الإفادة من غباء العسكر
بقلم: د. صبري فوزى جوهر
قدم العسكر حكام مصر للاقباط عبر مذبحة ماسبيرو فى التاسع من ها الشهر اخطر و اهم الشواهد على اضطهادهم و بوادر ما اسميته ب"التوسيخ العرقى" لمصر. اذ ان انهاء الوجود القبطى فى مصر يعنى ازالة العنصرالنظيف من كيانها. و كأى امة واعية, رفض الاقباط ما يحاك لهم. وربما كان من المبالغة اضفاء صفة الثورة على تحركاتهم داخل مصر و خارجها للتعبير عن رفضهم القاطع لما يحيق بهم من عدوان مبين و تحرش مستديم و احجام دنىء عن معالجة امورهم بما يشبه العدالة. بالطبع لا يتوقع عاقل ان تتعامل دولة العسكر بعدل مع من استهدفتهم بالقتل و الهرس و الالقاء فى النيل و اثارة السوقة عليهم و ممارسة القرصنة الرخيصة باحتجاز النشطاء المسالمين منهم قيض اخضاعهم تماما للمزيد من الظلم و "التهويش" باللجوء الى العدالة العسكري الضبشاء فى التعامل مع مطالبهم و جميعها اساسية و مشروعة بل و اقل ما توصف به انها جائت متأخرة عدة قرون مضت منذ اطفاء الثورة البشمورية التى اشتعلت فى عهد ناهب القبور المدعو المأمون.
و بطبيعة الامر تكاثف الهرج و المرج و تعددت الاقوال ووضح جبن العسكر عندما كذبوا فيما اعلنوا عن اعمالهم الدنيئه فى ماسبيرو و اختفوا خلف امرأة خائبة لا تقل عنهم جبنا و غباء, حرضت الرعاع على القيام بالمزيد من اعمال الكراهية و العنف و الاجرام ضد ضحايا اسيادها عندما "سرسعت" مطالبة الهمج بالخروج للدفاع عن الجيش الباسل من عدوان الاقباط العزل! كنت اظن ان جيش مصر قد وصل الى الحضيض عندما كنسه الاسرائيليون فى سيناء فى هزيمة لم يسجل التاريخ مثيل لها بين جيوش العالم فيما عرف دلعا بالنكسة, و لكننى اعيد تقدير الامور هنا عندما اقول ان العسكر قد فاقوا انفسهم فى ذلك الفشل و الخزى و الجبن, و باعتراف مذيعتهم المصون, عندما صوتت بالحيانى تستجدى البلطجية ليهبوا لحمايته, و من مين, من شوية اقباط رافعين صلبان خشب و هم يدهسون بمدرعات الوطن المفدى!
افادت مذبحة التاسع من اكتوبر الاقباط حيث قدمت بالصوت و الصورة ما نبحت اصواتهم محذرين منه: تمادى الدولة فى اضطهادهم الى درجة الهرس و القاء القتلى منهم فى النيل للاقلال من عدد القتلى الظاهرين امام العالم, و كأن الدهس المتعمد لمواطن واحد لا يستوجب اسقاط الحكام جميعا ووضعهم خلف القضبان. هل نسينا ات ما اشعل الثورة فى تونس كان مشهد مواطن انتحر باشعال النار فى جسده و لم يكن للدولة تدخل مباشر فى الانتحار, فما بال ضمير العالم فى عصابة حاكمة تطحن عظام مواطنيها و تطلع تولول لانهم يعتدون على الجيش الباسل. لا شك انهم يعلمون ان جرائمهم هذه لا تتساقط بمرور الزمن.
استجاب الاقباط داخل مصر و خارجها لهذا العدوان المهول و الاول من نوعه. و استجابت الدول المتحضرة, ما عدا الولايات المتحدة المصابة بآفة حسين اوباما, لكارثة الاقباط. شجاعة اقباط مصر و صمودهم وما قدموه للعالم من توثيق مبين لما تعرضوا له من قبل العسكر ايقظت الضمير العالمى. وكان الكثير من نشطائهم فى المهجر قد اقتنعوا تماما بوجوب تدويل قضيتهم خاصة عقب تلاحق المجازر فى نجع حمادى و كنيسة القديسين بالاسكندرية و احداث المقطم و امبابه و اطفيح. فلا يعقل ان ترجو الضحية العدالة من المغتصبين و المحرضين و المشاركين فى الجرائم ان يمارسوا حساب النفس خاصة و قد تعددت جرائمهم و بنفس الوتيرة. كنا نبحث عن السبل و الاجراءات الصحيحة لتقديم قضيتنا الى العالم, فاذا ببعض الدول و قد هالها ما شاهدت من ابادة فى ماسببيرو, قد تطوعت بتبنيها و تقديمها الى العدالة الدولية. مرة اخرى, نتج ذلك عن بشاعة الجرم المرتكب و بسالة الاقباط بالصمود امام اقسى و اقصى درجات القهر.
هنا لا استطيع القول بانه لم تعد لنا حاجة للبحث عن "ممثل" منا يتضلع برفع قضيتنا الى المحافل الدولية بعد ان فشلنا فى مجرد الاتفاق على رأى فى هذا المضمار. فما زالت حاجتنا الى رجال و نساء منا يتولون مباشرةهذا الامر الذى لا تبدو له نهاية فى الاف. و لكن ربما هى مراحم الهنا العظيم التى دبرت الغريب للقيام بهذا العمل الذى اصبح محتما بدلا عنا.
نعم, لقد اصبح "تدويل" قضيتنا امرا محتما. بل انه فى واقع الامر ليس بتدويل. فقد انتشر الاقباط فى كل دول العالم و اصبح فى مقدورهم اقناع حكومات المهجر بعمل اللازم لحماية ذويهم فى الوطن الام. ثُم ان انسان القرن الواحد و العشرين اصبح من الوعى بقدر ان يتفهم و يقتنع بأن العصف بجماعة مسالمة من البشر انما يعيد الفرص لعودة الفاشية و العنصرية لفرض ظلماتها على كافة المعاملات الدولية. فمضطهدى اقباط مصر هم من يتسببون فى متاعب العالم باسره ابتداء من تقييد الحريات العامة فى امور شتى لم تعتاد على انتقاصها او اختزالها شعوب الحضارة, ابتداء من التفتيش المهين قبل دخول طائرة الى احتمال الاغتيال برصاص "مؤمن" مثل مجرم فورت هود بتكساس, او النسف بعبوة جبان كان من الافضل الا "تزربه" امه الى هذا العالم. ما يطلق عليه "تدويل" هو فى واقع الامر اجراء وقائى يجب ان يستمر و يتبع بكل حذر ووعى الى ان يقضى تماما على كافة المبادىء العنصرية و ما ورائها من نصوص ابن لادن "المقدسة".
.
على اقباط الداخل عدم الاستسلام و الاصرار على الاعتراض السلمى على ما يعانون. عليهم الا يقبلوا انصاف الحلول: فالصلاة تقام فى كنائس ترتفع عليها القباب و الصلبان و ليس فى دور ضيافه. عليهم عدم التخاذل فى المطالبة بتدخل هيئات العدالة الدولية لتأكيد حقوقهم و ان رفض زبانية الحكم الرضوخ لارادة العدالة الدوليه فسيكون فى مروقهم هذا المزيد من الرصيد الذى سيسائلون عنه عندما يأتى اليوم الذى تنتزع منهم القدرة على السيطرة على مقادير مصر.
علينا ايضا ان نشارك بقوة و فعالية فى كل نشاط سياسى مشروع يتاح لنا, و ان ننتقى من يمليه علينا حبنا لمصر و رجائنا فى مستقبل تسوده العدالة و الازدهار و التقدم.
.
و بالتالى ليس فى لجوئنا للمحافل الدولية استقواء على احد. مفهوم الاستقواء صادر عن عقول لا تستجيب الا لقوة الفتك بالسلاح. وهذا ليس بمقصدنا. لنتذكر ان الشيوعية قد انهارت بفعل ارادة الشعوب المسالمة و مساندة بابا الفاتيكان الروحية و المعنوية وهو الذى لا يمتلك فرقة واحدة من العسكر كما تندر على سابقيه طاغية الشيوعية الاكبر جوزيف ستالين. و ما يجابهه الاقباط و العالم اكثر هشاشة بمراحل من الشيوعية.
نحن لا نأمل فى تصدى الامريكيين للاضطهاد. و التدخل الامريكى يعنى الغزو العسكرى فى عقول البسطاء.بينما حقيقة الامر هى , ان عقولهم وقلوبهم فى جيوبهم. انظروا الى تخبطهم فى السياسة الدولية فى كل مكان. لا يتورعون و لا يرتدعون عن ارتكاب اكبر الحماقات ثم اعادتها بل و التشبث بها. انظروا الى ما حدث لمسيحيي العراق تحت ناظريهم. نحن لا نطالب بالتدخل المسلح لتقويم احوالنا فى مصر, بل لضغوط العالم المتحضر السلمية لاقرار العدل و رفع البلاء عن الاقباط.
جريمة التاسع من اكتوبر افادت الاقباط. قدمت بالصوت و الصورة ما نبحت اصواتهم محذرين منه: تمادى الدولة فى اضطهادهم الى درجة الهرس و القاء القتلى منهم فى النيل للاقلال من عدد القتلى الظاهرين امام العالم, و كأن الدهس المتعمد لمواطن واحد لا يستوجب اسقاط الحكام جميعا ووضعهم خلف القضبان. هل نسينا ات ما اشعل الثورة فى تونس كان مشهد مواطن انتحر باشعال النار فى جسده و لم يكن للدولة تدخل مباشر فى الانتحار, فما بال ضمير العالم فى عصابة حاكمة تطحن عظام مواطنيها و تطلع تولول لانهم يعتدون على الجيش الباسل. لا شك انهم يعلمون ان جرائمهم هذه لا تتساقط بمرور الزمن.
على اقباط الداخل عدم الاستسلام و الاصرار على الاعتراض السلمى على ما يعانون. عليهم الا يقبلوا انصاف الحلول: فالصلاة تقام فى كنائس ترتفع عليها القباب و الصلبان و ليس فى دور ضيافه. عليهم عدم التخاذل فى المطالبة بتدخل هيئات العدالة الدولية لتأكيد حقوقهم و ان رفض زبانية الحكم الرضوخ لارادة العدالة الدوليه فسيكون فى مروقهم هذا المزيد من الرصيد الذى سيسائلون عنه عندما يأتى اليوم الذى تنتزع منهم القدرة على السيطرة على مقادير مصر.
علينا ايضا ان نشارك بقوة و فعالية فى كل نشاط سياسى مشروع يتاح لنا داخل الوطن, و ان ننتقى من يمليه علينا حبنا لمصر و رجائنا فى مستقبل تسوده العدالة و الازدهار و التقدم.
.
و بالتالى ليس فى لجوئنا للمحافل الدولية استقواء على احد. مفهوم الاستقواء صادر عن عقول لا تستجيب الا لقوة الفتك بالسلاح. وهذا ليس بمقصدنا. لنتذكر ان الشيوعية قد انهارت بفعل ارادة الشعوب المسالمة و مساندة بابا الفاتيكان الروحية و المعنوية وهو الذى لا يمتلك فرقة واحدة من العسكر كما تندر على سابقيه طاغية الشيوعية الاكبر جوزيف ستالين. و ما يجابهه الاقباط و العالم اكثر هشاشة بمراحل من الشيوعية.
نحن لا نأمل فى تصدى الامريكيين للاضطهاد. و التدخل الامريكى يعنى الغزو العسكرى فى عقول البسطاء.بينما حقيقة الامر هى ان عقولهم وقلوبهم فى جيوبهم. انظروا الى تخبطهم فى السياسة الدولية فى كل مكان. لا يتورعون و لا يرتدعون عن ارتكاب اكبر الحماقات ثم اعادتها بل و التشبث بها. انظروا الى ما حدث لمسيحيي العراق تحت ناظريهم. نحن لا نطالب بالتدخل المسلح لتقويم احوالنا فى مصر, بل لضغوط العالم المتحضر السلمية لاقرار العدل و رفع البلاء عن الاقباط.
لا خيار امامنا نحن الاقباط الان سوى الصمود و الاستمرار فى الكفاح السلمى الذى جلب لنا تعاطف و احترام العالم بالرغم من نقائصنا التى ادت بنا الى الفشل المتكرر فى تأسيس هيئة عالمية موحدة تمثلنا لدى هذا المجتمع. ان محاولات القضاء على الوجود المسيحى فى مصر و المشرق لن تتوقف الى ان تجتاح الاسلام حركة اصلاح شاملة لا قدرة له على تحملها, و لنا فى انهيار الاتحاد السوفييتى سابقة مماثلة لهذا عندما ادت محاولة الاصلاح الى انهيار تام لم يكن هناك مفر من وقوعه. و لعل ذلك هوالسبب الحقيقى فى الاحجام الواضح عن محاولة اصلاح الاسلام بالرغم من المعرفة الوثيقة بشدة الحاجة اليه. من جهة اخرى, فان صراع الحضارات قائم فعلا بالرغم من ادعاء البعض بغير ذلك. بل ان هؤلاء الدعاة انما ينكرون اننا نجتاز حاليا احدى مراحل هذا الصراع فى محاولة "للتسكين" و تأجيل المواجهة المحتمة التى يعلم الجميع نتائجها مقدما, و سيكون فى هذا خلاص العالم باسره من آفات الكراهية و العنصرية التى يعانى منا القبط الان.
أمامنا الان فرصة قد لا تعاد. و لا شك ان كفاحنا السلمى سيكافأ بالنجاح اذاتمسكنا بحقوقنا فى بلادنا والمثابرة و الاصرار على الحصول عليها الى درجة الاستشهاد, و قبلنا تعاطف و مساعدة العالم المتحضرلنا.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :