الأقباط متحدون | العطاء بالأعمال الصالحة ( 2 )
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:٠٧ | السبت ٢٢ اكتوبر ٢٠١١ | ١٠ بابه ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٥٥ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

العطاء بالأعمال الصالحة ( 2 )

السبت ٢٢ اكتوبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم د. فكرى نجيب أسعد
يظهر السيد المسيح أحياناَ فى صورة إنسان محتاج يمد يده مع كل محتاج يتلقى عطايانا ليؤكد لنا بأن أعمال المحبة التى صنعت مع المحتاج قد صنعت معه شخصياَ وهى ما توضحها كلمات الكتاب : " تعالوا يا مباركى أبى رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم. لأنى جعت فأطعمتونى، عطشت فسقيتمونى. كنت غريباَ فآويتمونى. عرياناَ فكسوتمونى. مريضاَ فزرتمونى. محبوساَ فأتيتم إلي ... الحق أقول لكم : بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتى هؤلاء الأصاغر، فبى فعلتم " .
ومن الأحداث التى تؤكد بأن السيد المسيح يظهر فى صورة إنسان محتاج لمحبى العطاء منتظراَ منهم أعمال صالحة تجرى معه أذكر :
 

+ عرفت سيدة بحبها الشديد للعطاء، فكانت تود أن تقدم كل ما لديها لله والناس .. لذلك استحقت أن يظهر لها ملاك الرب ويبشرها بأن الله يريد أن يقبل من يديها أحد أولادها ليكون خادماَ مكرساَ له. ثم أمسك بالصبى الصغير النحيف الجسم، مشيراَ إليها إنه هذا هو ما يريده الرب. فى محبة شديدة قالت الأم للملاك : " هذا الصبى هزيل الجسم، فاليختر سيدى أبناَ آخر غيره ليخدم الرب بقوة " .. لقد أرادت أن تقدم للرب من أولادها أكثرهم صحة، لكن الملاك أكد لها أن الرب أختار هذا الصبى. كبر الصبى وفاق أمه فى العطاء ... فاتسمت حياته كلها بالعطاء، حتى تأهل أن يرى السيد المسيح كضيف فيغسل قدميه بل وظهر له كشخص مسن عاجز فحمله على كتفه. أنه الأنبا بيشوى المعطاء حبيب المسيح.
 

+ بنى لنفسه كوخاَ بالقرب من نهر عاتى ليساعد المسافرين على عبوره فى أوقات الفيضان، وكان سعيداَ جداَ بخدمة المحبة هذه، التى أرشده إليها أحد النساك المتوحدين. فى ليلة باردة والمطر ينهمر بشدة والرياح شديدة وأمواج النهر ترتفع سمع صوت يناديه يطلب منه أن يحمله عبر النهر، فشاهد طفلاَ صغيراَ كان واقفاَ على شاطىء النهر فتملكه العجب كيف يقف هذا الطفل وحيداَ فى مثل هذه الأحوال. فتقدم نحوه ورفعه على كتفيه بسهولة لخفة وزنه قابضاَ على عجازه الغليظ بيده اليمنى وأذ به يجد الطفل الصغير الذى حمله بسهولة يزداد ثقلاَ على كتفه فانحنى تحت وطأه الحمل العظيم لدرجة أن أنثنى عكازه الغليظ تحته، وظن أنه سيسقط فصرخ قائلاَ : " ياملكى وإلهى أنقذنى " واستمر فى مسيرته يجاهد حتى وصل إلى الضفة الأخرى للنهر فشعر بارتياح شديد لأنه أكمل خدمته التى أحبها إلى النهاية وصدر منه تنهد قائلاَ : " شكراَ لله لقد كنت أحمل الدنيا بأسرها " فالتفت الطفل إليه وقال : " حقاَ لأنك كنت تحمل الملك خالق العالم ن الذى حمل أيضاَ خطايا العالم كله " ، فاهتز كل كيانه حين أكتشف أن الطفل الذى حمله هو إلهه فخر ساجداَ تحت أقدامه، ولكنه قد أختفى عنه. لقد صار هذا الإنسان حامل المسيح قديساَ عظيماَ يتخذه المسافرون والسائقين رفيقاَ وشفيعاَ له يقيهم من خطورة الطريق ويعلقون صورته أمامهم داخل عرباتهم وفى كل مكان إنه القديس خريستوفر حامل المسيح.

تؤكد هذه الأحداث وغيرها بأن العطاء يسير فى دورة تبدأ من الرب الذى من يده نعطى " منك الجميع، ومن يدك أعطيناك " ( أخ 29 : 14 ) وتنتهى إليه عن طريق المحتاجين الذين دعاهم الرب أخوة له، وهى ما تجدها واضحة فى دورة العطاء الإلهية العظمى للمياه التى نعترف جميعاَ بها، التى تبدأ بسقوط مياه الأمطار من السماء التى لا تسقط نقطة واحدة منها إلا بسماح من الرب صانع الخيرات وضابط الكل، لتعود إليها مرة أخرى فى صورة بخار مياه وذلك بعد تلبية إحتياجات البشرية منها فى الأرزاق ( التنمية ) المختلفة التى لا يستغنى أى نوع منها من المياه، وهى دورة يستعين بفكرتها الكثيرين هذه الأيام فى تعذيب مياه البحر بتبخيرها بإستخدام الطاقات المختلفة من الزيت الخام والغاز الطبيعى ومن الطاقة الشمسية ومن الطاقة النووية ... الخ ثم العمل على تكثيفها فى صورة مياه عذبة، كما تجدها أيضا واضحة جداَ فى سيرة القديس العظيم أنبا أبرآم رجل العطاء وصديق الفقراء، فكثيراَ ما كان الرب يعيد إليه ما سبق أن أعطاه ، لينتهى الأمر بمزيد من العطاء وليبادل حبه بحباَ أعظم. وأن كل من يحاول أن يوقف دورة العطاء الإلهية التى يعمل من خلالها الأنبا أبرآم قديس القرن العشرين كان يصاب بمكروه.
" أرم خبزك على وجه المياه فإنك تجدها بعد أيام كثيرة " (جا : 11 : 1)




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :