تحت المدرعات : الدم القبطى يصرخ
بقلم : مدحت ناجى نجيب
(( ارحمنى يا الله فأن عليك توكلت نفسى وبظل جناحيك " أعتصم" إلى أن يعبر الأثم ، اللهم باسمك خلصنى وأحكم لى ، فأن الغرباء قد قاموا عليا ، لم يجعلوا الله امامهم ، انت عونى ورافع نفسى ، يرد الشرور على إعدائى ، لأنك من جميع الشدائد نجيتنى))
قال البابا شنودة بعد حادث كنيسة القديسين " أقول لكل ذى سلطان أن غضب الله مخيف " ، وها هو كلام قداسته يتحقق بعد أقل من 25 يوماً من الحادث بثورة تعصف بالنظام ، ثم فى 28 يناير بإنتهاء النظام المستبد للداخلية ، ثم فى 11-2-2011 إعلان تنحى الرئيس مبارك ، وذلك لأن ما حدث كان لا يرضى الله وبذلك حمى غضب الرب ، ومن يقدر أن يقف امام الرب حال حمو غضبه ، فغضبه مرعب ومخيف ، قم يارب لماذا تنام ...
؟ لماذا أهان الشرير أسمك ، لماذا يقال بين الأمم : أين هو الرب إلهكم ، قم استيقظ يارب ... أنظر إلى دماء الأقباط تروى أرض مصر ، دماء الأقباط أصبحت مثل مياه الرى لدى الفلاح ، دماء القبطى غالية ، فأنظر لها ، لماذا تتغافى يارب ، قم " أخرج يدك من وسط عبك ، أفن " ، انت تعلم معاناة الأقباط فى مصر ، إضطهاد وضيق من قديم الأزل ، أنت تستطيع ان تفعل كل شىء بذاتك ، لكنك تتأنى ، ونحن نعتقد إنك تحجب وجهك ولا تسمع ، شعبك القبطى يريد منك ان تتدخل ، فالشباب ثائر ، والشيوخ يستعجلون الموت ، والأطفال يخافون من المستقبل ، هيا أنهض للمحاكمة ، انت تستطيع أن تخلص وتنقذ ، بأمر واحد منك لملاك واحد قتل 185 ألفاً من جيش سنحاريب ، فالذين معنا أكثر من الذين علينا ، انت الذى أخرجت شعب اسرائيل من أرض مصر بعد عبودية استمرت أكثر من اربعمائة عاماً واخرجته بيد قوية وذراع عزيزة ، وها هو الشعب القبطى الآن ينتظر عبور البحر الاحمر من جديد ، فهذا ليس شيئاً صعباً عليك يارب ، مهما يحدث لنا يارب من ضيق وإضطهاد فنجن سنظل ثابتون ،لأننا نثق فى تدخلك فى الوقت المناسب ، انت تهيىء الحقول أولاً ، وهاهى الحقول تقول لك " أنظروا إلى الحقول انها قد أبيضت للحصاد " ، فنحن نعلم ان هذا وقت الحصاد .
+ إلى الاقباط :
لا تيأسوا مما يحدث فإن الفجر سوف يشرق نوراً جديداً هو نور المسيح الذى يبدد كل ظلام اليأس والاحباط وسوف يشرق بألامل والرجاء على كل اقباط مصر ..
لا تخافوا لأن الكنيسسة تأسست بدم المسيح وهذا الدم غالى ونفيس ، فأسعوا ناحية الأمل والرجاء وقدموا اجسادكم ذبيحة حية للمسيح ..
مهما انقلبت الجبال الى قلب البحار فالاقباط ثابتون على صخرة المسيح .. لأنها صخرة تتحطم عليها كل قوانين الشر الذى يرعاها ابليس ومملكته ..
اصرخوا بأعلى الصوت ، فالذى يصرخ لا يموت .. دافعوا عن حقوقكم المشروعة ، إيقظوا الضمير ، إقلبوا موائد الشر ، علموا الآخر معنى الحب ، أنكروا ذواتكم ، اطحنوا أولادكم تحت المدرعات ، حتى تخرج الحنطة دقيقاً جيداً صالحاً للآخرون الذى يعيشون فيما بعد ..
املأوا الدنيا صيحات الغضب المقدس ، لتعلنوا إلى العالم أجمع انكم غاضبون .. لكن غير يائسين ، منزعجين لكن غير متروكين ..
لا تخافوا ولا تبكوا على شىء لأن شهدائكم يصعدون إلى السماء رافعين إضطهادكم إلى الله ، وهم يطالبون الله " ليتك تشق السموات وتنزل " .. فهو ينزل قريباً جداً ..
لا تصمتوا بعد الآن ، فلا صوت يعلو صوت القبطى المدافع عن حقه ..
لا للشغب ولا للدمار ولا للعنف ..بل ارفعوا شعاركم " الصليب " الذى يعطى القوة وبه الخلاص .. احملوا الصليب فى كل مكان ، فهو العلامة السحرية لجلب الاستشهاد عليكم ، يراه الاخر فستفزه حركات الصليب المرفوع لأنه قوة الله للخلاص ..
انظروا إلى تاريخ الكنيسة ، مملوء بأسماء الشهداء ، فهذا ليس بجديد عليكم ، انظروا إلى الماضى لتقرأو المستقبل .. فدم الشهداء هو بذار الكنيسة .. انتم تبنون الكنيسة من جديد
تأكدوا إن الله يسمع لصراخكم وضيقكم وحزنكم ، فهو يشاهد كل هذه الاحداث وسوف يرد عليها قريباً .. فألهنا قوى لا ينسى ما حدث ، لكنه مستعد للحرب .. أنظروا قريباً ..
أطمئنوا فهذه الاحداث تقوينا ولا تضعفنا ، انها الحالة الطبيعية للكنيسة ، كل يوم تشتهى أن تقدم شهداء للمسيح ..فلا تمنعوها من تقديم ذاتها للمسيح ..
إلى الآخر :
لا تظن ان الاضطهاد والضيق سوف يفصلنا عن المسيح فنحن مستعدون للأستشهاد الجماعى .. ولا تقدر علينا كل القوات الجهنمية الشيطانية ، لأن مسيحنا أنتصر عليها ..
لا تظن اننا ضعفاء او جبناء ، لكننا نلتزم الصمت ، لأن الصمت قوة المدافع عن الحق ، فأنا سكتنا وصمتنا ، فأن الله لا يصمت أيضاً ، فهو يتكلم لشعبه بالسلام .. وسوف يتدخل عندما تأتى ساعة الصفر الالهية ..
لا تظن أن دم القبطى رخيص ، فصوت الله يزلزل الجبال ، وها هو دم الشهداء يصرخ من الأرض إلى الله مطالباً بالقصاص .. والله لا ينسى صراخ المظلوم ..
تأكدوا أن إله الأقباط لا ينعس ولا ينام ، بل لا يهدأ ولا يستطيع أحد ان يقف ضده عندما يحمى غضبه ، فتأملوا وانظروا ما يحدث بعد هذه الاحداث ..
نقول للآخر : اننا نحبكم مهما فعلتم ، لكن ليس هذا مبرر لكم ان تقتلونا ، فنحن نغفر لكننا لا ننسى ، فالجروح تترك آثاراً فهى لا تمحى بمرور الزمان ، غيروا انفسكم ، أحبونا كما نحبكم ، ارفعوا صوت الحكمة بدلاً من صوت الفوضى المخربة ... إلى هنا اعاننا الرب ...
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :