الأقباط متحدون | البحث عن الحرية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٤٦ | الاثنين ٢٤ اكتوبر ٢٠١١ | ١٢ بابه ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٥٧ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

البحث عن الحرية

الاثنين ٢٤ اكتوبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك عازر
لا أحد ينكر أن الثوار عندما ثاروا كانوا في ثورتهم يبحثون عن الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، وكان هذا شعارهم، ثم اتخذوا من شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" شعارًا صار أعم وأشمل؛ لأنهم ظنوا أن سر المأساة في النظام، وكان لهم حق، لكنهم أخطأوا في ظنهم أن النظام يسقط بسقوط رأسه، فكان الخطأ الأكبر حينما قطعوا الشجرة وتركوا جذورها في الأرض، فسرعان ما نمت وترعرعت، خصوصًا أنها وجدت من يغذيها ويرويها، وهم المنتفعون من وراء تلك الشجرة، فكل شجرة تجد الطيور والحيوانات التي تأوي إليها، وفور قطعك لها تطير الطيور في كل اتجاه تسعى لتجد أشجارًا أخرى تأوى إليها..

فهناك من الطيور التي وجدت مأواها في أشجار أخرى، كالأحزاب القديمة التي كانت موالية للنظام موضوعًا ومعارضةً شكلًا كحزب الوفد، والجماعات التي كانت منتفعة بكونها محظورة ومضطهدة ولكنها كانت موالية للنظام بأفعالها وأعمالها، وفور قطع شجرة النظام قفزت منه وإدَّعت حمايتها للثورة، واتخذت من أول كلمتين من شعار الثورة الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية اسمًا لحزبها، وبقت للآن جماعة، وأضافت لنفسها الحزب، ولا تسألني بل اسألهم: لماذا هم للآن جماعة محظورة ولا يعلنون عن أنفسهم ولا ينضمون تحت لواء وزارة التضامن الاجتماعي لتراقب الدولة مصادر تمويلهم؟ وأين تُصرف هذه الأموال؟ فالجماعة للعمل الخيري والاجتماعي، والحزب للعمل السياسي، فإن كنا قد وافقنا على انخراطهم في العمل السياسي رسميًا، فلا غضاضة من موافقتنا أن يصبحوا جماعة غير محظورة لها ما لها وعليها ما عليها، مثلها مثل باقي الجماعات والجمعيات الاجتماعية، أم أن هناك سرًا؟!.. وكالسلفيين الذين لم يكن لهم وجود سياسي في الحياة السياسية، ولم نسمع لهم صوت إلا بعد الثورة ما نجحت، مع أنهم كانوا مكفرين إللي في الميدان، لكنهم قفزوا من الشجرة، وغرسوا لأنفسهم فسيلة صغيرة هادفين أن تنمي، مستغلين الجهل والفقر، مثلهم في ذلك مثل الجماعة الإسلامية التي خرجت من السجون، تلعق الدم من على أيديها لتدخل في العمل السياسي.

على أي حال، كان هذا حال طيور اختارت شكل الثورية لتحتمي بالثورة، مع أنها أبعد ما تكون عن الثورة وعن شعار الثورة الباحث عن الحرية، وهي طيور كان واجب إسقاطها كما سقط النظام؛ لأنها كائنات جزء من النظام، وكان النظام يكتسب شرعيته من وجودها، ومن معارضتها الشكلية.

أما النوع الأخير من الطيور التي كانت تأوى للشجرة، تلك الطيور التي قلنا عنها سلفًا إنها تروي وتغذي الشجرة، أو قل جذور الشجرة، بتأييدها للمظاهرات الفئوية والإضرابات، وتنشر الفوضى وانعدام الأمن والأمان بدعمها للبلطجية، ومن تلك الطيور: البلطجية أنفسهم الذين كانوا يسترزقون من وراء الشجرة ويحتمون بها وينفذون تعليماتها، ووجدوا أنفسهم بدون رأس مدبِّر لهم، فعاثوا في الأرض فسادًا، وانطلقوا على خلق الله بلا ضابط ولا رابط، خاصةً بعد تراخي الشرطة وتهاونها، وخيبتها القوية، وشعورها أنها انهزمت، وأخذت هذه الطيور تعوق البحث عن الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية.

المختصر المفيد، إن أردتموها ثورة وثورة ناجحة، اقطعوا حتى الجذر.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :