل والتنفيذ علي ارض الواقع!!
لو أردنا إصلاحا حقيقياً وكنا جادين في القضاء علي الفتن المتكررة يجب أن يتم تفعيل مبدأ المواطنة وسيادة القانون ،يجب أن يتخذ القائمين علي شئون الحكم في البلاد عدد من الإجراءات الهامة وقد وردت تلك المطالب المشروعة في بيان حركة أقباط بلا قيود والتي أدانت فيه تلك الإحداث الحزينة :-
أولاً: تشكيل لجنة تقصي حقائق لكشف كواليس الاعتداء وما أسفر عنه من خسائر فادحة، وتعويض المُضارين.
ثانياً: ضبط الجُناه فوراً وتقديمهم للعدالة، يستوي فى ذلك من قام بالتنفيذ أو من تورط فى التحريض وتأجيج نيران الفتنة.
ثالثاً: البدء فوراً فى إعادة بناء وتجديد الكنيسة محل الاعتداء، وكذا مساكن المواطنين الأقباط التي تعرضت للحرق أو الهدم على يد الغوغاء.
رابعاً: إقالة السيد محافظ أسوان لتقصيره الواضح وتخاذله عن نجدة الأبرياء، وحماية مُقدساتهم، وتعمده الكذب وتضليل الرأي العام حول حقيقة الأحداث الجارية من خلال تصريحاته لوسائل الإعلام بخلاف الحقيقة.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :