موسى كوسا "عذب السجناء بنفسه"
علمت بي بي سي أن موسى كوسا رئيس جهاز المخابرات الليبية السابق الذي فر إلى بريطانيا في شهر مارس/آذار الماضي "عذب السجناء بنفسه".
وكان كوسا اليد اليمنى للزعيم الليبي السابق العقيد معمر القذافي وضابط الاتصال الرئيسي مع أجهزة الاستخبارات البريطانية بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر التي تعرضت لها الولايات المتحدة.
واتهم كوسا أيضا بالتورط في تفجيرات لوكربي عام 1988.
وتعقبت بي بي سي كوسا في فندق فخم بالدوحة بقطر حيث يقيم حاليا لكنه رفض الرد على مزاعم التورط في التعذيب.
وأخبر سجين سابق يدعى مفتاح الذوادي برنامج بانورما الذي تبثه بي بي سي أنه تعرض للتعذيب شخصيا على يد كوسا عام 1996 في سجن أبوسليم السيء الصيت بطرابلس.
وأضاف الذوادي "عندما كنت أتعرض للاستجواب كان موسى كوسا يمسك بقضيب كهربائي ويصعقني به على عنقي".
وتابع الذوادي أن الحكومات الغربية مطالبة بأن تكون على بينة مع من تتعامل داعيا إلى إرغامه على مواجهة العدالة.
وقال "إنه قاتل ومجرم وكان معنيا فقط بإبقاء القبضة الحديدية التي كان يحكم بها النظام السابق ليبيا. مارس كوسا التعذيب".
ومضى قائلا "من الضروري أن يسلم الغرب سواء كان حكومات أو شعوبا هذا المجرم إلى العدالة ويجب أن يعاقب".
تفاوض
مكتب موسى كوسا في طرابلس
كان موسى مسؤول المخابرات الليبية لمدة 15 عاما
وقام كوسا بدور رئيسي في السنوات اللاحقة في التفاوض مع أجهزة الاستخبارات البريطانية والأمريكية بخصوص سعي ليبيا للتخلي عن الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل.
وكشف ناشطون في منظمة هيومان رايتش ووتش بعد سقوط طرابلس في سبتمبر/أيلول الماضي عن وثائق عثر عليها في مكتب كوسا سلطت الضوء على حجم التعاون الذي كان يجمع كوسا مع أجهزة الاستخبارات الغربية في إطار الحرب على الإرهاب.
وكشفت الوثائق أيضا عن تفاصيل عمليات الاختطاف التي تعرض لها بعض المتهمين بالإرهاب وتسليمهم إلى دول أخرى لاستجوابهم.
ودفع الكشف عن هذه المعلومات رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كامرون، إلى الأمر بالتحقيق فيما إذا كانت أجهزة الاستخبارات البريطانية متورطة في سوء معاملة السجناء أو تسليمهم إلى دول أخرى بهدف استجوابهم.
وقال ضحية آخر للتعذيب يدعى نوري البوركي وقد كان بنفسه عضوا في أجهزة الأمن الليبية عندما اعتقل عام 2004 رفقة 20 آخرين اتهموا بالتآمر لاغتيال القذافي.
وأضاف أنه تعرض لضرب مبرح، مضيفا أن أعضاءه التناسلية تعرضت للتشويه.
وتابع أن كوسا أشرف شخصيا على التعامل معه وأنه كان على اطلاع تام على ما كان يجري من تعذيب في السجن.
وأردف قائلا "كان على علم، وكان على يقين أنني تعرضت للتعذيب وأن كرامتي انتهكت وأنني اعتقلت بدون وجه حق، كان يعرف ذلك جيدا".
وخلص برنامج بانوراما بناء على أدلة عثر عليها بين أنقاض مباني كانت تابعة للأجهزة أمنية ليبية إلى أن أنصار القذافي تورطوا في تعذيب المعارضين السياسيين حتى مايو/أيار الماضي عندما كانت ليبيا تواجه حربا أهلية.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :