أسد في "ماسبيرو"
بقلم: مينا ملاك عازر
المتابع لسلوك الجيش في الفترة الأخيرة حيال كل الخارجين عن النص، لا يتعجب مما فعله في المعتصمين والمتظاهرين بـ"ماسبيرو"، فكان فعله فعل الأسود في الغابات، وهو الذي ثار وزأر عندما اغتال الحمساويون أو الإسرائيليون بعضًا من رجالنا على الحدود، وهو الذي حال دون حرق كنيسة "صول" ومن بعدها "إمبابة"، وقطع يد من مدها نحو كنيسة "الماريناب"، فكانت وقفته وقفة أسد في كل تلك المواقف، وقف بعنف أمام من أرادوا تمزيق الوطن في جمعة قندهار بهتافاتهم الطائفية الإقصائية لأبناء وإخوة الوطن، وأطلق عليهم وابلًا من النار، لم يتوقف للآن انهمار سيل النار المندفع تجاه صدر كل من حاول تفتيت الوحدة الوطنية..
ولقد استطاع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أن يدفع المصريين للوحدة، بأن يرفضوا الكل حتى المنتفعين من وراء سياساته المتخاذلة، أقصد المستأسدة، دفعهم لأن يتوحدوا وراء هدف واحد وهو عودتهم للثكنات، لإراحتهم من المواقف البطولية التي يقوم رجاله بها، وأنا أرى أنه كان واجب أن يقتلوا في ميدان عام من تظاهروا واعتصموا في "ماسبيرو"؛ لأنهم انتهكوا الأمن القومي، خاصةً وأنهم يطالبون بحقهم في البلد، وحقهم ممن سلب منهم كنيستهم وحرقها، أقصد كنائسهم وحرقها، فهم لا يقدرِّون أن كل يهون وتعيش "مصر"، خاصةً وأن الفصائل المتطرفة سبق لها وأن تهاونت في حقها، وهان كل شيء لديها من شريعة وتمزيق للوطن في سبيل "مصر". أما أولئك المعتصمين المغتصبين لحق المصري في الأمن، والبلطجية الذين يطالبون بحقهم- فلا يستحقون أي رحمة ولا شفقة من حضرتك، فهم تدلَّلوا بزيادة، وكان عليهم أن يلقوا جزائهم في النهاية، ويتلقوا درسًا يعلِّمهم أن "مصر" ليست بلدًا للجميع، ولا وطنًا للكل، وإنما وطن البلطجية والمتطرفين والإرهابيين، وإن أرادوا استردادها، فلا سبيل أمامهم إلا المقاومة والعنف، ولكنهم للأسف يأبون أن يكون هناك بحر دماء، ودينهم السمح يمنعهم من رفع السلاح حتى في وجه المعتدين عليهم، منتظرين رد العناية السمائية، وهو رد قد يتأخر لكنه آتٍ لا محال مهما كان، خاصةً بعد أن وجدوا أن من عليه الحماية أسدًا عليهم وعلى الآخرين...
المختصر المفيد، إن أمسكت بالميزان فكن عادلًا أو اتركه، وإن أمسكت بالسلاح فكن حاميًا أو اتركه، فهذا أشرف لك.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :