بقلم: مجدى جورج 

لم اجد كلمة مناسبة اصف بها مطالبة امير الجماعة الاسلامية باسوان الشيخ خالد ابراهيم من الكنيسة

الارثوذكسية الاعتذاز حول الاتهامات التي وجهتها الي

مسلمي ميرناب والي المحافظ .

وقد قال الشيخ (كما نقلت جريدة اليوم السابع ) لا فض فوه ان قساوسة الكنيسة في المريناب هم مشعلي الفتنة بتجاوزاتهم ، وطالب الرجل ايضا من جميع الجهات التنفيذية كالمجلس العسكري ورئاسة الوزراء بالوقوف خلف المحافظ الشجاع وبضرورة عدم الخضوع لمطالب الاقباط باقالته ، واكمل الشيخ في بجاحة متناهية قوله بان المسلمين في المريناب يحتضنوا دائما اخوتهم الاقباط لولا تجاوزات بعض القساوسة .
وبصراحة ياشيخ اقول لك :

ان الاقباط مفترين واولاد ستين في سبعين والمسلمين هناك في المريناب ملائكة تسير علي الارض وطبعا كل ما قيل وكل ما اذيع علي الانترنت والفضائيات بالصوت والصورة عن قيام المسلمين بحرق وتدمير كنيسة الاقباط وبعض بيوتهم هو محض افتراء !
وكل ما قيل عن منعهم الاقباط من الخروج من منازلهم حتي لشراء حاجاتهم الاساسية (في خطوة فاقت ما يفعله جنود الاحتلال الاسرائيلي) هو خيال في خيال !
ياشيخ اذا كان احتضانكم لاخوتكم الاقباط بهذا الشكل ونتيجته هي ما حدث من ترويع وهدم وحرق فالله الغني عن هذه الاحضان لان احضانكم ياشيخ كتمت انفاس الاقباط في المريناب بل ومنعت عنهم الغذاء والدواء ولو طالت ان تمنع عنهم الهواء النقي ماكانت قد ترددت في فعل هذا.!!!
تناسيت ياشيخ ان تخطب الجمعة كما قالت الجريدة في الحديقة التي امام المحافظة وطبعا لست وحدك فربما هناك المئات معك ولعلك تدرك ياشيخنا ان هذه حديقة عامة وليست مسجد ومع هذا لم يعترضك احد رغم ان هذه الحديقة ملك للقبطي والمسلم و مع ذلك فان بعض مسلمي المريناب وبعض المتطرفين استكثروان يصلى الاقباط بكنيسة وقاموا بحرقها مع ان مساحتها لاتزيد عن 9 في 12 متر تقريبا وهذه لانزيد عن مساحة غرفة كبيرة فى شقة فماذا تقول في هذا ؟!!!
طبعا ياشيخ نحن نعذرك لان ماتردده ليس كلامك لوحدك بل كلام كثيرين من المتطرفين بل وللاسف كلام بعض من خاصة الخاصة وكبار المثقفين الذين يرددون مثل هذا الهراء ليل ونهار :

بعضهم يردد ان الاقباط اسعد اقلية في العالم ولانعرف ماهو المقياس الذي استخدموه لقياس هذه السعادة .
ويقارن هؤلاء بين حال المسلمين في الغرب وحال الاقباط في مصر متناسين ان المسلمين في الغرب هم عبارة عن مهاجرين لاتتعدي حياتهم في الهجرة عشرات السنوات بينما الاقباط ابناء هذا الوطن منذ الالاف السنين .
واقول لهؤلاء : ربما الدليل علي سعادة الاقباط في مصر انهم اصبحوا الان بيذلوا الغالي والنفيس من اجل ترك البلاد . واقول لهم ايضا ان الدليل علي معاناةالمسلمين بالغرب ان بعضهم يفضلون دخول السجون بسبب اقامته الغير شرعية ولا العودة للبلاد الاسلامية بل ويدفع البعض حياته في لجج البحار من اجل الوصول الي هذه البلاد !!!

الكتاب والمثقفين الذين يرددون هذا الهراء ويقعوا في متناقضات كثيرة ولكنهم لايشعرون وان شعروا فانهم لا يحرجون وان احرجوا وكست وجوههم حمرة الخجل فانهم لا يعتذرون بل يطالبوا الضحية بالاعتذار ومن هؤلاء فهمي هويدي الذي لازلت اتذكر انه في تسعينات القرن الماضي او ثمانيناته عندما نشبت مشكلة بين الهندوس والمسلمين بالهند حول ادعاء الهندوس بان احد المساجد هناك مقام علي اطلال معبد هندوسي وانه لابد من هدم المسجد لاعادة بناء المعبد ، لازلت اذكر كيف تباكي فهمي هويدي الكاتب الاسلامي المعروف علي علمانية الهند المهددة من وصول حزب بهاريتا جانتا الهندوسي للحكم ، ولكن اقول للسيد هويدي :
هاهي العلمانية الهندية صححت خطأها وهاهو بروفسير مسلم وصل الي رئاسة الجمهورية وهاهو جنرال مسيحي وصل الي منصب وزير دفاع وهاهو احد رجال الاقتصاد السيخ يصل الي رئاسة الوزراء ومن المعلوم ان المسلمين والمسيحيين والسيخ اقليات في الهند والغالبية من السكان هم من الهندوس.

طبعا لم ولن نسمع فهمي هويدي يتباكي علي اوضاع الاقباط في مصر ولا علي هدم كنائسهم الواحدة تلو الاخري ، وبالطبع لن نسمع منه اي مطالبة بتطبيق العلمانية في مصر لانها في الهند حلال طالما الاقلية المسلمة ستنال حقوقها بها بينما بمصر حرام طالما ان الاقباط ممكن ان ينالوا حقوقهم بها .انها سياسة الكيل بمكيالين وربما بثلاثة مكاييل التى اتقنها هؤلاء الاسلاميين .
في النهاية نقول لهؤلاء فلتكفوا عن ترديد هذا الهراء . كفاكم كذبا . كفاكم كيل بمكيالين واعلموا انه مهما طال الزمان ومهما طالت المعاناة فان الفجر سينبلج عن يوم جديد لامكان لافكاركم فيه .

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :