الكاتب
جديد الموقع
شهداء تحت الطلب
بقلم: نيفين جرجس
منذ فترة بعيدة تقدم الكنيسة أبنائها للاستشهاد في أحداث كثيرة مريرة مرت على الشعب القبطي وأوضاع مأساوية عاشها أهالي الشهداء، مات شبابنا وسالت دماؤهم على أراضي بلدهم لخروجهم للمطالبة بأبسط حقوقهم.. مات "مينا دانيال" الشاب البسيط الذي كان يخرج كل يوم للحصول على قوته اليومي، مات مينا وأصبح عريسًا يزف للسماء ذلك مانقوله لأنفسنا، ولكن في الواقع أنا شخصيًا لا أريد لابني أن يموت بهذه الطريقة البشعة. ولا أحد يريد ذلك.
ولكن مينا كان يشعر بما سوف يحدث له، ذهب لماسبيرو وكان مصرًا أن يعبر عن القهر الذي كان يلاحقه هو وزملاءه من الأقباط. وكان مينا أخًا يعتمد عليه، وكان مشاركًا لنا في كل اجتماعاتنا، وفي ماسبيرو كان واقفًا يحمي أخوته وأصدقاءه إلى أن جاءته طلقه من العدو الذي دائما يشعر أنه كلما قتل عددًا أكبر ذلك يعد نصرًا لله!. لا ألوم على الذي قتل أولادنا، ولكن ألوم من أوصاه وعلمه ذلك. هو في النهاية أداة في يد قادته.
وكانت وصية مينا أن تشيع جنازته من ميدان التحرير لو حدث له شيء وكان له ما أراد.
أيضا نرى "مايكل مسعد" الشاب الذي قتل أمام حبيبته وخطيبته التي كانت تحلم أن يجمعهما بيت واحد. وماذا ستفعل والدته وهو وحيدها؟
نعود للوراء قليلًا ونتذكر أيام ثوره 25 يناير عندما قتل شهداء هذه الثورة، وقتها هاج الشعب وثار، ولم يرجع وأصر على عزل الرئيس ومعاونيه، بل وحبسهم، بالإضافة لتكريم الشهداء وعمل "صندوق اجتماعي" لهم، ودفع معاشًا شهريًا لأسرهم، حتى البلطجية الذين ماتوا أعطوا لهم نفس الحق، خوفًا من أن يسلك أحد من أفراد أسرته نفس المسلك، فهل البلطجية أفضل من شهدائنا الأقباط؟!
وعلى الرغم من أن المظاهرة سلمية إلا أن الجيش العظيم قرر ضرب المتظاهرين، وبعدها ادعى بأن من ابتدأ بالضرب هم الأقباط الذين كانوا يحملون سلاحًا، ورغم ذلك لم يمت أحد من جيشنا العظيم وكل القتلى أقباط.
ومع ذلك لم يقول الجيش ما الموقف تجاه من ضرب وتجاه تلك المذبحة التي كان بطلها الجيش، وأثنت علينا الحكومة بعدة قرارات أهمها الوعد بإقرار قانون دور العبادة الموحد، ومعاقبة كل من يثير أحداث العنف والبلطجة، وكأنها تمن علينا بقراراتها، فأين كانت الحكومة من قبل. حوادث كثيرة مرت لم تأخذ فيها موقفًا بعد مذابح كثيرة ودماء أهدرت.
من المحتمل بعد إقرار هذا القانون وإعطاء الكنائس تصريحات لممارسة شعائرهم الدينية، ذلك يتأذى منه أخوتنا المسلمون، ويتجمهرون مرة أخرى لحرق الكنائس، ووقتها لن يوجه اتهامًا لفرد بعينه يقدم لمحاكمة.
وفي النهاية لم نجد جثمان شهيد من أبطال الجيش، وكل القتلى أقباط، فهو سيناريو يتكرر كل يوم، ولم يأخذ القبطي حقه، طالما الآخر يعتبره كافرًا، ويعتبره ذميًا، فهذه تعاليم نشأوا عليها ولم نستطع تعديلها.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :