الأقباط متحدون | ‮٩ ‬أكتوبر‮/ 82 يناير‮...‬ما‮ ‬أشبه‮ ‬اليوم‮ ‬بالبارحة‮!!‬
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٤:٠٣ | الأحد ١٦ اكتوبر ٢٠١١ | ٤ بابه ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٤٩ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

‮٩ ‬أكتوبر‮/ 82 يناير‮...‬ما‮ ‬أشبه‮ ‬اليوم‮ ‬بالبارحة‮!!‬

الأحد ١٦ اكتوبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

قراءة‮ ‬فى‮ ‬ملف‮»‬الأمور‮ ‬المسكوت‮ ‬عنها‮«-(368)‬

بقلم‮ ‬يوسف‮ ‬سيدهم

اتصل بى صديق نحو السادسة مساء الأحد الماضى وقال: أسرع بفتح قناة»الجزيرة مباشر« فهناك أمر جلل يحدث...فتحت القناة المذكورة لأشاهد بثاً مباشراً لمتظاهرين فى حالة فوضى وتدافع فى جميع الاتجاهات وسط الزعيق والصراخ بينما سيارات مدرعة تندفع بسرعات عالية لتخوض وسط الكتل البشرية للمتظاهرين غير مبالية بمن تصطدم ومن توقع أرضاً ومن تدهس تحت عجلاتها...ذهلت مما رأيت ولم أستطع استيعاب الموقف فعدت للاتصال بصديقى لأسأله: ما الغرابة فى الأمر؟وما هو الأمر الجلل؟ إن القناة تبث تسجيلا لأحداث يوم 28 يناير باكورة أيام الثورة فى ميدان التحرير، ذلك اليوم الأسود الذى انقضت فيه أجهزة الأمن التابعة لنظام مبارك على الثوار وسقط فيه الشهداء تحت عجلات سياراتها وتحت وطأة طلقات رصاصها الغادر. لكن صديقى قاطعنى صارخاً:لا....ما رأيت ليس تسجيلاً ليوم 28يناير، إنه بث مباشر لما يجرى حاليا فى ماسبيرو أمام مبنى التليفزيون، مدرعات الجيش المتمركزة هناك تنطلق فى كل اتجاه وكأن مسا من الجنون أصاب الذين يقودونها لأنهم يتحركون بشكل هستيرى غير منظم ليطاردوا المتظاهرين الأقباط، ولايتورعون عن الاصطدام بهم وإسقاطهم أرضاً ولا يعبأون إذا دهسوهم تحت عجلات مدرعاتهم.‮..‬كل‮ ‬ذلك‮ ‬يحدث‮ ‬وفى‮ ‬الخلفية‮ ‬تدوى‮ ‬أصوات‮ ‬طلقات‮ ‬الرصاص‮ ‬تصاحبها‮ ‬الصرخات‮ ‬وسقوط‮ ‬الضحايا‮ ‬والمصابين‮.

ظللت أحملق فى الشاشة وقد عقدت الدهشة لسانى...تسمرت فى مكانى لا أصدق ما أرى...كنت أعرف أن هناك ترتيباً لتجمع للأقباط الغاضبين ليسيروا فى مظاهرة مقصدها مبنى التليفزيون فى ماسبيرو -كعادة الأقباط- للتعبير عن احتجاجهم ورفضهم للاعتداء الهمجى الذى وقع على كنيسة الماريناب بإدفو وأسفر عن هدمها وتدميرها، وتداعيات ذلك من تقاعس الأجهزة الأمنية عن منع الجريمة التى كانت متوقعة ومعروفة سلفاً، ثم التصريحات المستفزة التى صدرت عن اللواء مصطفى السيد محافظ أسوان الذى تجاهل الجريمة وتولى تزييف وتشويه ماحدث والتقليل من شأنه علاوة‮ ‬على‮ ‬إسهامه‮ ‬فى‮ ‬تضليل‮ ‬الإعلام‮ ‬والرأى‮ ‬العام‮.‬
أيمكن أن يكون ما أرى هو المصير الدامى لتلك التظاهرة؟...ماذا حدث حتى تتحرك مدرعات الجيش بهذا الاندفاع الأهوج؟...لا أتصور أن أوامر صدرت للجنود ليفعلوا ذلك، لكن كيف يمكنهم الانطلاق دون أوامر من قيادتهم؟...ووسط تدافع الأسئلة التى تبحث عن إجابات، تنقلت بين القنوات المصرية لأتحقق مما رأيت فوجدت بثاحياً للمظاهرة ولكن لاحظت أن الكاميرات موجهة بعيداً حيث بعض الحشود والسيارات دون تصوير مشاهد هجمات السيارات المدرعة وسقوط الضحايا...وهنا تيقنت أننا أمام تكرار كئيب بائس لأحداث 28 يناير الماضى!!!

زملائى المحررون الذين كانوا فى موقع الأحداث وعايشوا تفاصيل تلك المأساة البشعة يعانون من حالة صدمة...ما يرددونه عما رأوه بأعينهم يفوق فى بشاعته أحداث 28٢يناير ولا يجدون أى تبرير مفهوم أو مقبول لما حدث...ويتساءلون فى مرارة:ألم يعد الجيش أنه لم ولن يضرب المصريين؟...إذا كانوا يقولون إن الرصاص الحى الذى صرع كثيراً من الضحايا جاء من مندسين اقتحموا المظاهرة، فما تبريرهم لاندفاع السيارات المدرعة التابعة للجيش لتطارد وتدهس المتظاهرين؟...هل اختطفها المندسون أيضاً...؟!!.

المشاهد المؤلمة المبكية المرتبطة بهذا الأحد الدامى ٩أكتوبر 2011 ستظل محفورة فى ذاكرة المصريين-أقباطاً ومسلمين-وسوف يسجلها تاريخ الثورة مثلما سجل يوم 28 يناير الأسود...وأقول بكل مرارة:الآن والآن فقط بعد الكارثة والمذبحة التى تعرض لها الأقباط فى ماسبيرو يتحرك المجلس الأعلى للقوات المسلحة ليعطى أوامره لوزارة الدكتور عصام شرف لإجراء تحقيق رسمى حول ما حدث...الآن والآن فقط يجتمع مجلس الوزراء بعد أربعة شهور من التنصل من وعود رئيسه السابقة ليعلن عزمه على إصدار القانون الموحد لبناء دور العبادة...الآن والآن فقط يعلن مجلس الوزراء أنه بصدد تغليظ العقوبات على جرائم التمييز بين المصريين...للأسف يبدو أن هذا هو قدر مصر ألا يتحرك أى مسئول مهما كانت حتمية التحرك وإلحاحة ومهما كانت التحذيرات من انفجار الموقف وخروجه عن السيطرة...لايتحرك أى مسئول إلا فى أعقاب كارثة مدوية تهز الضمير‮ ‬المصرى‮ ‬والعالمى‮!!!

إن صدور القانون الموحد لبناء دور العبادة وتغليظ العقوبات فى جرائم التمييز، والالتزام بإلقاء القبض على الجناة والمحرضين فى أحداث كنيسة الماريناب بإدفو، وحتى إقالة محافظ أسوان من منصبه، كل ذلك لن يرفع عن سجل المسئولين فى الدولة بكافة مستوياتهم مغبة التقاعس عن‮ ‬تحمل‮ ‬المسئولية‮ ‬والتباطؤ‮ ‬والتسويف‮ ‬فى‮ ‬معالجة‮ ‬القضايا‮ ‬المتفجرة‮ ‬والإخلال‮ ‬الجسيم‮ ‬بفرض‮ ‬القانون‮ ‬والحفاظ‮ ‬على‮ ‬هيبة‮ ‬الدولة‮ ‬وسيادتها‮...‬وستظل‮ ‬آثار‮ ‬دماء‮ ‬ضحايا‮ ‬مذبحة‮ ٩ ‬أكتوبر‮ ‬عالقة‮ ‬بأياديهم‮ ‬لن‮ ‬تمحى‮.‬




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :