رجاء من مصري اصيل.. إلي مَنْ سيحكمون أبناء النيل!
بقلم: نبيل المقدس
الذي شجعني أن أكتب هذا المقال هو ما صرح به سيدنا البابا شنودة في حفل تكريم بالكاتدرائية بالمقر البابوي مساء يوم الخميس الموافق 20 اكتوبر 2011 أن " هناك عدو يحاول التدخل بين الأقباط والدولة وهم المتشددون الذين دائما يلقون بالخطأ على عاتق الأقباط، وأن هؤلاء المتشددين يهددون الأقباط بالرحيل من مصر إذا لم تعجبهم الأوضاع ".
تأثرت جدا بهذا التصريح والذي أعتبره إعلانا قويا جليا مِن البابا عن أحدي اسباب هذه الفتنة التي تدور رحاها الآن علي الساحة المصرية ولم يسبق لها مثيل في العصر الحديث لبلادنا مصر و هو ظهور هؤلاء المتشددون المفاجيء بعد ما قامت ثورة 25 يناير علي أكتاف شباب مصر الأصيل .. وأركز علي كلمة الأصيل .. وأقصد بها الشباب غير المتشددين دينيا لأنهم شباب واع , مثقف , يدرك معني الحياة الديموقراطية والقائمة علي المواطنة . نادوا بالحرية والعدالة الإجتماعية .. طالبوا بهدم نظام التخلف ورحيل رئيسها وأعوانه .. ناشدوا بوحدة الطوائف .. سعوا إلي البدء في خلق الإنسان المصري السوي .. انسان مصري بدون عقد .. إنسان مصري يعمل بجدية ليلا ونهارا لكي يلحق بركب الحضارة , والتي بدأت تسبقه منذ ستون عاما حتي وصلت إلي أعلي مستويات النجاح والتقدم والحرية والديموقراطية ... وبعد ما حققوا هدفهم وهو هدم النظام القديم , وتسليم المسئولية إلي المجلس الأعلي , والذي أخذ علي عاتقه حماية الثورة وأهدافها .. نجدهم سقطوا في خطأ عن غير قصد وهو تركهم الميدان فارغا معتمدين علي المجلس الأعلي لحماية التحرير متمثلا في بدء عمل الإجراءات اللازمة لتحقيق أهداف هؤلاء الشباب , لكن وبدون مواربة لم يستطع المجلس الأعلي أن يُوقف الهجوم التتاري الإسلامي المتشدد , حتي أن الكثيرين منهم إقتحموا التحرير ووقفوا مزاحمين الشباب الأصلي للثورة , وفرضوا أنفسهم علي الثورة .. وبدلا من المناداة بدولة مدنية .. تحول الهدف إلي المناداة بدولة مدنية بخلفية اسلامية .!!
ولأن مبدأ الديموقراطية كان شعار أصحاب الثورة الحقيقيين .. ومن منطلق وعد المجلس الأعلي بحمايتة لمباديء الثورة .. والقيام بإنتخابات نزيهه شفافة , تقبلنا نحن المصريون الأصليون أن نختار الصناديق كتعبير حقيقي عن الإرادة ألشعبية الناضجة ... وسوف نتقبل نتائج ما تفرزها الصناديق , من نواب للمجالس النيابية والشوري ومن بعدهما من سوف يكون رئيس البلاد ... لكن وبصفتي مصري .. أتمني لكل مصري اصيل كان مسيحيا او مسلما أن يرجو معي نواب مجلسي الشعب والشوري والرئيس في حالة ما سوف تكون أغلبية أعضائها من التكتلات الإسلامية ..سلفيين أو من الإخوان بأن لا يسلكوا منهجا أساسه الدين .. فنحن وبالرغم أننا نؤمن بالديمقراطية سوف لا نسايرهم .. لو شعرنا أن هناك خطورة علي حريتنا وعلي مستقبل مصر , وربما نجعل ميدان التحرير مبيتا ومسكنا لنا .. وأحب افكر سيادة المشير طنطاوي ورئيس المجلس الأعلي حاليا وعده الذي أطلقه سابقا بأنه ليس لديه الإستعداد أن يري خوميني آخر .. لذلك فأنا أطلب من إخوتي المسيحيين والمسلميين المعتدلين الأصليين أن نتمسك ونصر علي أن تقوم القوات المسلحة بحماية الأهداف الحقيقية للثورة ..
كما نطالب المجلس الأعلي بعمل معايير عادلة فى اختيار اعضاء لجنة تعديل او تشريع الدستور .. بالإضافة إلي اطار مُحكم لكي لا ينحرفوا بسن دستور يلائم هواهم وتوجهاتهم علي حساب الأقلية ... وانا اكررها ونيابة عن نفسي سوف لا اتعامل مع اي قانون هو ضد ثقافتي المصرية أو ضد هويتي المصرية, أو ضد عقيدتي طالما ان ما أؤمن به أو أنتسب إليه لا يضر الاخر , وأنها ليست ضد هوية مصر وطبيعة شعب نيلها .. فأنا أصر أن اعيش كما عاش اجدادي من بداية العصر الحديث .. كما اريد ان يعيش ابنائي وابناء ابنائي في حياة الحرية والإنسانية مع إخوتهم في الوطن .
تم السماح بقيام أحزاب .. وكان هناك شرط بأن لا يكون للحزب خلفية دينية .. لذلك نحن نتمسك بهذا القانون .. وسوف لا يهدأ لنا بال لو رأينا المؤسسات النيابية مهما كانت توجهها تسلك مبدأ المرجعية الدينية ... احذر أن اي تطبيق لأي شريعة بعيدة عن مباديء بيت العائلة الذي أسسه كل من قداسة البابا وشيخ الأزهر , أو اي قانون مُخالف لمشيخة الأزهر المعتدل سوف نقابلها بالرفض .. و هذا ربما يسبب في كثير من المشاكل والمنازعات بيننا وبين الحكومة من طرف وبيننا وبين الجماعات الإسلامية السلفية من جهة أخري ... علي جميع التكتلات الإسلامية السلفية أن تعلم أن الكيان المسيحي قد قام فعلا .. واصبح فعالا لدي ملايين المسيحيين بجميع طوائفهم ... وعليهم أن يعرفوا ويدركوا أننا لم نعد نخاف منهم .. بل بالعكس أصبحوا هم الان يشعرون أن هناك قوة عظيمة لديها التاثير بالرغم من قلة العدد , فهذا أمر طبيعي لأننا جزء من كيان هذا الوطن فاصبحوا يعملون لهذا الكيان ألف حساب وحساب ..
لذلك اقول للدكتورة مني مكرم عبيد تعقيبا علي تصريحاتها أننا نفزع من السلفيين .. أقول لها اننا لسنا وحدنا أمام هذا القطيع الهائج بل معنا أغلب إخوتنا المسلمين الذين يعرفون دينهم معرفة قوية .. فهم بجانب حبهم الحقيقي لديناتهم , يضعون ايضا مصلحة وطنهم مصر , ويريدونها أن تسترد قوتها وعظمتها .. نحن لا نفزع منهم يا سيدتي لأننا لو سرنا في وادي ظل الموت لا نخاف شيئا .. لأن الله معنــــــــــا .... لذلك أقول للمسلمين السلفيين حذاري أن تلعبوا بنار الفتنة .. وأنا أري زيارة البابا إلي مكتب المشير وكلام المشير له هو ختام لأي ملعوب أو فكر هدام يسعي ورائه المتشددون .. فقد إاتفقا أن مصـلحة الوطن هي الأولي في الإعتبار .... وهذا ما نتمناه لمصر المدنية ... !!!
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :