جديد الموقع
في المؤتمر الصوفي العالمي الأول.. المجتمع المثالي يحكمه الحب والتسامح لا العنف والإرهاب
* الطاقات الإنسانية توجه للبناء والإصلاح وليس للهدم والتكفير الذي تنتهجه الجماعات المتطرفة.
* مشاركة الكنيسة تعبِّر عن العلاقات الطيبة بين الرموز الكنيسة ورجال الدين الإسلامي.
كتبت: ميرفت عياد
أقامت وزارة الثقافة أمسية ثقافية بقصر الأمير طاز، حيث استضاف "حسن خلاف"- رئيس قطاع مكتب وزير الثقافة- الوفود المشاركة في المؤتمر الصوفي العالمي الأول، الذي عُقد بقاعة المؤتمرات بجامعة الأزهر، والذي جاء تحت عنوان "التصوف.. منهج أصيل للإصلاح"، وذلك برئاسة د. "أحمد الطيب"- شيخ الأزهر- وبإشراف د. "عبد الهادي القصبي"- رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية- وشاركت فيه أكثر من خمس وثلاثين دولة عربية وإسلامية وأوروبية، وأكثر من ثلاثمائة عالم.
الإصلاح الحقيقي وقمة النظام
وأكَّد د. "حسن الشافعي"- رئيس أكاديمية الدراسات الصوفية، ورئيس المكتب الفني لمشيخة الأزهر- أن الإصلاح الحقيقي لا يمكن أن يبدأ من قمة النظام مع إغفال القاعدة الأساسية، وهي الفرد المؤمن التقي المخلص المتسامح الكريم الذي يتميَّز بالصبر والأمانة والمحبة والتسامح، مشيرًا إلى ضرورة الاهتمام بإصلاح الأفراد حتى تنصلح الأسرة والمجتمع، فإذا صلح المجتمع صلحت الدولة وإذا فسد فسد العالم كله، مضيفًا أن التصوف هو طريقتهم للحب والسلام، لأن الصوفية توحِّد ولا تفرِّق، وتصلح ولا تُفسد.
الحب والسلام.. العنف والإرهاب
ووافقه الرأي د. "محمد مهنا"- نائب رئيس الأكاديمية- موضحًا أن المجتمع المثالي هو مجتمع يحكمه الحب والسلام والتسامح، أما العنف والقسوة والقهر والإرهاب وأذى الناس فهي أقذار لا يعرفها التصوف، وبالتالي يجب توجيه الطاقات الإنسانية نحو البناء والإصلاح بدلًا من الهدم والتفريق والتكفير الذي تنتهجه بعض الجماعات المتطرفة.
أجواء متوترة وصراع فكري محتدم
وعن توقيت المؤتمر الصوفي العالمي، قال أحد العلماء المشاركين في المؤتمر لـ"الأقباط متحدون": إن أهمية المؤتمر تنبع من انعقاده في ظل أجواء متوترة وصراع فكري محتدم بين التيارات الإسلامية المختلفة وبين التيارات الليبرالية والعلمانية، مشيرًا إلى أن المؤتمر يهدف إلى بحث خمسة محاور، هي: مدى الحاجة إلى الإصلاح، ودواعي الإصلاح في المجتمعات العربية والإسلامية، وكيفية تناول التصوف كمنهج للإصلاح، وبحث مدى إشكاليات التصوف والإصلاح، وعرض لنماذج من الإصلاح عند الصوفية، لافتًا إلى أن المؤتمر شارك فيه عدد كبير من علماء التصوف والإسلام والمفكرين من "مصر" والعالم، قدَّموا خلاله ما يقرب من خمسين بحثًا من كبار علماء الدين وأتباع المنهج الصوفي المعتدل.
صورة "مصر" الحضارية أمام العالم كله
كما صرَّح أحد قيادات الكنيسة- رفض ذكر اسمه- لـ"الأقباط متحدون"، أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحرص على حضور أول مؤتمر صوفي عالمي في "مصر"، خاصةً وأن إدارة المؤتمر قد وجَّهت الدعوة للبابا "شنودة الثالث"- بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية- لكنه اعتذر وأناب الأنبا "مرقس"- أسقف "شبرا الخيمة" وتوابعها، ورئيس لجنة الإعلام بالمجمع المقدس- مؤكِّدًا على أهمية هذه المشاركة التي تعبِّر بصدق عن عمق العلاقات الطيبة التي تجمع الرموز الكنسية مع رجال الدين الإسلامي، وتساهم في إبراز صورة "مصر" الحضارية أمام العالم كله.
درع المشيخة العامة للطرق الصوفية
وفي نهاية الأمسية، قام د. "عبد الهادي القصبي" بتقديم درع المشيخة العامة للطرق الصوفية إلى وزير الثقافة، تسلَّمه نيابةً عنه "حسن خلاف"؛ عرفانًا وتقديرًا بجهوده في استقبال ضيوف "مصر"، الأمر الذي ينعكس بالإيجاب على صورة "مصر" الخارجية. كما قامت الوفود بتفقد المعارض الفنية داخل قصر الأمير طاز، واستمعت لشرح نبذة عن تاريخ الأمير طاز وكيفية تأسيس القصر. وأثنى الحاضرون على أصالة المكان، مشيرين إلى عظمة حضارة "مصر"، واعتبارها قاطرة العالم العربي في مختلف المناحي الثقافية والعلمية والدينية.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :