الشرف العسكري
بقلم عزمى إبراهيم
إن جيش مصر في أقبح هزائمه المؤسفات في 1948، 1956، 1967، حتي في حصاره المؤسف في سينا بعد عبور القناة 1973 وهي حقيقة لم يعلنها السادات وإعلامه (المتستر والغير نزيه) ولكن يعلمها يعلمها العالم أجمع والمصريون المطلعون. في كل هذه الهزائم المؤلمة كان جيش مصر أكرم وأشرف وضعاً من موقفك يا طنطاوي في غزوة ماسبيرو المنكرة التي (انتصــــرت) فيها على (مصريــــــــن) مسلمين ومسيحيين عزل لم يحملوا سلاحاً بل شموعاً للسلام وصلباناً لطلب العدالة والمساواة احتجاجاً على هدم بيوت العبادة (ليست خمارات وبيوت دعارة) وحرق منازل (أبنــاء الوطــن الأبرياء). دهست (أبنــاء وطنـــك المسالمين) تحت عربات الجيش المصفحة ونثرت أشلائهم وأنصاف أجسامهم ودمائهم البريئة على أرض وطنهم وعلى يد اخوتهم المسلحين بأموال الشعب (ولا أقول أموال الأقباط أو المسلمين). تصرفوا بعنف واجرم وحقارة تحت قيادتك (الحكيمة) كأي عصابة بلطجية لا تعرف من مبادئ الإنسانية حرفاً واحداً. بل وألقيت جثث بعضهم في النيل لتخفي (بعض) معالم الجريمة. ومعالم وتفاصيل الجريمة التي تتنصل منها بالأكاذيب والحجج المفبركة أنت والإعلام المأجور تملاء الفضائيات والصحف والتلفزيونات في جميع أنحاء العالم.
طوال تسعة شهور يا طنطاوي وأنت تحكم البلاد بيد من (عجيـن) تجاه الفوضويين والرعاع والغوغاء والبلطجية والمتسترين تحت ستار الدين والمحرضين وقتلة الأبرياء المسالمين وهادمي دور العبادة وحارقي منازل وأعمال المواطنين الأبرياء. لم تقبض على أحد أو تحقق مع أحد بل لم تحرك إصبعاً أو تصدر استنكاراً بسيطاً له.
لم تفعل ما فعلتة في جريمة ومذبحة ماسبيرو أو حتى واحد في المئة من ذلك مع السلفيين الوهابيين عناصر السعودية الذين أعلنوا تحديهم على قانون البلاد وكرامة الوطن والجيش باقامة دولة إسلامية مستقلة داخل كيان الوطن بقنا، والذين رفعوا أعلام دولة أجنبية (السعـــوية) على أرض مصر بقنا والأقصر وبميادين القاهرة عاصمة مصر، الوطن المفروض عليك حمايته وحماية كرامته0.لم تفعل ذلك أو واحد في المئة من ذلك. عندما قطعوا خطوط السكة الحديد بقنا وشـَلـُّوا بل أوقفوا المواصلات فاصلين محافظات الجنوب عن باقي الوطن ما يقرب من اسبوعين، والذين أرغموك (رغم أنفك أو تلاعباً معهم) على سحب المحافظ الذي صدر قرارأ رسمياً مسبقاً بتعيينه. كل هذا يمثل إهانـة جسيمة لكرامة الدولة واهدارأً لكرامة الجيش بل يقع تحت تهمة (خيـانة عظـمى) صريحة لا لبس فيها ولا تأويل ولا يختلف عليها اثنان. لم تفعل ذلك أو واحد في المئة من ذلك، بل مرة أخرى لم تقبض على أحد أو تحقق مع أحد بل لم تحرك إصبعاً أو تصدر استنكاراً بسيطاً له، في حين نزعت الجنسية المصرية من الأستاذ موريس صادق ابن مصر الأمين لأنه احتج الاحتجاج الحسن على ظلم تعلمه أنت ويعلمه العالم أجمع واقع عليه كمواطن مصري وعلى اخوته أبناء مصر... أبناء وطنك يا طنطاوي.
إن التعدي الإجرامي الوقح على مسيرة ماسبيرو وصمة سوداء في جبينك، وجبين من أخذ القرار معك، وجبين من نفذ أوامرك. إنها وصمة لن ينساها التاريخ لك ولا لمصر، وستبقى على وجهك واسمك حتى تلقى بالقبر غير مأسوف عليك، لأنك أهنت مصر كما لم تهان في تاريخها.. العالم بأجمعه ينظر باحتقار إلينا وإلى بربرية جيشنا وفوضوية حكامنا.
لا... وألف لا... يا طنطاوي. لا نكن لك احترام ولا نريد لك بقاء علي منصة أعطاكاها الشعب لتكون أميناً عليها ... فلم تكن..!!
ارحل.. انزل بما تبقى لك من كرامة من هذا المنصب الذي لست أهل له.. وتنازل عن مصريتك فقد أثبت أنك لست مستحق لها. أنت من تستحق ان تسحب منك الجنسية المصرية. لأنك يا طنطاوي لست أميناً على مصر ولا أبنائها ولا أمنها ولا جيشها. أنت عميل للسعودية وأمريكا واسرائيل. أتحداك أن تفعل ما فعلت في غزوة ماسبيرو مع اليهود الراكزين المتأهبين على حدود مصر، بل على صدر مصر وعلى صدر العرب جميعاً. أتحداك أن تفعل ذلك مع السلفيين والوهابيين ثعابين السعودية أو دبابير حماس أو عملاء حزب الله أو عقارب القاعدة وأذناب إيران أو بدو سينا.
أنت لو قمت بهذا الإجرام مع المدنيين من شعب العدو في حرب ضد جيش أجنبي تعتبر (مجرم حرب) ويحق محاكمتك دولياً. لأن حماية المدنيين ابناء العدو حتى في الحرب بند من الشرف العسكري. لقد فقدت الشرف العسكري يا طنطاوي ويا للعار، ويا للأسف لما فعلته مع المدنيين العزل (أبناء الوطن).. دون رحمة ولا إنسانية!!
صدق عليك قول الشاعر العربي: أسد عليّ وفي الحروب نعامة
لقد أثبت تهاونك وضعفك وعدم درايتك بإدارة البلاد منذ قيام ثورة شباب مصر بالتحرير. بل بتهاونك وتراخيك المتعمد أنت السبب في سرقة الثورة المصرية التي شهد لها العالم (أو السبب في بيعها بدنانير السعودية) أنت السبب في ضياع أرواح شباب التحرير وهدر دماءهم هباء منذ (سلطنتك) أو (تراخيك) مما دفع مصر الى ما فيها من خراب وتخريب وفوضى وعصابات وخلافات ومهاترات وأنحدار اقتصادي وتوقف انتاجي وتجمد ثقافي وضياع الدخل من السياحة وعدم أمن وعدم استقرار لمسلم أو مسيحي. بل أصبحت مصر فيما يشبه الحرب الأهلية والتصفية العرقية والنزعات التطرفية من طوائف لا حصر لها، والبلطجة والفوضى المطلقة، علاوة على جرائم سافرة علي مسمع ومرأى الملأ لم يقبض فيهاعلى أحد أو يحكم فيها على أحد، بل لم يحقق فيها أحد... وضع لم ترى مصر مثله من قبل تحت أي حكم ظالم أو أي حاكم ضعيف.
إن أجهزة المخابرات العسكرية والمخابرات العامة والأمن الوطنى والبحث الجنائى المندسة في كل أنحاء مصر والمتجسسة كالجستابو على كل تحركات المواطنين تعلم مسبقا بتفاصيل ومواعيد مسيرة ماسبيرو وأسماء القائمين بها وأسماء المسلمين الأشراف المؤيدين لأخوتهم الأقباط والمصاحبين لها. ولو لم تحظي هذه المسيرة بموافقتكم لكنتم أجهضتموها قبل التصريح بها.... لكن..!!! لكن النية كانت مبيتة من جانبك يا طنطاوي!!
أردت أن تحقق (نصـراً) عظيماً لترضي السعودية وعملاء السعودية البهائيين والسلفيين والجماعات إما خوفاً منهم أو تخطيطا لأجندة عسكرية سياسية حقيرة مفضوحة. وكما قال المصريون العادلون: الله وحده قادر على أن يأتى بحق الضحايا الذين سرقت أرواحهم وسفكت دمائهم تحت عرباتك العسكرية المصفحة وبرصاص عساكرك وألقيت بجثث بعضهم في النيل (دون إنسانية). ظلمتهم مرتين: أولا بقتلهم ثم ثانياً باتهامهم بالبلطجة!!!
ختاماً... إن الإنسانَ إنسانٌ أولاً وقبل أن يكون أي شيء آخر، وقبل أن يوصف بأي وصف آخر. قبل أن يكون مسلماً أو مسيحياً أو يهودياً أو بوذياً أو هندوسياً أو مجوسياً أو حتى ملحداً، فإن فقد الإنسان إنسانيته فقد فقد ذاته وضميره ومقدرته على الشعور وعلى المودة المحبة والرحمة. بل يكون قد فقد إيمانه بالله لأن الله جل وعز إله سلام وطبيعته محبة وسماحة. خلق الله البشرية لتعيش.. والله أكبر من أن يصدر قراراً ويرجع فيه!!
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :