الكاتب
جديد الموقع
السيد المشير طنطاوى
بقلم: حنا حنا
تحية واحتراما
بادئ ذى بدء أود أن اخبرك أنى أرسل لك التحيه لانى شخص تعود أن يحترم كل شخص حتى لو كان قاتلا. كذلك أرسل لك الاحترام لانى تعودت أن احترم كل إنسان حتى لو لم يكن جديرا بالاحترام وكانت يداه مخضبه بالدماء, دماء الابرياء.
إنك منذ أن انتزعت السلطه لتقوم مقام رئيس الجمهوريه ومصر فى تدهور مستمر سياسيا واقتصاديا وأخلاقيا, وكأن الانهيار الذى أصاب مصر فى عهد سلفك لم يكن كافيا فاردت أن تقضى على ما تبقى من أخلاق وقيم ووحده للوطن وفعلا قد نجحت بامتياز فى هذا الهدف الشائن والمشثين. إن ما حققته فى خلال شهور لم ينجح فيه سلفك فى خلال ثلاثة عقود.
لقد أثبت يا مشير أنك تنطوى على نفسيه فريده فى الحقد والشر فانت تستمتع بالاساءه إلى شريحه ليست بالقليله من الشعب الذى فرضت نفسك رئيسا عليه. وليس هذا فحسب فإنك تشجع وتعمل على المزيد من الاساءه ألى هذه الشريحه وكأنك بينك وبينها ثأر قديم. حتى بفرض أن مثل هذا الثأر قائم فإنك وقد قفزت على السلطه تصبح مسئولا عن كل فرد من أفراد هذا الشعب, مسئولا عن سلامته, مسئولا عن نجاحه, مسئولا عن رفاهيته, ومسئولا أمام الله عن المساواه بين كل أفراد هذا الشعب. ولكن تخليك عن هذه المسئوليه يجعل منك شخصا غير صالح لهذا المنصب أو ما هو أقل من هذا المنصب بدرجات عده, بل يكون مكانك الملائم هو ادنى درجات السلطه بل يتعين أن تنسلخ عنك أى سلطه لانك غير أمين عليها.
شعب شعر بالقهر والظلم تم الاعتداء على مقدساته يحرم من أن يتعبد إلى الله ويرفع أكف الضراعه ألى خالق هذا الكون كى يمن على أرض مصر الغاليه بالخير والبركه والسلام, وهذه هى كل جريرته. أراد هذا الشعب أن يعبر عما يلاقيه من ظلم وعنت وقهر من أجل مقدساته وحرمانه من العباده ألى الله وليس إلى الشيطان, ولكن هذا لا يروق لك ولا يروق لمبعوثك فترفضوا إقرار دار للعباده, لأنك لا ترضى بهذه القداسه وتصر على أن تسلم مصر كاملة إلى براثن الشيطان. ورغم أن هؤلاء المواطنين لم يقوموا بأى عدوان أو عنف, إلا أنك أبيت أن تتركهم فى سلام فارسلت جحافل جيوشك أليهم بالمدرعات لسحقهم لتكميم أفواههم وعدم المطالبه بالصلاه أو بالعباده. هؤلاء القوم والضحايا لم يكن لديهم سلاح, ولم يكن لديهم وسائل عدوان بل كان كل سلاحهم الصمت والرداء الحزين. وكرجل عسكرى أنت ملتزم بشرف المهنه والتى تحتم عليك ألا تعتدى على أعزل. ولكن أى شرف وأى أخلاق نتحدث عنها وقد تداعت جميعا تحت عجلات
مصفحاتك ودباباتك؟
شر البلية ما يضحك. إن إعلامك وتليفزيونك الذى تداعت أمامه كل القيم أخذ ينادى "الحقوا الاقباط يقتلون رجال الجيش". أسلوب لا أجد كلمات لوصفه وأقل ما يقال فيه إنه اسلوب رخيص, حقير, دنئ, وضيع. الحقوا الجيش من الاقباط العزل, انقذوا المصفحات والدبابات من الاقباط العزل, هل يمكن أن يوجد أدنأ وأحط من هذا الاسلوب؟ لم يبق إلا أن يقال إن الاقباط يلقون بأنفسهم تحت العجلات, ولكن يبدو أن ذكاء التليفزيون وجدها واسعه حبتين.
لقد وصلت الخسه والدناءه أن يلقى ببعض الضحايا فى النيل حتى يقل عدد الضحايا والشهداء. هل هنا أحط من هذا الاسلوب غير الانسانى والاجرامى؟ يقال إن جثة الميت لها حرمتها, لكن حتى جثث الموتى تعتدى عليها فى غير إنسانيه.
إن هذا العمل البطولى يذكرنى بما قامت به إسرائيل من قتل خمسة جنود مصريين. ماذا فعلت يا مشير؟ لبدت فى جحر الخوف والهلع والجبن. إن إسرائيل تملك جيشا وسلاحا وإذا حاولت رد كرامتك فسوف تسحقك أنت وجيشك وسوف تحرم من المجد الذى وصلت إليه وتحاول تثبيته بتصورك أن الشعب المصرى يمكن ببلاهه أن ينتخبك رئيسا له. ولكنك تستأسد على العزل من شعب مصر المسالم.
إنك تسعى الى أن تحاكم هؤلاء الذين قتلوا مصريين أثناء وقفتهم السلميه ضد مبارك, فترى هل ستكون لك الشجاعه فى أن تحاكم من أمر بهذا الفعل الاجرامى حتى لو كان شخصك؟ حين كانت هناك مدارس تعلمنا بيتا من الشعر يقول:
لا تنه عن خلق وتأتى مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
إنك فى كل يوم تثبت أن المشكله القبطيه لا حل لها سوى الانقسام حتى يكون للاقباط والمسلمين الشرفاء وطن مستقل له حكومه وجيش, نعم وجيش. حينئذ ستلبد فى جحر الخوف والهلع من الاقباط بدلا من أن تستأسد عليهم لانهم عزّل. وستكون اسرائيل ودولة الاقباط البعبع الذى تخشاه وتعمل لهما ألف حساب.
ثم إنك تكذب وتقول إن الجيش لم يكن له أسلحه. معنى ذلك أن المسيحيين أطلقوا على أنفسهم الرصاص. حقيقة إنهم كفره. وأرجو أن أقول لك أن الكذب فى مثل هذه الحاله من الكبائر لانه ليس من الحالات التى يبيح فيها القرآن الكذب.
أخيرا وليس آخرا إنك لم تتعظ مما حدث لمبارك بعد مذبحة رأس السنه الميلاديه, وإنى أشفق عليك مما سيصيبك بسبب مذبحة ماسبيرو.
مع كل هذا وذاك, تفضل بقبول فائق الاحترام.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :