- جمهور معرض الجزيرة: الفن جزء من النضال الثوري للحصول على الحرية ضد آلة القمع والإرهاب
- الديمقراطية في الخلاط!
- م . الصاوى: دولة القانون تقوم على الديمقراطية وتفتح ذراعيها لاحتضان كل أبنائها دون تمييز
- صحف عالمية: فوز الراديكاليين ضربة لثوار الحرية
- هل يستطيع التيار الدينى المتشدد الإضرار بقطاع السياحة مع عدم وجود بديل بالدخل القومي؟
لما صباعي بيوجعني بقطعه
بقلم: ميرفت عياد
عزيزي القارئ، إني أدعوك اليوم لأن تشاهد معي التقمص المُحكم لشخصية أحد العلماء الباحثين.. لكي أمسك بمشرط لتشريح المجتمع المصري.. للوصول إلى أعماق المرض الخبيث والقضاء عليه.. "وصدقوني مش علشاني، ده علشان مصر".. ماهو أصل أي حد يعمل أي حاجة يقول "علشان مصر".. و"مصر" فتاة طيبة جميلة كُتب عليها أن تعيش في أيدي أُناس لا يرحمون ..
وهنا أسمع أحد القراء يقول لي: "يا ساتر استر، مشرط وتشريح.. هي ناقصاك أنت كمان.. ما كفاية الشعب متشرَّح لوحده.. مش محتاج حد يشرَّحه.. باين عليكِ مارحتيش ميدان التحرير ولا ماسبيرو.. وبعدين المرض الخبيث وصل إلى مراحل خطيرة لا تجدي معها أي عملية جراحية.. وعلى رأي عادل أدهم: أنا لما صباعي بيوجعني بقطعه، وهذا ما يحدث في مصر الآن"..
مهلًا عزيزي القارئ، فبرغم كل ما يحدث الآن ويدعو إلى الاكتئاب والحزن، إلا أنني أريدك أن تدعني أمارس حقي في تحليل الموقف من وجهة نظري.. لماذا تحجر عليَّ حتى في الكلام.. سيبني يا عم أتكلم قبل ما أطق وأموت..
المهم أنا أرى أن هناك أسباب جوهرية لحدوث الفتنة بين المصريين، وتتلخص في الآتي:
أولًا- الخطاب الديني المعتدل الذي لا يحث على الكراهية أو التعصب أو البغض، بل يحث على المحبة والألفة بين المصريين، ويقبل التعدد والاختلاف، ولا يكفِّر أو يقصي أحد، أو يحرِّض ضده، أو يسب عقيدته.
ثانيًا- النظام التعليمي المتميز في "مصر"، والذي ينشر فكر المواطنة والوحدة الوطنية، ويعزِّز من قيم حقوق الإنسان والتعايش المشترك بين جميع المصريين، ويؤكِّد على حق الإنسان في الحياة الكريمة بغض النظر عن لونه أو جنسه أو معتقداته.
ثالثًا- ارتفاع المستوى الثقافي لجميع المصريين، والقضاء ليس فقط على الأمية الأبجدية بل وأمية الكمبيوتر، بحيث أصبح كل مواطن مصري يحمل على كتفه "لاب توب"؛ لأنه لا يستطيع الاستغناء عنه في عمل الشات على الفيس بوك والياهو ماسنجر، ومن هنا آمن المصريون بأن الإنسان قادر على العيش في سلام ووئام، ليس فقط مع أبناء وطنه المختلفين في العقيدة، بل مع أبناء العالم المختلفين في اللغة والثقافة والفكر.
رابعًا- اقتصار دور الدين على دور العبادة، وغيابه من بطاقة الرقم القومي وجميع أوراق تحقيق الشخصية، وغياب التمييز والواسطة والمحسوبية، والحصول على الوظائف طبقًا لمعايير الجودة والكفاءة دون أي معايير أخرى.
وهنا أهمس في أذنك عزيزي القارئ، هذه ليست أسباب الفتنة الطائفية وثقافة التعصب والكراهية التي باتت منتشرة في مجتمعنا، ولكن أحلام إذا تحققت غابت الفتنة عن بلادنا، وانتبهنا إلى عملنا؛ للنهوض ببلادنا التي هي في أحوج وقت للبناء وليس الهدم.. وأخيرًا، لا يسعني أن أقول سوى "لكِ الله يا مصر".
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :