حوار مع البزة المدنية
بقلم: مينا ملاك عازر
وعدتكم في المقال السابق أنني سأروي لكم تفاصيل ما جرى بين البدلة والمشير حينما كان يرتديها ويتمشى في شوارع وسط البلد، ناقلًا عن البدلة انطباعات المشير وأسرارًا كثيرة.. وها أنا أوفي بوعدي، عشان تبقوا تقولوا "مينا دايمًا بيوفي بوعده"..
التقيت بالبدلة فور عودتها إلى الشماعة سالمة غانمة بحوار رائع أجرته مع المشير، وسألت البدلة من فوري ماذا حدث؟ أخبريني بالله عليكِ؟ فقالت وهي تتنهد بمياصة زائدة لا تليق ببدل العسكريين، ولكنها تليق ببدلة فرحانة متهللة: لقد عبَّرت له في البداية عن فرحتي الغامرة بارتدائه لي دون باقي بدله المدنية. فقلت بيني وبين نفسي، ويبدو أن غمغمتي كانت بصوت عال: هو عنده بدل غيرك؟ فقالت: "نعم، فالمشير من المهتمين بلبسهم". فقلت: "لا عليكِ"، وجاملتها قائلًا: "طبعًا واضح من جمالك". فابتسمت متمايلة على الشماعة يمينًا ويسارًا، ثم استطردت قائلةً، باديًا عليها الاهتمام في محاولة لإكساب حواري معها لمسة أهمية، لتشعرني من خلالها أنني متفرد، وقالت: "لقد كانت نزهة مميزة، شعر فيها المشير بأنه عاد سنوات طويلة للخلف، وارتفعت روحه المعنوية أكثر وأكثر بتحيات الناس له واحساسه حبهم له". فقلت لها: "هل تناقشتي معه عن شهادته التي ألقاها في المحكمة؟". قالت: "لم أبادر بشيء حتى لا يشعر بأنني استغلالية، لكنه كان يتكلم مع نفسه فسمعته وهو يقول: أخيرًا بالي ارتاح، وتخلصت من هم مسئولية الشهادة، أخيرًا تخلصت من عبء ثقيل على كتفي، وها قد ارتاح ضميري."
فقلت لها: هل سألتيه عن الفترة الانتقالية؟ فقالت: نعم سألته، وقال لي إنه قلق على مصير البلد مثله مثلك، ولكنه يحاول أن يعطي المزيد من الحرية بدون أن يميل في طرف ضد الآخر، تاركًا للشعب حرية تقرير المصير، واثقًا في شعب مصر. فقلت: "لكنه يعلم أن الفقر والجهل سيكونان سلاحًا في يد كل متطرف وإرهابي يريد أن يحكم البلد". فقالت: "وهذا ما يقلقه تمامًا".
ثم سألتها: هل سألتيه عن نيته للترشُّح هو أو أحد من رجاله لمنصب رئيس الجمهورية؟ فقالت مبتسمة: سألته، ولكنه أجابني بهدوء: أظنه سابق لأوانه.. لازال أمامنا الوقت الطويل لحسم هذه الخطوة نهائيًا، لكنني أستطيع أن أقول لكِ، لن تأتي مرحلة الانتخابات الرئاسية إلا وسيكون هناك العديد من المفاجآت قد تفجَّرت، وأنهت على خطر مفرِّقي شعب "مصر" ومشتتيه، فلا تقلقي على هذا، فنحن نعرف كيف نراعي كل فرد مهما كان مادام مصريًا، ومهما بدونا ظالمين للبعض، لكن هناك الوقت الذي سنقطع كل الألسنة، ونكسر كل رقبة تتملقنا وتنشد الحكم لأغراض دنيئة.
وهنا ابتسمت، ولوحت للبدلة في هدوء، وقلت لها: أشوفك على خير حين يسقط إخواننا بتوع الدم..
المختصر المفيد، لازال هناك أملًا بيد المشير أو بيد غيره، المهم أنه لازال الأمل موجودًا، فلا تتركه.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :