الأقباط متحدون | سلوى بكر : ثورة الاقباط البشموريين لم يكن صراع دينى بل صراع اجتماعى سياسى
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٥:٤٠ | السبت ٢٢ اكتوبر ٢٠١١ | ١٠ بابه ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٥٥ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

سلوى بكر : ثورة الاقباط البشموريين لم يكن صراع دينى بل صراع اجتماعى سياسى

السبت ٢٢ اكتوبر ٢٠١١ - ٠٦: ١٢ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

عبد العزيز : الغزاة كان همهم جباية الجزية والخراج والضرائب وسلب خيرات البلاد
الكاتبة سلوى بكر : الانحيازات الدينية تعرقل القراءة القومية للتاريخ الكنسى
د. زبيدة عطا : ثورة البشموريين لم تكن ثورة على الإسلام وإنما لزيادة الخراج والجزية
د. كحيلة : ثورة البشموريين كانت ثورة اجتماعية شارك فيها المسلمين مع المسيحين ضد الظلم
د . حمودة : التاريخ الوسيط والحديث به احداث كثيرة جمعت المسلمين والمسيحين معا

تحقيق : ميرفت عياد 

ان الفنان والمخرج الأمريكي المثير للجدل ميل جبسون اعلن عن إعداده لبدء تصوير فيلمه الجديد تحت عنوان "مأساة شعب" والذي يحكي فيه تاريخ ثورة الأقباط المعروفين بالبشموريين وذلك نظرا لاعجابه بهذه القصة المأسوية وتعاطفه مع الأقباط ومعاناتهم

وللتعريف بثورة البشموريين والاسباب التى دفعت الى قيامها ، وهل كانت ثورة دينية ام اجتماعية ؟ وما الفائدة من معرفة الاحداث التاريخية فى بث روح الوحدة الوطنية بين ابناء الوطن كان لنا هذا التحقيق

االإحتلال والإستعمار العربى والعباسى

و يشير المؤرخ والباحث والمحقق فى التراث المصرى عبد العزيز جمال الدين الى ان البشموريين هم اقباط مصر الذين كانوا يقطنون شمال الدلتا ، وان البشموريين لم يقاوموا الاحتلال العربى بمفردهم بل شاركهم معظم الأقباط والمسلمين الذين رفضوا هذا الإحتلال والإستعمار العربى والعباسى فى مصروقد إستمر قتالهم معهم لمده 83 سنه بين هدوء نسبى وقتال املا فى أن يروا مصر حرة من الإستعمار ، فقد أدرك الأقباط ان الغزاة كان همهم الأول هو جباية الجزية والخراج والضرائب وسلب خيرات البلاد، وقد دفع العرب بتجبرهم البشموريين على مواصله القتال خاصة ان ظلم جباة الخراج زاد وتم مضاعفة الجزية على الأقباط فقاموا بثورتهم التى أسفرت عن هزيمة جيش الغزاة وكاد ثوار الأقباط أن يفتكوا بجيش المأمون ، لولا أن الخليفة اجبر الأنبا ديونيسيوس البطريرك الإنطاكى والأنبا يوساب الأول بطريرك الأقباط تحت التهديد ان يحررا رسالة للثوار لإلقاء السلاح وتسليم أنفسهم لولاة الأمر ، ولكن رفض الثوار وفضلوا أن يهبوا أرواحهم فداء لمصر وعقيدتهم ، وبعد حروب دموية دخل الجيش اقليم البشمور وحرقوا البيوت ودمروا الكنائس وقتلوا الرجال وسبى النساء والاطفال ، مشيرا الى ان هذه المعلومات بالتفصيل تم ذكرها فى كتابه" ثورات المصريين حتى عصر المقريزى" وكتاب " تاريخ مصر من خلال تاريخ البطاركة لساويرس بن المقفع" .

 


المراجع التاريخية الكنسية

وتوافقه الراى الكاتبة سلوى بكر مشيرة الى ان المصدر الاساسى للمعلومات الخاصة بثورة البشموريين تأتى من كتب تاريخ الكنيسة واهمها تاريخ الكنيسة للمؤرخ ساويرس بن المقفع ، ولكن المشكلة تكمن فى اننا نقرأ تاريخ الكنيسة باعتباره تاريخ دينى وهذا خطا كبير لانه بالرغم من وجود جزء دينى فى هذا التاريخ الا انه جزء من التاريخ المصرى القومى ، فغياب القراءة القومية للتاريخ الكنسى يفقدنا الكثير من المعرفة المتعلقة بتاريخنا القومى ، لان الكثير من تلك المعلومات لا يمكن التوصل اليها الا من خلال المراجع التاريخية الكنسية ، والمشكلة تكمن فى ان الانحيازات الدينية هى التى تعرقل القراءة القومية للتاريخ الكنسى ، وهذه المشكلة يجب ان نتجاوزها الان لان تجاوزها يحل كثير من المشاكل المفتعلة الراهنة ، مشيرة الى ان ثورة البشموريين هى جزء من التاريخ الذى لحقه الكثير من الاذى وسوء الفهم بسبب هذه القراءات المتحيزة وغير الموضوعية ، فاعظم ثورة عرفها العالم وعرفتها مصر خلال القرون الوسطى هى ثورة الاقباط البشموريين وهى جزء مسكوت عنه فى التاريخ المصرى بالغ الاهمية واهم الدروس المستفاده منه ان الصراع لم يكن صراع دينى بل صراع اجتماعى سياسى


استفحال الظلم

وتوضح الدكتورة زبيدة عطا ، أستاذة تاريخ العصور الوسطى، بكلية الآداب جامعة حلوان، أن ثورة الاقباط البشموريين التى قام بها الأقباط ضد الحكام العرب، لم تكن بغرض طرد الإسلام، والمسلمين، ولم تكن ثورة على الإسلام، وإنما كانت بسبب استفحال الظلم وزيادة أعباء الضرائب ، مؤكدة على ان المصريين المسلمين شاركوا فى أحداث هذه الثورة جنبا إلى جنب مع البشموريين، لما تعرضوا له من ظلم من ولاة الخلفاء العباسيين على مصر، خاصة ان الحكام العرب كانوا لا يعرفون شيئا عن النظم الزراعية فى مصر منذ الفراعنة، حيث كان جزءا من ريع الأراضى الزراعية، يعاد للأرض نفسها من اجل رعايتها


الثورات والفتن

بينما يرى المؤرخ والكاتب الدكتور عبادة كحيلة الى ان البشموريين كانوا يقطنون المنطقة الرملية على ساحل الدلتا بين فرعى رشيد ودمياط ويتميز هذا الاقليم بما به من مستنقاعات تجعل الوصول اليه والتوغل فيه امر صعب مما ساعد هذا على نشوب ثورات وفتن فى عصور مختلفة ، اما ثورة البشموريين فقد نشبت خلال عام 831 م و832 م اى فى زمن الخليفة العباسى المأمون ، وقد أندلعت هذه الثورة بسبب زيادة الخراج اى الضريبة على الارض الزراعية فى وقت سادت فيه البلاد قحطا شديدا لنقص مياه الفيضان عانى منه المصريين كافة اقباط وعرب ، لهذا ما لبثت ان الثورة شملت مصر كلها وبعد صعوبات عدة استعاد المأمون الفسطاط والاسكندرية ولكنه استعصى عليه اقليم البشمور واضطر الاستعانة بالبطريرك لتهدئة الثوار الا انهم لم يستجيبوا له ، وبعد احداث دامية هزم الثوار وصدرت الاوامر بقتل الرجال وسبى النساء والاطفال ، مشيرا الى من خلال هذا العرض التاريخى السابق يتضح لنا ان ثورة
البشموريين كانت ثورة اجتماعية ولم تأخذ اى طابع دينى وشارك فيها المسلمين بسبب تضييق الخناق على الفلاحيين


استكشاف الوقائع التاريخية

وعن التناول السينمائى للاحداث التاريخية التى تتعلق بالعلاقة بين المسيحين والمسلمين يعتقد الدكتور حسين حموده استاذ الادب العربى باداب القاهرة ان هذا بمثابة شئ ايجابى لانه يساعد على فهم اعمق للتاريخ ، فاستكشاف الوقائع التاريخية من الاشياء الهامة للغاية خاصة وان فى التاريخ الوسيط والحديث هناك العديد من الاحداث التى جمعت المسلمين والمسيحين معا وقامت على صيغة من التسامح والقبول والمشاركة ، اما فترات التوتر التى يشيع او ينتشر فيها التعصب فتكون مدفوعة بايادى خفية من مصلحتها تمزيق وحدة هذا الوطن




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :