الأقباط متحدون | مقاطعة الأقباط للإنتخابات تعجيل بالدولة الدينية!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١١:٥٠ | السبت ٨ اكتوبر ٢٠١١ | ٢٧ توت ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٤٠ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

مقاطعة الأقباط للإنتخابات تعجيل بالدولة الدينية!

السبت ٨ اكتوبر ٢٠١١ - ١٣: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم منير بشاى- لوس انجلوس

 

تعالت أصوات قبطية فى الآونة الأخيرة تطالب الأقباط بمقاطعة الإنتخابات القادمة مدعين أنها لن تصب فى صالح الأقباط، وان مقاطعتها سيكون بمثابة احتجاج يعلن للعالم اعتراض الاقباط على الإنتخابات ويطالبهم بالتدخل لتصحيح الاوضاع.

بداية لست فى وهم لأعتقد أن هناك حاليا فرصة كبيرة للأقباط أن ينافسوا فى الانتخابات على مقاعد فى مجلس الشعب ويحققوا نجاحا معقولا. وحتى مع افتراض وجود انتخابات حرة ونزيهة فان التعصب الدينى قد طغى على الشارع المصرى ودفع بالكثير من المسلمين أن يصوتوا على أساس الدين.

وما تزال نتائج انتخابات مجلس الشعب قبل الماضية عالقة بالأذهان حيث نجح 88 من جماعة الأخوان فى مقابل نجاح اثنين من الأقباط وهما رامى لكح والذى قيل أنه أنفق الكثير من المال على الناس فى دائرته لينتخبوه. ويوسف بطرس غالى وزير المالية السابق، والذى نجح لأنه كان يحظى بتأييد النظام. وفيما عدا ذلك فجميع الأقباط الذين دخلوا المجلس كان ذلك عن طرق التعيين من قبل الدولة والذى يعنى ولاء هؤلاء النواب لمن عينهم وليس لمن يمثلوهم.

من المؤكد أن هناك صعوبة كبيرة لدخول الأقباط للمجلس عن طريق الانتخاب الحر. ولأن هذا يمثل مأساة يمر فيها المجتمع المصرى، خلقت هذه الأوضاع الغير عادية، كان لابد من تبنى معايير غير عادية لحل المشكلة. التعيين لن يخلق نواب لهم تفكير حر ويحرصوا على الولاء للجالية التى يمثلونها. بقيت بعض الآليات التى يمكن استعمالها مثل: القائمة والكوتة وغلق دوائر انتخابية لصالح الأقباط. ولكل آلية مزاياها وعيوبها وان كنت شخصيا أرى أن الوضع الحالى الخطير يتطلب من الدولة تخصيص كوتة للأقباط ولو بطريقة مؤقتة لحين تعود الناخب المصرى على انتخاب الصالح دون النظر لدينه. ولكن يبدو ان النية مبيتة على استعمال نظام القائمة.

ماذا يعمل الأقباط؟ هل من صالح الأقباط مقاطعة الإنتخابات الآن؟ وما هو احتمالات المكسب والخسارة من المقاطعة؟

1- لا أتصور أنه سيكون هناك أى مزايا للمقاطعة. فكيف نستطيع أن نقنع الدولة أو العالم الخارجى أن الانتخابات لن تضمن تمثيل الأقباط المتكافىء ان كنا لم ندخل الانتخابات أصلا؟ كيف يتعاطف معنا الآخرون اذا كنا نظهر سلبيتنا وعدم استعدادنا أن ندخل المعركة ونحاول؟ لا يوجد من يتعاطف مع السلبيين والكسالى ولكن كثيرين مستعدون لمساعدة من يحاول ثم يفشل لاسباب خارجة عن ارادته.

2- هذا وان غياب الصوت القبطى سوف يقلل من احتمال نجاح المسلمين المعتدلين وفى هذا ضرر علينا وعلى مصر. بعض هؤلاء قد يسقطوا فى الانتخابات ببضع درجات وكان محتملا أن الصوت القبطى يرجح من احتمالات نجاحهم.

3- ولكن القضية الكبرى هى التى تتعلق بمستقبل نظام الحكم فى مصر بعد سقوط مبارك. والمعروف ان مصر قد مرت بثورة فى 25 يناير 2011 أطاحت بنظام الرئيس مبارك والآن هناك حوار وطنى كبير أو يمكنك تسميته صراع وطنى كبير بين اتجاهين متناقضين من نظم الحكم وبالتحديد النظام الدينى الاسلامى والنظام المدنى العلمانى. هذا فى نظرى أهم من دخول الأقباط مجلس الشعب. لأنه سيحدد كل شىء فى مصر: شكل الدستور، ونوعية الديمقراطية، ونصوص القانون، وسقف ومساحة الحرية.وبصفة عامة سيجيب بالنسبة للاقباط على هذا السؤال: هل هناك مستقبل للأقباط فى هذا الوطن؟

هل مقاطعة الأقباط للإنتخابات سيؤثر على هذه القضية الكبرى وهى ما اذا كان حكم مصر القادم سيكون دينيا أم مدنيا؟

نعم بالتأكيد سيؤثر ولكن بطريقة سلبية، بل سيقضى على أى احتمالات للدولة المدنية بالضربة القاضية. ولإعطاء مثل على هذا دعنا نلقى بنظرة على نتائج انتخابات التعديل الدستورى الماضى. كان التصويت ب "لا" بنسبة 23% من مجموع الناخبين وهؤلاء هم مؤيدو الدولة المدنية والتصويت ب نعم كان بنسبة 77% من مجموع الناخبين وهم مؤيدو الدولة الدينية. وكان معظم مؤيدى الدولة المدنية من الأقباط والبقية من التيار العلمانى. أما مؤيدى الدولة الدينية فكانوا من التيارات الدينية مثل الأخوان والسلفيين والصوفيين والمتشددين الدينيين ومعهم الأميين.

لكى ينجح التيار المؤيد للدولة المدنية عليه أن يحتفظ بالمؤيدين الحاليين الذين صوتوا لصالح الدولة المدنية ونسبتهم 23% واضافة مؤيدين اضافيين من المجموعة المؤيدة للدولة الدينية وخاصة من بين الأميين. أما اذا قاطع الأقباط الانتخابات فمعنى هذا ان معظم المؤييدن للدولة المدنية سوف يتم إلغائهم وبذلك يصبح ما تبقى عاجز بالتأكيد على مواجهة التيار المؤيد للدولة الدينية، وتكون الحكومة القادمة بالتأكيد دينية.

خلاصة القول أنه مع الانتخاب، وحتى اذا فشل الأقباط فى تحقيق النجاح الذى يرجونه، فانهم سيتمكنوا على الأقل من تحقيق نجاح جزئى. أما مقاطعة الأقباط للإنتخابات فلن يعطي الأقباط كرسيا واحدا فى المجالس الإنتخابية، ولن يساعد المسلمين المعتدلين المتعاطفين معنا. بل الأخطر من هذا أنه قد يشكل صورة حكم مصر فى المرحلة القادمة بشكل يضيع ما تبقى من حقوق الأقباط ربما لقرون عديدة قادمة. وبعدها سيلوم الأقباط أنفسهم لأنهم هم، وليس أعدائهم، الذين قد جلبوا على أنفسهم هذا كله. وسوف ينظر الجميع للاقباط على أنهم خانوا قضيتهم وخانوا بلدهم وخانوا المسلمين المعتدلين الذين لا يستطيعوا أن يحققوا شيئا بدون مساندة الصوت القبطى وهذا ما أيده طارق حجى وسيد القمنى ونبيل شرف الدين وغيرهم كثيرون.

الأمل معقود أن كل قبطى مؤهل للانتخاب عليه ان يستخرج بطاقة انتخاب ويذهبوا جميعا يوم الانتخاب ليدلوا بأصواتهم، لا يتخلف منهم احد. إنها مسألة حياة أو موت.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :