الأقباط متحدون | أنا كافر.. ولي الفخر!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٣١ | الاربعاء ١٢ اكتوبر ٢٠١١ | ٣١ توت ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٤٤ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

أنا كافر.. ولي الفخر!!

الاربعاء ١٢ اكتوبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: القس أيمن لويس حنا
المسيحي كافر.. هذا هو آخر كلام اتفق عليه إجماع المسلمين من كبيرهم إلى صغيرهم، ومن أكبر مؤسسة إسلامية إلى آخر تنظيم إسلامي عشوائي، بدايةً من شيخ الأزهر، مرورًا بالمفتى، حتى شيوخ الزوايا. ويستغرب شيوخ الإسلام على شاشات التلفزيون المصري بفضائياته مستعجبين!! لماذا يغضب المسيحيون من هذا النعت؟ ولماذا يصرخون متوجعين في وسائل الإعلام مهرولين في محاولة لتبرئة أنفسهم من هذا الوصف؟.. وحتى أريحهم أقول: نعم أنا مسيحي كافر، ولي كل الفخر، وبكل مجاهرة سأظل كافرًا! وسوف أجاهر في كل مكان أن يسوع المسيح هو الرب، هو الله الظاهر في الجسد، الذي مات على الصليب، وقام في اليوم الثالث كما في الكتب، لفدائي من الخطية والنجاسة، هذا الصليب الذي يستفز مشاعر المسلمين كما قال "سليم العوا" والشيخ "محمود عاشور"- وكيل الأزهر السابق- فخرجت الغوغاء تهدم وتحرق الكنائس والقباب.. صدق قول الكتاب المقدس "فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله" (1 كو18:1).
 
أعفيك يا شيخ الأزهر من عبء شرح كلمة "كافر"، التي أجهدت نفسك في توضيحها لنا، فنحن نفهمها جيدًا قولًا وفعلًا، كما لا أحتاج أن أجهد نفسي بالرجوع للمعاجم اللغوية للبحث والتفتيش عن أصل ومعنى الكلمة لعلي أجد مخرجًا لتبرئة أمتي من الفضيحة.. يكفيني أنني لم أجدها في أي لغة أخرى غير اللغة العربية التي أنطقها كرها وليس عشقًا، اضطرارًا فرضتها الظروف، لغة خشنة غليظة لا تعرف الأدب ولا التحضُّر، فشلت أن تكون لغة علم وتحديد للمعانى، فكلمة "كفر" هي اكتشاف العرب بكل فخر، الذي به سوف تقود الأمة الإسلامية الحضارة الإنسانية لعصر ما بعد الحداثة!!.
 
يا قوم، أقول لكم: لماذا غضب المسيحيون من كلمة "كافر"؛ لأنهم يفهمون أن الكافر هو منْ لم يؤمن بوجود الله أصلًا؟ إننا نرى أن الكفر كلمة كبيرة وكريهة، لا نريد أن نفهمها إلا في إطارها الواسع، أما أنتم معشر المسلمين فلا تريدون أن تفهموها إلا في إطارها الضيق، والذي يضيق حتى نقطة الاختناق.. فاليهود كفرة، والمسيحيون كفرة، والليبراليون كفرة، والعلمانيون كفرة، واللادينيون كفرة، وأجدادنا الفراعنة كفرة، والبهائيون كفرة، والشيعة كفرة، والقرآنيون كفرة، والإخوان يكفرون السلفيين، والسلفيون يكفرون الصوفيين ويهدمون أضرحتهم، كله يكفِّر كله!!!!!!
 
هل هذا هو التفسير التطبيقي للحديث القائل "إن أمتي ستفترق بعدي على ثلاث وسبعون فرقة، فرقة منها ناجية، واثنتان وسبعون في النار" أخرجه ابن داود والترمزي وابن ماجة؟ فإن كان كل هذا التكفير داخل ذات الأمة، فلا غرابة فيما يتوعَّد الآخرين!.
 
نعم، غضب المسيحيون لأنه ليس في ثقافتهم تكفير الآخر، فعقدتنا الكافرة علمتنا "لا تدينوا لكي لا تُدانوا"، و"من أنت الذي تدين عبد غيرك؟ هو لمولاه يثبت أو يسقط. وأما أنت، فلماذا تدين أخاك؟ أو أنت أيضًا، لماذا تزدري بأخيك؟ لأننا جميعًا سوف نقف أمام كرسى المسيح". من هذا فهم المسيحيون أن تمسكهم وافتخارهم بإيمانهم وعبادتهم لا يعطيهم الحق في تكفير الآخر أو الاعتداء أو الازدراء أو التطاول عليه قولًا أو فعلًا، وأنه على المسيحي أن يهتم فيما يخصه دون التدخل في شأن الآخر، فقد قال المسيح لا تخرج كلمة ردية من أفواهكم، ومن قال لأخيه يا أحمق يستوجب الحكم !! هذا هو ديننا، وهذه هي أخلاقنا.. إن كان هذا كفرًا فأنا أفتخر بكفري يا أهل الإيمان!!.
 
أفتخر أنني كافر يؤمن بالله الواحد مثلث الاقانيم: الآب والابن والروح القدس، هذه العقيدة التي لم تكفِّر من سبقها، ولم تشكِّك في كتبهم، ولم تختلق قصصًا لأنبيائهم غير ما ذكر، ولم تنسخ وحيهم، بل علمهم مسيحهم قائلًا: "ما جئت لأنقص الناموس والأنبياء، بل لكي أكمِّل".. فإن كان هذا كفرًا، فأنا راسخ بكفري لإله لا يغيِّر أقواله ولا يتناقض أنبياؤه.
 
أفتخر أنني كافر.. أؤمن بيسوع المسيح الذي لم يلعن أحدًا، ولم يكذب قط، ولم ينشغل بغزوات أو فتوحات أو سبايا أو غنائم، ولم يطمع في امرأة قريبه أو يشتهي نجاسة، فلم يسمح باغتصاب الأطفال أو مفاخدة الصغار والتمتع بهم، ولم يأمر بالقتل قط حتى لمن صلبوه، ولم يحرِّض على فعل شر، حيث لم ينخسه الشيطان، بل القداسة منهجه، والعفة طريقه، والنزاهه شعاره، وفي قدوته مسلكي..
 
أفتخر بأنني مسيحي كافر يؤمن بالتبني، قمة السمو والتسامي، سد الحرمان، وستر العار، حب العطاء، وعطاء الحب، وحصاد الحب، حب الخير للجميع، وعمل الخير للجميع، وصنع السلام مع الجميع.. "هكذا قال الرب: أجروا حقًا وعدلًا، وأنقذوا المغصوب من يد الظالم، والغريب واليتيم والأرملة. لا تضطهدوا ولا تظلموا، ولا تسفكوا دمًا زكيًا" (أرميا 3:22). "أخبرك أيها الإنسان ما هو صالح، وماذا يطلبه منك الرب، إلا أن تصنع الحق وتحب الرحمة، وتسلك متواضعًا مع إلهك" (ميخا 8:6).. "هكذا قال رب الجنود قائلًا: اقضوا قضاء الحق، واعملوا احسانًا ورحمة، كل إنسان مع أخيه. ولا تظلموا الأرملة ولا اليتيم ولا الغريب ولا الفقير، ولا يفكر أحد منكم شرًا على أخيه في قلبكم" (زكريا 9:7-10).. هذه هي شريعة كفري يا من احتكرتم الإيمان، لا تمييز ولا تفريق بين مسيحي وأممي، عبد وحر، ذكر وأنثى.
 
أفتخر أنني كافر، وفي افتخاري بكفري لا تكفيني كلمات أو صفحات. ارفع رأسك يا كل مسيحي قبطي، وافتخر بكتاب كفرك وصليب كفرك، الذي صنع منك إنسانًا صانعًا للحضارات الراقية، ونورًا للبشرية وليس عالة عليها.. افتخر بوحيك لأنه لم يأمرك يومًا "قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزيهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين".. هنيئًا للمؤمنين إيمانهم.
 
أقول لكم، لماذا غضب المسيحيون عندما نعتهم شيوخ الإسلام بالكافرين، رغم علمهم أنهم لكتابهم طائعون.. فهذا هو القرآن "لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم" (المائدة 17)؟!!
 
لأنهم علموا أن في الأمر شىء، ولأنهم يعلمون أن حكم الكافر إذلاله وقتله، وأن إعلانهم هو تحريض بالقتل. وقد كان، فهتف رجال الجيش في "ماسبيرو" وهم يضربون المسيحيين "ياكفرة ياولاد الكلب".. فقد أطاعوا أولي الأمر، وإن أطاعوا هؤلاء فبالأولى طاعة الله "إذ يوحي ربك إلى الملائكه أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان" (الأنفال 12)، يبقى السؤال: من الجاني؟!!.
 
يا مسيحيون، لا تنتظروا نتائج تحقيقات أو محاكمات، فمن يحكم لمن؟!! وبأي شريعة يكون القضاء؟!! دعونا نعكف للصلاة، ننتظر قضاء إلهنا الذي "يدين المسكونة بالعدل والشعوب بالاستقامة" (مز 9:119).. مشفق عليك يا مصر من غضب رب عادل رحيم، يشهد التاريخ والوحي أن كل من تطاول عليك وعلى شعبك، حلت عليه التأديبات، ضربات فرعون الظالم المتعجرف. مشفق عليك يا بلدي من جهل الجهلاء، وتجبُّر الكافرين الظالمين، لأنه سوف يزداد فقرك فقرًا، وجوعك جوعًا، وعطشك عطشًا، وضيقك ضيقًا، وانقسامك انقسامًا، وكل العاملين بالأجرة مكتئبي النفس. أشفق عليكِ يا بلدي؛ لأني أرى ما تكلم به كتابي عنك يلوح في الأفق "إن رؤساء مصر أغبياء! حكماء مشيري فرعون مشورتهم بهيمية!، مزج الرب في وسطها روح غي، فأضلوا مصر في كل عملها، كترنح السكران في قيئه" (أشعياء 19).
 
وإلى أن نرى يد رب الجنود تتحرك، نهيب بالمجتمع الدولي، والضمير الإنساني العالمي، وهيئة الأمم المتحدة، وجميع الهيئات الدولية العاملة في حقوق الإنسان، وكل أقباط المهجر، وكل مسيحيي الداخل- التكاتف من أجل وقف خطة إبادة الأقباط واستئصالهم، كما ننتظر من خبراء القانون الدولى المهتمين بالقضية، توجيهاتكم لتحريك قضية دولية، المختصة بجرائم الحرب، وإننا مستعدون لعمل اكتتاب عام للمسيحيين بالتفويض. وعلى أقباط المهجر تكوين لجنة لعمل الترتيبات اللازمة لجمع التبرعات، وأخرى مسئولة لمتابعة القضية وتقديم المستندات، وأعتقد أن كم الأدلة أصبح متاحًا. 
 
وإلى شهداء الإيمان، نودِّعكم بالدموع والعويل، ونزفكم للسماء بالورود والتهليل، أنتم من تحدَّث عنهم الوحي "رأيت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من أجل كلمة الله، ومن أجل الشهادة التي كانت عندهم، وصرخوا بصوت عظيم قائلين: "حتى متى أيها السيد القدوس والحق لا تقضي وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الأرض؟" (رؤيا 9:6-10)، وعلى الكنيسة أن تسجلهم في كتاب الشهداء.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :